الفنان الراحل عبدالمنعم إسماعيل
الفنان الراحل عبدالمنعم إسماعيل


أشهر كومبارس بالسينما.. تجاهله المخرجون فأنهى حياته بـ«دواء قاتل»

علاء عبدالعظيم

الخميس، 27 يناير 2022 - 01:53 م

ذهب في صمت، تاركا خلفه زوجة تتشح بالسواد، تواجه مع أولادها السبعة مصيرا مؤلما عجز هو نفسه عن احتماله، وأنهى حياته بيده.

 

ففي الفن كما في الحياة، هناك دائما من يؤدي دور البطولة ويحظى بالشهرة والأضواء والمال، وهناك من يؤدي دور الكومبارس ويفتقد كل ذلك، لكنه مطلوب لإكمال الصورة وحتى يكون العمل الفني مكتملة.

 

جنود مجهولين لا يشعر بهم أحد، ويواجهون الكثير من المتاعب والأخطار، ويحصلون في النهاية على القليل والقليل جدا من الأجر  والاهتمام، وكل واحد منهم لديه أمل أن تتحسن أحواله.

 

اتخذ عبدالمنعم إسماعيل مقعده بأحد أركان مقهى الفن الشهيرة بشارع عماد الدين، وحيدا لا يشعر بمن حوله، مشاهد عنيفة، ومتناقضة تجول بخاطره وأمام عبنيه هل يمكن أن يحدث هذا له بعد 35 عاما قضاها للعمل في السينما، حيث لم يطرق باب شقته الساعي العجوز منذ شهور طويلة، بعدما كان يأتي له بأمر الشغل والذهاب إلى الاستوديو.

 

اقرأ أيضًا| هنا منفى عرابي.. سكان سريلانكا قبلوا يده وقدمه وارتدوا الطربوش لأجله

 

لكن طال انتظاره، وخلا جيبه من أية نقود وهاجمته مطالب أبناءه السبعة الذين يدرسون في مراحل تعليم مختلفة ومعظمهم في مدارس خاصة تطلب المصاريف، ومنزله أصبح مهددا من المصروف اليومي، غير خطاب من مصلحة الضرائب يطالب بمبلغ 300 جنيه، مما زاد حالته النفسية سوءا، بحسب ما نشرته جريدة الجمهورية في عام 1966.

شعر بأنه يعجز عن تلبية طلبات أبناءه، ودفع مصروفاتهم، انتفض من فوق مقعده وتوجه إلى إحدى الصيدليات القريبة من منزله، بعدما اتخذ القرار  وطلب من الصيدلي الذي رحب به لسابق معرفته به كفنان، وطلب زجاجة (بوليس نجده) وقدمها له الصيدلي ولم يكن يعلم بأنه يقدم له الموت.

وما إن خرج من الصيدلية، وقف أمام دكان مغلق بينما الشارع أكثر هدوءا، ودون أدنى تردد تجرع الموت كاملا، ثم ألقى بالزجاجة الفارغة، وقرر أن يذهب إلى بيته بأقصى سرعة يستطيعها، كي يموت بين أفراد عائلته وفوق سريره، وبإرادة لا تقهر وتصميم على ضرورة الوصول إلى بيته، كان يسقط على الأرض في الشارع ثم ينهض من جديد فالنار تشتعل في أمعائه، وصراع هائل ضد الموت من أجل التأجيل للحظات فقط حتى يصل إلى البيت، وما إن وصل إلى باب الشقة محاولا أن يستجمع ما بقي من إعادته ليرفع قامت ويبدو عادي امام عائلته.

ارتمى بجسده فوق السرير، وسارعت الزوجة تخلع له ملابسه وحذاءه، وهو ممددا وحولها بناتها الكبار يساعدونها، ويتملكهن شعور بأن هناك شيئا يحدث، فالأول ممدد الجسد، أصفر الوجه، وعرق غزير بارد يسيل من وجهه، وبصوت يشوبه ألم وغصة يقولون.. مالك يا بابا.. دكتور.. إسعاف.. لكنه يرفض ويرفع يده بصعوبة يطلب كوب من الليمون.

اقتربت الزوجة منه، واشتمت رائحة الدواء السام تفوح من فمه، وانطلقت الصرخات الهيستيرية من بين ثنايا فمها، وانهمر أبناؤه السبعة في بكاء ونحيب، وجاءت سيارة الإسعاف لكنه رفض أن تنقله وانصرف رجالها وتركوه، لكن الزوجة لم تستطع الانتظار وحاولت أن تنقله إلى المستشفى القبطي القريب من المنزل، لكن كان قد فارقت روحه الحياة، ومات متأثرا بجراحه.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة