ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


مصري

ممدوح الصغير يكتب: سنوات الخماسين.. كتاب رزق الثمين

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 03 يناير 2022 - 07:05 م

أن تسترجع سنوات الأمس القريب، وكأنك تُشاهد عملاً سينمائياً موثَّقاً بكل المعلومات، هذا ما حدث معى، خلال إبحارى فى كتاب الكاتب الصحفى الكبير ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم السابق، والذى كان شاهد عيان على أيامٍ صعبة  مرَّت بها مصر.


"سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، عنوان كتاب  ياسر رزق، الذى قال فى مقدمته: "هذه لسيت محاولة لكتابة تاريخ، وإنما محاولة لقراءة حاضر، علَّنا نهتدى بها عند مفارق طرق قد تُقابلنا فى المستقبل"، ووصف نفسه، رغم كثرة  معلوماته، بأنه غير مُحتكرٍ للحقيقة، أو يمتلك كل جوانب الواقع، هو فقط يكتب من زوايةٍ خاصة، يكتب برأى العين عمَّا شاهده بنظره، ويرصد بسماع أُذنٍ دون اختلاط الأصوات.


فصول الكتاب تحمل عناوين جاذبة لا يقدر على صُنعها إلا صحفىٌّ  ماهر، شهد بمهنيته المُحبُّ والغائر، فهو يُعدُّ واحدًا من أمهر من أنجبت  الصحافة المصرية، له رؤية ثاقبة، نجح فى كل الصحف التى تولَّى رئاسة تحريرها، قوميةً كانت أو خاصةً، يعرف دلائل الأرقام التى هى سر نجاح أى عملٍ.


داخل الكتاب حكايات وأسرار ربَّما بعضها يُكشف لأول مرةٍ، رغم أنها من إرث سنوات ماضية، منها قصة رصد    المخابرات الحربية للغضب الشعبى فى 2010، والتوقُّع بقيام   ثورة على نظام مبارك، طبقًا لِما ذكره فى قصة مقابلة اللواء عبد الفتاح السيسى، مدير المحابرات الحربية فى ذلك الوقت، مع الراحل  المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع آنذاك، الذى أطلعه على تقريرٍ سرىٍّ جدًا به معلومات  تُنذر بخطرٍ، لم يكن بعضها جديدًا على وزير الدفاع الذى كان دائمًا يُحذِّر وزارء حكومة د. نظيف وقتها بالغضب الشعبى.

التقرير السرى به معلومات وتوقُّع بغضبة الشعب ضد نظام مبارك، وساعة الصفر المُتوقَّعة كانت فى مايو من العام2011، ولكن لظروفٍ خارجية وداخلية، بكَّرت الأقدار  بالغضبة فى يناير من العام نفسه، وتحوَّلت لثورةٍ بيضاء، وكان للقوات المسلحة موقفٌ  مُشرِّفٌ، ومع نزولهم للشارع، وُلد الهتاف الشعبى "الجيش والشعب إيد واحدة".

الفصل الأول تناول  حقيقة ما حدث فى ميدان التحرير، خلال ثمانية عشر يومًا، وكيف تعامل المجلس العسكرى فى الساعات الأخيرة لتنحى مبارك، وكان المشير طنطاوى يُريد نقل السلطة والمهام لرئيس المحكمة الدستورية العليا، طبقًا لنصوص الدستور، ولكن مبارك رفض ذلك، ومنح التفويض للمجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد.


تطرَّقت صفحات المُؤلف إلى مراحل الفترة الانتقالية بنهاية جمهورية يوليو، التى كانت فيها فترة حكم مبارك تُعادل فترة عبد الناصر والسادات.


من أمتع الحكايات داخل الكتاب، اللقاء الأول 4+4، الذى جمع المُؤلِّف   و3 من رموز الفكر، من بينهم فاروق جويدة، وعمرو الشوبكى، وكان حسن نافعة آخرهم، ومن المجلس كان نفس الرقم، وكانت المرة الأولى التى يتحاور الحضور من أهل الفكر مع اللواء عبدالفتاح السيسى، الذى نال الإعجاب، بسبب آرائه ودقته فى عرض كلماته، فقد خطف الأنظار والأضواء وجذب الاهتمام خلال حواره معهم.


كلما أُبحر بين سطور "سنوات الخماسين"، أشعر بوجود المُؤلِّف فى كل الأحداث التى يسردها حضورًا أو سمعًا، ليست هناك قصة     كتبها عن حكايات تُردَّد، بل معظمها كان شاهد عيانٍ عليها، فى سنة حُكم مرسى، مقالاته بالمصرى اليوم، تُنذر بالرحيل لجماعة الإخوان، ونشره فى 13 مارس 2013، مقالًا حرَّك المياه الراكدة "متى ينزل الجيش"، تحديد الوقت يعنى أنه كان متأكِّدًا أن الجيش سينزل للشارع ويتدخَّل؛ بسبب تردى الأوضاع، وسوء قرارات مرسى وكبار قيادات جماعة الإخوان، الذين سعوا، بتصريحاتٍ غير مدروسة، للنيل من القوات المسلحة.. ولأن ياسر رزق كان قريبًا فى مشاهد عديدة من   مسرح الأحداث، وثَّق كل  ما ذكره، إما بنشره فى مقالات، أو عن طريق احتفاظه بمعلومات وصلته من خلال اتصالات أو لقاءات له   مسئولين، معظهم من  الأحياء، سوف تُطالع عيونهم ما ذكره.


فى صفحات الكتاب الذى وُثِّق بالصور، هناك مقالات تكشف أنه كان جريئًا لأقصى درجةٍ فى زمنٍ كان البعض يتودَّد  للمسئولين المُحيطين بمكتب الإرشاد، وربح رهانه بثباته على موقفه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة