طلاب الأزهر
طلاب الأزهر


خلعوا العمة والقفطان لممارسة الرياضة: طلاب الأزهر بـ«الشورت»!

آخر ساعة

السبت، 22 يناير 2022 - 04:53 م

أحمد الجمَّال

الصورة التقليدية التى ظلت منطبعة عن الأزهر فى الأذهان على مدار سنوات طويلة، تبدلت تمامًا وللمرة الأولى قبل نحو 73 عامًا، حين بدأت الألعاب الرياضية تعرف طريقها إلى طلاب الأزهر، ورصدت "آخرساعة" ملامح هذه الطفرة من خلال تقرير تحت عنوان "نيولوك للأزهر"، نشرته على صفحاتها عام 1949.. التفاصيل نعيد نشرها بتصرفٍ محدود فى السطور التالية:-

 

وأخيرًا، دخلت الرياضة الأزهر، برغم العِمة والقفطان، وبرغم اعتقاد بعض الأساتذة بأن الرياضة تنزل من هيبة العالم الدينى.. وابتدأ أبناء الأزهر يلبسون "الشورت" ويمارسون "الفولى بول" و"البنج بونج" و"كرة السلة" ويهتفون "شوت فى الجسر يا شيخ على".. "هد يا شيخ محمد".. "برافو يا شيخ محمود".

 

ولكن الشيخ محمود وهو نجم الرياضة فى الأزهر، و"كابتن" فريق كرة القدم بكلية الشريعة، يأبى ألا يبتكر للأزهر زيًا رياضيًا خاصًا، فهو يُطلق لحيته ويرفض لبس الشورت، لأن هذا يخالف الدين، ولذلك يلبس لباسًا يغطى ساقيه حتى القدمين، ثم يلبس فوقه الشورت تنفيذًا لأوامر المدرِّب.

وسألت الشيخ محمود:-

ـ متى بدأت هواية لعب الكرة؟

ـ كان ذلك منذ ١٢ سنة، فقد لعبت أول مباراة فى طرابلس ضد فريق إيطالى، وفزنا بالكأس.

ـ هل تضايقك لحيتك أثناء اللعب؟

ـ لا، لقد بدأت اللعب بدون لحية، ولم أطلقها إلا بعد التحاقى بكلية الشريعة.

ـ ألم تفكر فى الالتحاق بنادٍ؟

ـ كنت أحد أعضاء نادى فاروق، وخرجت منه لانعدام الانسجام بينى وبين المدرِّب.

ـ ما هو شعورك عندما ترى الجميع يهتفون "برافو يا شيخ محمود"؟

ـ هذا يزيد من حميتى!

وهنا أُطلِقَت صفارة الحكم فانتهى حديثى مع الشيخ محمود لتبدأ المباراة، وجرى الشيخ محمود إلى الملعب، فدوى المدرج بالتصفيق والهتاف له.

والشيخ محمود، على الرغم من أنه طرابلسى الأصل، فإنه يحتل قلوب الأزهريين جميعًا لبراعته فى اللعب، فهو ينبطح أرضًا ليضرب الكرة برأسه، ويقفز فيأخذ الكرة من منافسيه، ويعرف كيف يرضى الجمهور بحركات تثير حماسة المتفرجين وتجعلهم يصفقون له.

ولكن طلبة الأزهر لا يهتفون للشيخ محمود فقط، بل لكل أبطال الأزهر فى كرة السلة والكرة الطائرة والمصارعة و"البنج بونج"، وصحيح أن عدد الذين يمارسون الرياضة فى الأزهر 375 طالبًا فقط، ولكن عدد الذين يعشقون الرياضة مئات.

والروح الرياضية عالية بين طلبة الأزهر، ولكن مستوى فرقهم أقل من مستوى المدارس الثانوية بسبب حداثة الأزهر فى اللعب، فالرياضة لم تبدأ به إلا عام 1947، حينما أهدى المرحوم مصطفى عبدالرازق باشا درعًا لتتبارى عليها كليات الأزهر فى كرة القدم، وفازت بها كلية الشريعة هذا العام.

وينتظر الأزهر مشروعات رياضية ضخمة، فهناك مشروع لإعداد حمّام للسباحة، وأرض للتنس والجمباز والألعاب السويدية، وهناك إقبال من طلبة الأزهر على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها لاعتقادهم أن الرياضة لازمة لهم جميعًا.

(اآخرساعةب 13 أبريل 1949)

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة