د. ياسمينا شاهين
د. ياسمينا شاهين


من فضلك.. اغمض عينيك لدقائق!

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 10 فبراير 2022 - 08:46 ص

بقلم: د. ياسمينا شاهين

نسير و نسير في طريق طويل بدايته محسومة ونهايته محتومة وسكته محكومة..  الكلمة فيه بعد -إرادة الله تعالى- لصاحب المقام , هذا الفارس الهمام , الذي يجتاز كل صعوبات الرحلة بشجاعة , هاربا من مكالب الظروف و حواجز الخوف و محطات الألم و أسوار النسيان .

 

ولأن الرحلة بداية من مسماها قد كتب عليها منذ قديم الأزل أن  تكون مليئة بالصعاب و المغامرات و التحديات و المشقة بكل أشكالها , ولأن العسر هو مكون أساسي من مكوناتها , وجب على الفارس أن يمضي مهرولا بكل ما أوتي من قوة و سرعة ليسبق عجلة العمر في سباق الإنجاز !!

ولعل إيمان الإنسان بأنه مخير، يجعله يشعر بالمسئولية في كل نفس يأخذه وفي كل كلمة ينطقها وفي كل خطوة يخطوها في طريق بناء الغيب.. ولكن.. هل اجتمعت البشرية على الوسيلة ?!

فلو اجتمع الجميع على خطوات بناء المستقبل بعيدا عن الروتين المشترك، لما وجدنا كل هذه المتغيرات والمعادلات البشرية الموزونة منها و اللاموزونة !

و لو كان الضمير موحدا، لما رأينا كل هذا الضلال والتشتت المهدد لهدوء النفس وسلامة العقل وثبات القلب !!

ولو كان الإنسان يدرك حقا دور الأخوة الإنسانية في بناء مستقبل الفرد حتى قبل الجماعة , لما وجدت الأنانية و لما استشرى الجحود !!

هل يمكن أن تغمض عينيك لدقائق معدودة?!

اغمض و تخيل الحياة باللون الذي ترسمه في خيالك المثالي في العالم الافتراضي الواقعي!!

فإذا ترك الإنسان نفسه لخياله الفطري البريء، لوجد الدنيا تتلون أمامه في دقائق بألوان الصفاء و البهجة، و لتونس بأصوات الدفيء والشهامة ولتنفس عطر الجمال الروحاني ولانشرح برؤية الضمير الإنساني متألقا في أبهى صوره !!

فالمستقبل ما هو إلا وليد الخيال المفعم بالرضا و الإيمان بعد مشيئة الله تعالى و قدره.

والإنسان هو الرابح الخاسر الأول في قضية مواجهة المستقبل حسب ميزان عقله و سعة صدره ووعي قلبه !!

وتذكر إن كانت الحسبة حسبة ثمانين سنة من العمر مثلا، فالآخرة خير وأبقى..

وإن كانت المنافسة على الدنيا تغنيك، فمنافسة الآخرة أربح وأنقى..

وإن كنت تؤمن بأن الحياة تحلو بانعدام البشر والاستمتاع بسلام الوحدة، فالفطرة الاجتماعية أوقع وأزهى..

ولكل منا الخيار في أن يعيش ببصره أم ببصيرته ...

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة