الجمعة، 14 يناير 2022 - 08:33 م

لا مجال للصدف.. حكمة تعلمناها من واقع ما حدث ويحدث على مسرح السياسة.. فإن ما يحدث فى الوقت الحالى قد يكون تمهيدا لما سيحدث مستقبلا، وجزءاً من صورة لم تكتمل بعد.

المتابع لما شهدته كازاخستان على مدار الأيام الماضية من اضطرابات وما نتج عنها من تبادل الاتهامات بين روسيا وأمريكا على الوقوف خلف هذه الاضطرابات، قد يذهب إلى الجزء الواضح من الصورة بأن الغرب يسعى لتشتيت انتباه الدب الروسى ويشغله عن صراعه مع أمريكا وبريطانيا فى الملف الأوكرانى.. فى حين قد يرى آخرون جزءاً مبهما من الصورة بأنها محاولة غربية لضرب التحالف الصينى الروسى بإشعال الأزمات فى دولة على حدود كل منهما.. بينما قد يذهب البعض لأجزاء أكثر بعدا فى الصورة بأن كازاخستان ليست إلا حلقة جديدة فى حلقات تطويق الغرب للصين لمنعها من تنفيذ خطتها بإنشاء طرق للتجارة مع أوروبا من خلال دول آسيا الوسطى.

ومن هذا المنطلق لا يجب أن نصدق كل ما نراه من أحداث ونسمعه من تصريحات، فلكل حدث حديث آخر، وخلف كل مشهد كواليس صنعته لا نعلمها، قد تكشف عنها الأيام أو تسعفنا عقولنا لترتيب أجزاء الصورة المبعثرة فى محاولة الوصول للحقيقة.