عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

أفكار مسروقة!

عمرو الديب

الأحد، 09 يناير 2022 - 08:17 م

بصفاقة عجيبة ووقاحة مذهلة، أقدم المؤلف الجهول أو قل الملفق المتطفل على سرقة فكرة أحد التحقيقات الصحفية الأدبية، ونسج حولها كتابا سطحيا مملا، ولما لم ينتبه أحد إلى سرقته الوقحة هذه  تمادى فى سرقاته، واستولى على معلومات من كتاب أصدره ناقد كبير راحل منذ عقود، وضمنها صفحات منشورة باسمه، والغريب أنه خدع إحدى مؤسساتنا الثقافية ودفعها إلى تولى نشر هرائه،

وقد أمن الجهول المنحط العقاب فأساء الأدب، كما تنطق الحكمة الشهيرة، وضمن أن النقد الحقيقى فى غيبوبة، فتمادى هو ومئات اللصوص فى سرقة أفكار الآخرين، وقد ذكرتنى واحدة من أبرز ناقدات الأدب العربى فى اتصال هاتفى بها بفداحة سرقة الأفكار، وروت لى موقفا مؤسفا حدث لها مؤخرا، حيث دار حوار بينها وبين صاحب اسم شهير فى دنيا الأدب، وقد تحدثت عن عدة أفكار، وفوجئت بعد فترة بهذا الأديب اللص يسطو على فكرتها، ولما عاتبته رد فى وقاحة قائلا: وماذا فى هذا؟، فكلنا نتعلم من بعض، وكأنه لم يرتكب جريمة، وقد طرحت ناقدتنا المتميزة سؤالا على مشارف معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى نستقبل دورته الجديدة بعد أسبوعين، وهو أما آن فتح ملف سرقة الأفكار؟، والسطو على كتب الآخرين، خاصة أن كثيرا من هؤلاء اللصوص ينشطون فى موسم المعرض، لإصدار كتبهم الملفقة المشوهة التى تسرق أفكار الآخرين وتشوهها وتنسبها إلى نفسها بوقاحة عجيبة مثل المؤلف الجهول والأديب الصفيق الآخر، ولأننى أثرت هذه القضية أكثر من مرة عبر مقالى أجدنى مؤرقا بهذه القضية، التى تؤلم ضمائر المخلصين، وتتهدد مشهد التأليف فى بلادنا على أساس أنها تزيف جهود الجادين وتسلب منهم تعبهم، وكد أذهانهم، تماما كنهب أموال الآخرين، فسارقو الأفكار ولصوص الكتب مثلهم مثل أى مجرم أو مسجل سرقات، وعلينا أن نضع قواعد توثيق هذه الجريمة ونشرع ما يجرم تلك الفعلة الشنعاء، فسرقة كد عقول الآخرين واستباحة ثمرات وجدانهم جريمة بكل المقاييس، ولابد من مواجهتها ووضع العقوبات الرادعة لتأديب مرتكبيها، إضافة إلى تنشيط دور النقد ليفضح هذه الجرائم باستمرار ويشير إلى مرتكبيها، وأرجو أن تجد هذه القضية الحيوية مكانا لها على طاولة نقاش معرض الكتاب فى دورته الوشيكة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة