هيثم مصطفى
هيثم مصطفى


المزيد من الرقص

أخبار النجوم

الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 01:30 م

الرقص‭ ‬فن‭ ‬استعراضي‭ ‬متوارث‭ ‬منذ‭ ‬عهود‭ ‬طويلة،‭ ‬لإنه‭ ‬يعتبر‭ ‬هو‭ ‬المُعبر‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬الجسد‭ ‬في‭ ‬أسمى‭ ‬معانيه،‭ ‬وقدماء‭ ‬المصريين‭ ‬حرصوا‭ ‬جدًا‭ ‬عليه،‭ ‬لأهميته‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬الآثار‭ ‬المتروكة‭ ‬لديهم‭ ‬وهو‭ ‬التعبير‭ ‬والتدوين‭.‬

فكل‭ ‬الجداريات‭ ‬الفرعونية‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬تسجيل‭ ‬للذكرى،‭ ‬مثل‭ ‬تسجيلنا‭ ‬لكل‭ ‬لحظاتنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كاميرات‭ ‬السيلفي‭ ‬في‭ ‬التليفون‭ ‬المحمول‭!! .. ‬لكن‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬الرقص،‭ ‬كنا‭ ‬نجد‭ ‬الإحتفاء‭ ‬العالمي‭ ‬العام‭ ‬بها،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تخلوا‭ ‬أية‭ ‬أمة‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬الرقص،‭ ‬على‭ ‬إختلاف‭ ‬نوعيته‭ ‬وتوجهه‭ ‬ومعانيه،‭ ‬فهي‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬لمترجم‭ ‬كي‭ ‬نعيها،‭ ‬فالرقص‭ ‬لغة‭ ‬عالمية‭ ‬تتحدى‭ ‬كل‭ ‬اللغات‭ ‬والأماكن‭ ‬والأزمنة‭.‬

لكن‭ ‬بالرجوع‭ ‬لفكرة‭ ‬الأداء‭ ‬الحركي‭ ‬نجدنا‭ ‬لا‭ ‬ننفك‭ ‬ننبهر‭ ‬بالتابلوهات‭ ‬التي‭ ‬نراها،‭ ‬والتي‭ ‬تحكي‭ ‬لنا‭ ‬قصصًا‭ ‬وروايات‭ ‬رائعة‭ ‬جذابة،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬قديمة،‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬التابلوهات‭ ‬أخذ‭ ‬صناع‭ ‬السينما‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬السياق‭ ‬البصري‭!! .. ‬فصرنا‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬استعراض‭ ‬نقلًا‭ ‬عن‭ ‬عروض‭ ‬المسارح،‭ ‬حتى‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬الأفلام‭ ‬الإستعراضية،‭ ‬والتي‭ ‬تبنتها‭ ‬السينما‭ ‬الأمريكية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير،‭ ‬فصرنا‭ ‬نرى‭ ‬أفلامًا‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬فريد‭ ‬إستير‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬جين‭ ‬كيلي،‭ ‬واللذان‭ ‬صنعا‭ ‬فكرة‭ ‬التابلوهات‭ ‬الراقصة‭ ‬الحديثة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬الركيزة‭ ‬الأصلية‭ ‬لفكرة‭ ‬العمل‭ ‬الإستعراضي‭ ‬المحترف‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬السنيمائية‭.‬

وخرجت‭ ‬سلاسل‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬الرائعة‭ ‬والتي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الجادة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بث‭ ‬فكرة‭ ‬الرقص‭ ‬أمثال‭ ‬Singin’‭ ‬in the Rain،‭ ‬American in Paris،‭ ‬Easter Prada،‭ ‬ليصبح‭ ‬الرقص‭ ‬مطلبًا‭ ‬جماهيريًا‭ ‬ومرغوبًا‭ ‬بحالٍ‭ ‬يجعل‭ ‬صناع‭ ‬السينما‭ ‬يعملون‭ ‬جاهدين‭ ‬على‭ ‬إرضاء‭ ‬الجماهير،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وفي‭ ‬مصر،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬الرقصات‭ ‬الشرقية،‭ ‬لتقديمها‭ ‬داخل‭ ‬الأفلام‭ ‬فنجد‭ ‬أعمالًا‭ ‬سنيمائية‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬اللوحات‭ ‬الراقصة‭ ‬فقرات‭ ‬كاملة،‭ ‬مثل‭ ‬أفلام‭ ‬فريد‭ ‬الأطرش‭ ‬ومحمد‭ ‬فوزي‭ ‬مع‭ ‬سامية‭ ‬جمال‭ ‬وتحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬ونعيمة‭ ‬عاكف،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬الطلب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬للسنيما‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأوروبا‭ ‬وأمريكا‭.‬

وبخلاف‭ ‬الرقص‭ ‬الشرقي‭ ‬خرجت‭ ‬لنا‭ ‬فرق‭ ‬للرقص‭ ‬الإستعراضي،‭ ‬مثل‭ ‬فرقة‭ ‬رضا‭ ‬للفنون‭ ‬الشعبية،‭ ‬والفرقة‭ ‬القومية‭ ‬للفنون‭ ‬الشعبية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬لنا‭ ‬بتابلوهات‭ ‬استعراضية‭ ‬جذبت‭ ‬لها‭ ‬الأعين‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬والسينما‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬بشكلٍ‭ ‬خاص،‭ ‬وباقي‭ ‬العالم‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬تلك‭ ‬الشهرة‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬تقدم‭ ‬لنا‭ ‬أعمالًا‭ ‬خالدة‭ ‬مثل‭ ‬فيلم‭ ‬غرام‭ ‬في‭ ‬الكرنك‭ ‬وحرام‭ ‬الورقة‭ ‬وغرام‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الزراعي،‭ ‬وتابلوهات‭ ‬النوبة‭ ‬والبمبوطية،‭ ‬ويا‭ ‬مراكبي‭ ‬وغيرها،‭ ‬والتي‭ ‬تطورت‭ ‬لنراها‭ ‬بأشكالٍ‭ ‬متعددة‭ ‬مثل‭ ‬فوازير‭ ‬نيللي‭ ‬وفوازير‭ ‬شريهان‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة