شيماء مصطفى
شيماء مصطفى


انتباه

 شيماء مصطفى تكتب: الشخصية المصرية

بوابة أخبار اليوم

السبت، 15 يناير 2022 - 03:47 م

أصبحت مدمنة للأفلام السينمائية القديمة «الأبيض والأسود» وهجرت كل ما هو جديد فيما عدا قنوات الأفلام الأجنبية، وباتت قنوات كلاسيك هى متعتى الوحيدة للتليفزيون بجانب القنوات الاخبارية، وهذه الأفلام رغم بساطتها فهى صنعت بجانب المتعة، من أجل تقديم رسالة، والتأكيد على مبادىء وأخلاق الشخصية المصرية، وهى أساسيات العمل سواءا لأفلام الأكشن أو الكوميدي أو التراجيدي، وكأن صناع الفيلم التزموا بهذا العهد وأقسموا على تنفيذه.. وما يجذبني أكثر فى هذه الأفلام الحارة الشعبية وشهامة أهل الشارع  وترابطهم كأنهم أسرة واحدة.. يخافون على أى فتاة من الحارة وكأنها ابنتهم أو اختهم، ورسخت للشخصية المصرية روايات كبار المؤلفين وعلى رأسهم نجيب محفوظ وهى روايات تحولت لأفلام، ثم استمرت دراما الحارة المصرية التى نظهر حقيقة الشخصية المصرية في مسلسلات المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة في ليالى الحلمية بأجزائها الخمسة، ثم زيزينيا وغيرها من مئات المسلسلات الجميلة والمتميزة للعديد من المؤلفين المبدعين مثل؛ لن أعيش في جلباب أبي، وخالتي صفية والدير، والضوء الشارد، والمال والبنون، وساكن قصادي، وعائلة شلش... والقائمة طويلة جدا.

وبقيت الصورة الذهنية عند الأشقاء العرب عن الشخصية المصرية مستلهمة من الدراما، يوثقها التعامل على أرض الواقع إلي وقت قريب، ولكن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا بأنواعها المختلفة وأشهرها الفيسبوك وانستجرام وغيرها، أصبحنا نجد خللا كبيرا بدأ يصيب الشخصية المصرية المعروفة وعطل تركيبتها الجميلة، لتظهر صفات مشوهة لا تعبر عن الواقع، كلها إسفاف واستغلال وتدني أخلاقى وغيرها من الصفات التى يعجز اللسان عن وصفها، وخير مثال على هذا الخلل ما حدث مع معلمة المنصورة، وتناول هذا الموضوع بشكل مذري في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وللأسف في بعض المواقع الإخبارية التي أصبح شغلها الشاغل اللحاق بركب «التريند».

ما حدث أظهر العطب الذي أصاب جينات الشهامة والمروءة والأخلاق في الشخصية المصرية لتحوله إلي سرطان هجين بين الانحطاط والرذيلة الذي يدمر كل ما حوله، ليس مكترثا بما قد يسببه هذا السلوك من أذى للآخرين، خاصة مع عدم وجود عقاب رادع لأمثال هؤلاء ممن ينتهكون الحرية الشخصية للآخرين ويعرضونها على مواقع التواصل الاجتماعي دون أى أحساس بتأنيب الضمير، فمن أمن العقاب أساء الأدب، ولذلك يجب أن يكون هناك عقاب رادع وغليظ لكل من تسول له نفسه انتهاء خصوصية غيره وتصويره دون إذن منه، وعلى الناس عدم الانسياق وراء هذه الفيديوهات وإعادة بثها من باب الحفاظ على ستر الآخرين، وهناك مثال آخر فى الفتاة المنتحرة بالغربية عقب تداول صور لها بعد تركيب وجهها على جسد عارى من قبل شباب نشأ على الاستهتار وعدم المسئولية ولم يعلم ما هى الأخلاق وحرمة الآخرين.

نماذج لو تركناها ستتفاقم وتنتشر وتضيع أهم قيمة في المجتمع وهى الشخصية المصرية الأصيلة بتركيبتها التي نفخر بها وهى أساس بناء المجتمع.

علينا أن نتكاتف لإصلاح الخلل الذي أصاب الشخصية المصرية ليكون بناء جمهوريتنا الجديدة مكتملا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة