الخميس، 10 فبراير 2022 - 08:14 م

حاتم إبراهيم عيسى 

قبل ما أشوفها كنت متأكد إن أى بنت اسمها كاميليا لازم تكون جميلة، وهى الوحيدة اللى كسرت القاعدة دى فوق نافوخى!

مجنونة وكل أهل الحى عارفينها، بديهتها حاضرة حضور مدهش، أول لما اشتغلت فى السنترال، اللى فضلت تتكلم منه ٢٠ سنة نفس المكالمة كل يوم، وقعدت على المكتب، كنت فاكرها عاقلة، قالت: ممكن تطلب لى إبراهيم صاحب السنترال أطمن عليه وصل ولا لأ؟، أنا بتكلم وأدفع والله.

طلبت لها إبراهيم اللى ممكن يسمعها من غير موبايل لأن صوتها عالى جدا، قالت: وصلت يا أبو الزغاليل؟ قلت فى سرى: إبراهيم بطيخة بقى أبو الزغاليل «بصوت سلطان السكرى» وبمنتهى السهوكة قالت: من ساعة ما سافرت يا برهوم وصوتك ما بيفارقش عنيا، قلت: البنت دى اللى بتسمع بعنيها يا إما شاعرة عبقرية يا إما عبيطة، واكتشفت بعد دقيقة وهى بتناولنى الموبايل وبتقولى بنفس السهوكة: منور..

منور يا نجفة، قلت لها: على فكرة فيه حاجات كتير بتنور غير النجفة!

رغم إنها مجنونة لكن لازم كل يوم تجيب الفطار فى نفس الميعاد ما تقدمش دقيقة ولا تأخرها فى الوقت اللى أغلب العاقلين ما يعرفوش حاجة عن المواعيد المظبوطة.

مرة بعتت لى رسالة عتاب بتقول: كده يا حتوم تسافر وتسيب كاميليا حزينة بين سبع حيطان، مش عارف صراحة إيه المبنى اللى بسبع حيطان ده!؟

ومرة دخلت عليا ست ريفية عجوزة وشها كله طيبة وحنية وقالت لى: حول لى رصيد على رقم الحاج سعد، فأكدت عليها: على رقم الحاج سعد؟ قالت بحزن غريب: آه، الله يرحمه، نبرة الست كانت بتلخص عشرة سنين طويلة من المحبة والشقا..

ألحق بقى أتمتع بجلال اللحظة.. دخلت كاميليا وقالت: صباح الخير يا حتوم، صباح الخير يا حاجة، ردت الست: صباح الخير يا كاميليا، قالت لها: المرحوم عامل إيه؟..

الست قالت: لسه مرحوم زى ما هو، قالت: طيب ابقى سلمى لى عليه، وأنا فى نفسى عمال أقول: محدش معاه شاكوش أدش دماغها يا ناس وأخليها تسلم عليه بنفسها؟

وأنا واقف مع عم حسين جارى فى المحل دخلت علينا وقالت: اتجوزنى يا حتوم، أنا باخد معاش السادات ومخبية ١٠٠ ألف جنيه فى برطمان السكر، ولابسة حلق دهب أهو..

عم حسين بص لها ومصمص شفايفه وقال: على رأى المثل، فأنا قلت هيقول: يا واخد القرد على ماله، لقيته بيقول: على رأى المثل: صرصار قال لصرصارة اتجوزينى وأكتب البلاعة باسمك.

إقرأ أيضاً|فرفش كده | مستر آند مسز أوفر