هيثم مصطفى
هيثم مصطفى


العمالقة !!

أخبار النجوم

الأربعاء، 26 يناير 2022 - 10:25 ص

عبر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وطوال‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬40‭ ‬عامًا،‭ ‬عاصرنا‭ ‬السينما‭ ‬الحديثة‭ ‬وتربينا‭ ‬عليها‭ ‬عبر‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬الخالدين‭ ‬والعمالقة‭ ‬في‭ ‬دنيا‭ ‬التمثيل‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬والمسرح‭ ‬والتلفزيون،‭ ‬وشاهدنا‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تنوعت‭ ‬في‭ ‬أدوارها،‭ ‬لنجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أمام‭ ‬عمالقة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬والتمثيل‭ ‬والتعبير‭. ‬

وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مسميات‭ ‬يمكن‭ ‬وضعها‭ ‬لتسمية‭ ‬أجيال‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬بحالٍ‭ ‬أن‭ ‬نتجاهل‭ ‬الجيل‭ ‬الأفضل‭ ‬والذي‭ ‬عاصر‭ ‬سينما‭ ‬الحديثة‭ ‬وسينما‭ ‬العصر‭ ‬وسينما‭ ‬الغد‭!! .. ‬جيل‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانيات‭ .. ‬فممثلي‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬سوى‭ ‬عمالقة‭ ‬تخرج‭ ‬لتحتل‭ ‬الوجدان‭ ‬بزخم‭ ‬شديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المتنوعة‭. ‬فمن‭ ‬ذاك‭ ‬الجيل‭ ‬الرائع‭ ‬رأينا‭ ‬نور‭ ‬الشريف‭ ‬ومحمود‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ومحمود‭ ‬ياسين‭ ‬وأحمد‭ ‬زكي،‭ ‬رأينا‭ ‬التنوع‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬الأدوار،‭ ‬والزخم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الأعمال،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الممثل‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬الجيل‭ ‬بقادرٍ‭ ‬على‭ ‬تمثيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السنة‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يكرر‭ ‬الأداء،‭ ‬ليخرج‭ ‬لنا‭ ‬بأعمال‭ ‬تستحق‭ ‬المشاهد،‭ ‬بل‭ ‬تستحق‭ ‬الإستمرارية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭!! ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الإنتاج‭ ‬السنيمائي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬أبدًا‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬وتأثير‭ ‬الأداء‭ ‬لهؤلاء‭ ‬العمالقة،‭ ‬فمن‭ ‬ذا‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬دور‭ ‬البواب‭ ‬الصعيدي‭ ‬في‭ ‬البيه‭ ‬البواب‭ ‬لأحمد‭ ‬زكي؟‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يصدق‭ ‬بأن‭ ‬محمود‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جاسوسًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬كما‭ ‬أقنعنا‭ ‬في‭ ‬رأفت‭ ‬الهجان؟‭ .. ‬وكيف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ألا‭ ‬نصدق‭ ‬بأن‭ ‬نور‭ ‬الشريف‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جواهريجيًا‭ ‬كما‭ ‬رأيناه‭ ‬في‭ ‬جري‭ ‬الوحوش؟‭ .. ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬ينتحل‭ ‬أيًا‭ ‬منهم‭ ‬لقبًا‭ ‬ملكيًا‭!! .. ‬بل‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬تطاول‭ ‬أيًا‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬كافة‭ ‬الأعمال‭ ‬موجهة‭ ‬للتوعية،‭ ‬ولإرشاد‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬الخير‭. ‬وبالنظر‭ ‬لفحوى‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال،‭ ‬سنجد‭ ‬التنوع‭ ‬والثقل‭ ‬التمثيلي‭ ‬فيها‭ ‬بما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نوقن‭ ‬بأننا‭ ‬أمام‭ ‬طاقات‭ ‬فنية‭ ‬عظيمة،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خطف‭ ‬الأنظار،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬بتنا‭ ‬نراها‭ ‬اليوم‭ ‬ولا‭ ‬ترتقي‭ ‬لأن‭ ‬تُنتج‭ ‬من‭ ‬أساسه،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬العمالقة‭ ‬قد‭ ‬زودوا‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬بمكتبة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬إثراء‭ ‬الفن‭ ‬السابع‭ ‬بثقل‭ ‬تمثيلي‭ ‬معتمد‭ ‬على‭ ‬نصوص‭ ‬متينة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نمر‭ ‬عليها‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬بل‭ ‬وجب‭ ‬الوقوف‭ ‬أمامها‭ ‬طويلًا‭!! ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عملاق‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬ينتحل‭ ‬أو‭ ‬يتقمص‭ ‬أية‭ ‬ألقاب‭ ‬مستفزة‭ ‬رغم‭ ‬الثراء‭ ‬الفني‭ ‬والإنتاجي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضعهم‭ ‬اليوم‭ ‬ضمن‭ ‬الصفوة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لمبدعين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬ألقاب‭ ‬وجوائز‭!! ‬بل‭ ‬السينما‭ ‬تحتاج‭ ‬وبشدة‭ ‬لروح‭ ‬مبدعة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬فكرة‭ ‬حمل‭ ‬لوائها‭ ‬للمضي‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الإبداعية،‭ ‬والسؤال‭ ‬الأهم‭ .. ‬من‭ ‬هو‭ ‬الأجدر‭ ‬بتحمل‭ ‬تلك‭ ‬المسؤلية؟

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة