عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

«عود» أحمد!

عمرو الديب

الأحد، 16 يناير 2022 - 07:18 م

هى لغة الأرواح بلا جدال، تختلف الألسن وتتشتت، وتبقى وحدها هى ذلك الهمس العذب الذى تتشربه الروح فى لهفة وإقبال، مهما كان لسان صاحبها أو موطنه أو عرقه أو جنسه أو لونه،  شىء ما يسكنها، ربما تكون بقايا أصداء نغمات الأبد وكلمات الكائن الأزلى فائقة الجمال، وهو يسأل الخلق فى عالم الذر ألست بربكم؟ إنها رنين الجلال، ورجيع العظمة، وأنات الحنين وآهات الشوق إلى الحبيب الأزلى الذى لا يغيب ولا يغرب، إنها الموسيقى.. تلك المنحة الإلهية الإنسانية.. بلسم الأوجاع، وبين الأدب والموسيقى توأمة جلية، فأبرز فنون الأدب وهو الشعر وليد الإيقاع وابن الموسيقى، وكم من موسيقى فذ استطاع أن يبدع أفقًا تتلألأ فيه الكلمات، والعربية على الأخص تألقت كثيرًا، وتراءت فى أبهى حلة للأجيال على أجنحة الموسيقى، وكم من قصائدها الخلابة خلدتها الموسيقى، وكم من معانٍ عذبة رنت فى أسماع الأجيال عبر الألحان الرائعة، وقليل من أفذاذ الملحنين من تمكنوا من تشكيل أفق تتجلى فيه الكلمات،

والموسيقار النابه الذى غادر عالمنا مؤخرًا أحمد الحجار.. أحد هؤلاء دون شك، فقد كان صاحب مشروع إبداعى بالغ التميز، مع موهبة لافتة فى اختيار الكلمات وانتقاء القصائد سواء الفصحى أو العامية، وتحقيق العناق الحار ما بين الكلمة الراقية والنغمة العذبة بسلاسة عجيبة حقًا بحيث يبدو أهلًا عن جدارة للصعود إلى شرفات الأفذاذ وتسنم موقع، فى عليائهم، فقد مضى أحمد على طريق مشروعه الراقى بخطوات واثقة محققًا بصمات خلابة بارزة، ستعيش حتمًا وتردد ذكره ما بقيت أذواق راقية ونفوس مرهفة تهفو إلى العذب من النغمات، والرقيق من الكلمات، وعلى الرغم من أن هذا الموسيقى الفذ وألحانه الفارقة لم تنل حظها من الرواج فى فوضى المشهد المزدحم بالظواهر السلبية المزعجة إلا أن بصماته لن تفقد عطرها وبريقها على مر الأجيال، وسيتوقف النقد الفنى - عند تعافيه- أمام بصماته طويلًا وسيتغنى المرهفون بأغنياته، سواء التى لحنها لغيره من المطربين أو التى لحنها وغناها بنفسه مثل أغنية عود الساحرة وأشير إلى أحد أجمل ما لحن من أغنيات لم تشتهر للأسف على الرغم من روعتها وهى قصيدة بعنوان «نادنى» أدعو الأجيال إلى سماعها والاستمتاع بها هى وسائر ألحانه بالغة العذوبة والبهاء والرقى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة