أسماء أحمد عوض الله
أسماء أحمد عوض الله


بما كسبت أيدي الناس

الأخبار

الخميس، 30 ديسمبر 2021 - 04:17 م

بقلم/ أسماء أحمد عوض الله

مخاوف يعيشها العالم كل يوم؛ لا تُفرِّق بين دولٍ متقدمة وأخرى نامية، إن الخوف الأعظم للعالم أجمع هو تغير المناخ وما يترتب عليه من أحداث النهاية.. والحقيقة التى لا يستطيع أحد إنكارها أن السبب فى تغير مناخ الأرض هو الإنسان، فبتعامله غير الآدمى مع موارد البيئة من حوله كان هذا التغير السريع؛ الذى نتخوف منه اليوم.

عندما خلق الله -عز وجل- الإنسان خلقه لمهمة وهى الاستخلاف فى الأرض فقد قال تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً» سورة البقرة آية (٣٠)، ولكن الإنسان تناسى مهمته وعمل على تسخير كل الكون من حوله لخدمته وكأنه لا يعيش على الأرض أحد غيره، فقطع الغابات، وقتل الحيوانات؛ فاختل التوازن البيئي، وبنى المصانع فزادت نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الجو، وحدث الاحتباس الحراري، واتسع ثقب الأوزون..  بل الفلاح البسيط حرق مخلفات زراعته وتغافل عن تصاعد الدخان، وتوسع فى العمران فبنى على أرضه الزراعية وتجاهل مشكلة نقص الغذاء.. والآن تنبَّه العالم واتَّحدت كلمته على مواجهة التحدي (تغير المناخ)، فبحثوا الحلول ولكن متى التطبيق؟
إن التطبيق يبدأ عند استشعار كل فرد بمسئوليته تجاه بيئته وأرضه، وليعمل كل منا بقول النبى  «إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفى يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها» رواه البخاري.

فلنزرع الأرض ولنعمل على عمارتها واستصلاحها، ولنُحِد من استهلاكنا غير الضرورى لتتقلص حاجاتنا من المنتجات الصناعية، ولتعمل الدول على استخدام الطاقة المتجددة النظيفة فى كافة وسائل النقل، وفى حاجة المصانع والبيوت من الطاقة.. ولنعلم أن ما حدث كان لنا يد فى التسبب به فقد قال تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» سورة الروم آية(41).
فلنرجع ولنعمل قبل نفاد الوقت، وضياع الفرص.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة