محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

محاسبة النفس

الأخبار

الأحد، 02 يناير 2022 - 05:34 م

محمد عبدالواحد

هل حاسبتها أم تركت لها العنان لتنطلق بأهوائها كيفما شاءت؟
هل جلست إليها مرة تعاتبها ماذا فعلت بك وبغيرك من التعدى على حرمات وأعراض الناس  وحرمانك من تقديم الخير لهم والجشع فى الكسب والطمع فيما بين ايديهم؟
هل عودتها على الطاعة وترك الهوى والملذات والوقوف بين يدى الله وسؤاله التوبة والمغفرة فى كل يوم وليلة؟ هل وقفت امام غيها وجبروتها وهى تعتدى على غيرها وتتلذذ كلما رأت ضعفه وتفرح لأحزانه.
كلها اسئلة باتت ملحة لإصلاح ما أفسدناه بأيدينا فى نهاية عام واستقبال آخر والوقوف طويلا امام النفس وغيها وإعادة تهذيبها.. فالدعوة هنا ليست بعدم الفرح والسرور فى وداع عام واستقبال آخر ولكنها لمحاسبة النفس حتى تشعر بعدها بلذة الفرح وتتدارك أخطاء الماضى وتسعد لصلاح أحوالها وإسعادها لغيرها.. وما جعلنى اكتب ذلك هو متابعتى للناس عن قرب عندما حل بنا وباء كورونا.
وجدت حرصهم فى بداية الأمر على اتباع التعليمات والإرشادات، وجدت الصلاح والتقوى فى معاملات الناس ببعضهم والإقبال على الله والخوف من معصيته وجدت أنهم تركوا الدنيا بجشعها وأحسنوا البيع والشراء بينهم وسرعان ما تركوا كل هذا وتحول المرض الى تجارة واحتقار أدويته ومستلزماته والكل رغم رؤية الموت بعينه كل يوم يزداد جشعا وعدم رأفة أو رحمة بغيره. وتأتيهم موجة أخرى فيزداد جشعهم فى إخفاء السلع وغشها والسعى وراء الربح حتى ولو على أجساد الغير وهذا ما فعله تجار الأغذية الفاسدة.
هناك أحداث لو رصدت لاقشعرت منها الأبدان وحوادث لو تنبه فاعلوها لجرمهم لعاقبوا أنفسهم خشية الإقدام عليها وأفظعها هو تخلى أخ عن كل معانى الأخوة لتصوير جسد أخته عاريا من أجل مساومتها على الميراث واعتداء على الأبناء وعقوق الآباء.. وآخرها بالأمس على كورنيش النيل من المظلات حتى ماسبيرو شاب يعبر عن فرحته وهو يقلب عجلة القيادة بين يديه يمنة ويسرة وآه لو انفلت الأمر لحلت الكارثة وتحولت افراحهم الى أحزان. استبشروا الخير مع إصلاح النفوس ودعوا آلامكم وانتم تحاسبون أنفسكم على تقصيركم. واخيرا كل عام وانتم جميعا بكل خير وهداكم الله وإيانا لفعل الخير.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة