صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


من الصداع النصفي للأزمات القلبية.. امراض تسببها التقلبات المناخية

هناء حمدي

الخميس، 03 فبراير 2022 - 02:50 م

تقلبات الطقس ليس بالشيء الجديد فغالبا ما تكون هذه التقلبات سمة من سمات بداية كل فصل من فصول السنة ولكن نظرا للتغيرات المناخية الحالية والتي أعربت عن نفسها بشدة بالغة في تطرف مناخي واضح من عواصف شديدة البرودة أو اعاصير مدمرة أو حتى ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة فاليوم قد تكون الأجواء شديدة البرودة لتقاتل في الصقيع وغدا قد تستمتع بشتاء دافئ تحت اشعة الشمس النموذجية.

كل هذه التقلبات والتي اصبح متابعتها عنصر أساسي لكل شخص لتحديد ما يناسب أجواء اليوم إلا أنها تمتلك العديد من التأثيرات ليست نفسية فقط بداية من تقلبات مزاجية ونهاية بالاكتئاب ولكن أيضا صحية فالأمر أصبح يتعدى المعاناة من آلام المفاصل فالتقلبات المناخية يمكن أن تؤدي إلى كل شيء من الصداع النصفي والربو وحتى النوبات القلبية فبحسب موقع "ذا صن" البريطاني فإنه لكل توقع لحالة الطقس قد ينتج عنه مرض محدد لتكون البداية مع الرياح الشديدة  

-       رياح شديدة

إذا كانت التوقعات ترتبط بمواجهتك لرياح شديدة فإن ذلك يعني احتمالية الإصابة بالإجهاد والصداع النصفي وذلك لأنه في حالة مواجهتك عاصفة شديدة يمكن أن يتفاعل الجسم كما لو كان يتعرض للهجوم وينتج عنه ما يسمى بردود فعل القتال أو الطيران مثل ارتفاع معدل ضربات القلب وزيادة المشاعر وهو ما ينتج عنه الشعور بالإجهاد كما يمكن ان تؤدي ظروف الرياح إلى حدوث الصداع النصفي.

اقرأ ايضا| كائنات فضائية تغزو الهند| فيديو

ويرجع ذلك إلى تأثير الرياح على منطقة ما تحت المهاد وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن تراقب وظائف الجسم والتي يمكن أن يؤدي إلى انقباض أو تورم الأوعية الدموية في الرأس مما قد يسبب الألم المصاحب للصداع النصفي حيث توصلت دراسة قام بإجرائها باحثون من جامعة كالجاري في كندا إلى ان الأشخاص الذين يتعرضون لهجوم ووقوع رياح هم أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي خلال فترة الرياح مقارنة بالأيام بدونها.

-       أمطار غزيرة

توصل فريق بحثي تابع لجامعة أبردين في بريطانيا إلى أن الطقس الرطب والذي يكون مؤشر على سقوط الأمطار يزيد من مخاوف الإصابة بزيادة الوزن والإشريكية القولونية والتهاب المفاصل حيث وجد الباحثون أن الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مستويات أقل من فيتامين "د" الذي يتم إنشاؤه عندما يتعرض الجسم لأشعة الشمس فكمية فيتامين د في الدم تؤثر على عمل هرمون "اللبتين" والذي يخبر الدماغ عندما تكون المعدة ممتلئة مما يعني إحداث صعوبة في التخلص من الوزن.

وعلى الرغم من أن الامطار تعد مصدر فرح لكثير من المزارعين نتيجة لما تحدثه من ازدهار المحاصيل إلا أنها أيضا قد تكون السبب في زيادة خطر الإصابة بالإشريكية القولونية الناتج عن روث الماشية فالامطار الغزيرة تعمل على تحويل الطين إلى برك مما يسهل من العثور على البكتيريا في الوحل الملتصق بالأحذية أو تنتشر عن طريق الحيوانات الأليفة.

كما يمكن أن يؤدي الطقس الرطب إلى زيادة الشعور بآلام والتهاب المفاصل والذي يمكن ان يحدث بسبب مستقبلات الضغط في المفصل والتي تستشعر انخفاض الضغط الجوي عندما يتغير الطقس من جاف إلى ممطر واستجابة لهذه التغييرات يحدث انقلاب في مستوى السائل في المفصل مما قد يؤدي إلى حدوث ألم في الأعصاب.

-       عواصف رعدية

غالبا ما يؤدي التغيير في الضغط الجوي قبل حدوث عاصفة رعدية إلى حدوث الصداع وزيادة احتمالية الإصابة بالربو فعندما ينخفض الضغط تبدأ الدماغ والخلايا العصبية في التفاعل بشكل مختلف مما يسبب ألم في الرأس مسببا الصداع كما تزداد حالة مصابي الربو سوءا نتيجة زيادة حبوب اللقاح في الجو كأحد مسببات الحساسية فالشحنة الكهربائية الناتجة عن العاصفة يمكن أن تؤثر على المدة التي يتم خلالها الاحتفاظ بحبوب اللقاح في الرئتين مما قد يؤدي إلى حدوث هجوم.

-       انخفاض حاد في درجة الحرارة

يزيد الطقس المرتبط بالانخفاض الحاد بدرجة الحرارة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ونزلات البرد والإنفلونزا حيث تسبب البرودة ضيق في الشرايين مما يحد من تدفق الدم ويقلل من إمداد القلب بالأكسجين في ظل عمل القلب بجهد شديد في ظل مثل هذه الظروف لحاجته إلى مزيد من الأكسجين للحفاظ على حرارة الجسم مما يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية لدى الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن.

كما توصل باحثون ألمان إلى أن التعرض لمدة 5 أيام متتالية فقط للطقس الأكثر برودة قد يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات مادتين كيميائيتين في الدم يمكن أن تسبب التهاب في الأوعية الدموية تزيد من خطر التعرض للإصابة بالسكتة الدماغية وذلك لأن الدم يزداد كثافة في الطقس البارد مما يزيد من خطر الإصابة بتجلط الشرايين التاجية والدماغية.

ويعتقد العلماء في المعهد الوطني الأمريكي للصحة أن فيروسات الإنفلونزا تميل إلى زيادة الهجوم في الطقس البارد ويعود ذلك إلى أنه خلال درجات الحرارة المنخفضة يتشكل غلاف مطاطي صلب حول الفيروس مما يمنحه الحماية التي يحتاجها للانتقال من شخص لآخر كما تسبب برودة الأنف تباطؤ الخلايا المكافحة للعدوى فيه وإبطاء عمل الشعيرات الصغيرة والتي عادة ما تزيل الفيروسات في المخاط وهو ما يفسر إصابتنا بشكل أكبر بالأنفلونزا خلال الشتاء.

-       الرطوبة العالية

تزيد نسب الرطوبة في الجو من خطر إصابة عدوى الأذن الخارجية أو التهاب الأذن الذي يصيب الجلد المبطن لقناة الأذن ويمكن أن يسبب الحكة والإفرازات ومشاكل مثل شمع الأذن حيث تزداد احتمالية إصابة قناة الأذن بالرطوبة نتيجة خلق بيئة دافئة ورطبة مثالية للبكتيريا لتزدهر كما توصلت دراسة أجرتها جامعة بوسطن إلى أن نوبات النقرس تكون أكثر تكرارا في الأيام التي ترتفع فيها نسبة الرطوبة والتي قد تكون بسبب آثار الجفاف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة