نسرين موافي
نسرين موافي


أوجاع تطرح أمل 

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 07:43 م

" مهما كان حلمك بعيد ..
مهما كان صعب و عنيد ..
حتى في نهاية الطريق ..
ابدأ من جديد ..
في حاجات كتير بين ايديك ..
الكون أسرار عايشة فيك ..
و الشمس الصبح بتناديك ..
ابدأ من جديد "

أعوام طويلة مرت على هذه الكلمات ، أغنية طُبعت في قلبي في إحدى المعسكرات الصيفية في مدرستي الحبيبة و أنا في بداية المرحلة الإعدادية.
تعلمت الكثير  ، و حفظت الأكثر من الشعر  و الأناشيد و الأغاني. لكن وقع أي منها لا يماثل تأثير هذه الكلمات البسيطة في قلبي . ربما لصغر سني أو للطريقة الحماسية التي كنا ننشدها بها … لست أدري ! لكن هذه الكلمات تقفز في عقلي من صندوق الذكريات لحظة أن تفشل كل محاولاتي في مقاومة الاستسلام ، فيصبح لا مفر من البداية الجديدة .
كلمات دائما ما تلازمني مع نهاية كل عام .. مع كشف الحساب الذي بطبيعة الحال أخسر فيه معظم تحدياتي و يتملكني الإحباط. فتظهر لتبدل يأسي أملاً ،  أغنية تلازم مقطع الخال الابنودي " القلب الاخضراني طرحت فيه الأماني "
لتذكرني دائما أنه  لابد و أن تطرح الأماني في هذا القلب الذي طالما تخيلت أن الحياة بدلت لونه .

لكنها هذا العام أتت و أنا بداخلي توق كبير لها ، بل أحسبني استدعيتها قبل أوانها.. أستشعر أملًا.. أريدها أن تثبتني فيه علني أستطيع أن أبدأ من جديد .
كل عام أضع قائمتي ..أجاهد بها نفسي لأغير فيها ما فشلت فيه سابقاً ، و أستعيد روحًا غابت عني بفعل الزمن و قسوته. فبدلت حال القلب و الروح معاً . قائمة طويلة دائما بعنوان  " لابد أن أفعل " ..أبدأ بها العام الجديد و لا أستطيع أن أنفذ منها الا بنودًا قليلة جدا ، نجت من تيار الحياة المتسارع الذي أترك نفسي له باستسلام جدير بالشفقة. 
لكنني جعلت قراري هذا العام للبدء من جديد هو أن أنفذ و لا أستسلم مهما كان القرار صعبًا أو بسيطًا. و يظل السؤال المُلح دائما هل هناك فعلا بدايات جديدة ؟!. هل نستطيع أن نبدأ من جديد..؟! هل نمتلك جرأة هذا القرار ؟! أو هل نمتلك القوة فعلا للبداية في طريق جديد؟!
طريق جديد في كل شيء أو حتى في شيء واحد يؤرقك .. مهني ، عائلي ، شخصي أو حتي مظهري .
في رأيي نستطيع …. فقط إذا امتلكنا الارادة للبداية من جديد ، فلا معوقات تمنع الأماني في الحقيقة و لا حدود للأحلام برغم أي تحدٍ ، فلا عمر أو حالة أو ظروف تمنع ، في الحقيقة وحدها نهاية العمر فقط تكتب نهاية الرحلة و أي تحدٍ.

عقلك ، إرادتك و مدى استسلامك للضغوط هم فقط الذين يحركونك أو يثبتون قدميك في الأرض.
ما يمنع هذه البداية هو أنت …تخاذلك ….و استسلامك . فأي قرار مهما كانت معوقاته يمكن السعي في اتجاهه بالإرادة فإن لم تمتلكها ضاع الطريق .
كلنا يستطيع أن يبدأ من جديد إن أراد فقط ، إن اراد بصدق نية و عزيمة مخلصة لنفسه أن يعدل مساره .. يعطي نفسه حقها و يقدرها و يثق في امكانياته و إن كانت بسيطة جدا ، فحتي باقل الامكانيات استطاع الانسان انجاز المستحيل ، هذا الذي يبدو كجبل عظيم يحبطك النظر له فترتعد الروح من مجرد التفكير في اجتيازه ، ليتقزم أمامها و يتضاءل  اذا ما قررت ان تواجهه و تأخذ اول خطوة باتجاهه ، لتكتشف أن المستحيل وحش في عقلك أنت فقط تهابه لأنك لم تواجهه .
 
 ابدا من جديد بقرار صغير لكن احرص عليه فديمومته انجاز في حد ذاتها ، ابدأ من جديد و ابدأ بذاتك  .
تكلم مع نفسك عاتبها و حاسبها ، ارسم لها طريق واضح بخطوات ثابته ، قيمها و قيم مراحل انجاز قرارك و اخفاقاته فحتما ستواجه العثرات … وبخها عندما تتكاسل او تفقد العزيمة و كافئها عند الانجاز ، و لا تترك لها مجال للاستسلام .
في كل الاحوال نفسك من سيبقي معك حتي النهاية فصادقها و اصدقها و احبها ، حثها و حفزها ففي الاستسلام موتك و في البداية حياة جديدة .
و أجعل البداية في بداية عام جديد يكن أول قرارتك أن تنجو بنفسك و تبدأ فوراً من أجلها .
" و في الطريق هتلاقي نفسك 
و حضن دافي تتسند راسك عليه " 
هاتان الجملتان هما أخر اغنية البداية و تمتلكان كل الحافز و الامل نفسك و السند اجعلهما هما الهدف و البداية الجديدة ان تجدهما  .
فكل عام  بداية جديدة لعمر أجمل ، لا بل كل دقيقة بداية جديدة فقط إذا امتلكنا الإرادة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة