الجمعة، 11 فبراير 2022 - 11:52 ص

زكي طليمات أحد أهم رواد المسرح المصري والعربي، ومؤسس المعهد العالي للفنون المسرحية، وأول مؤسس وعميد لمعهد التمثيل، وتتلمذ على يديه كبار الفنانين.

واختار زكي طليمات أن يسجل تاريخه من خلال بعض الشخصيات التي عرفها في كتابه «ذكريات ووجوه وقصص من المسرح»، ورسم بورتريهات لبعض من عرفهم وحكى ذكرياته الشخصية معهم، واختار أكثرهم تأثيرا على تاريخه سواء بالإيجاب أو السلب.

وفي الفصل الأول من كتابه تحدث حول رجل الاقتصاد طلعت حرب وعلاقته بالمسرح في تلك الفترة؛ حيث روى طليمات ذكريات لقائه الأول بينهما؛ حيث تم استدعى طلعت حرب «المليونير صاحب الجاه والمركز الكبير» طليمات وكان في ريعان شبابه وعائدا من الخارج محملا بأحلام التغيير والثورة وكان يهاجم القائمين على المسرح ومنهم طلعت حرب.

وكان ذلك عقب ثورة 1919 وما تلاها من مشاريع قومية من ضمنها المسرح، وكَتب طليمات: دخل طلعت الميدان لتدعيم هذه الجبهة بل اندفع إليها بحافز لا شعوري من وعيه الباطن لاكتساب أرض عربية يكون فيها هي حامل العلم كما وقع له في عالم المال والاقتصاد وليس من أجل عيون المسرح وناسه وفي سبيل الارتقاء بالمسرح.

أما التجديد الذي حدث للمسرح وفقا لخطة طلعت حرب فكان رأي طليمات فيه كما كَتب: «جاء المسرح بعد تجديده المزعوم كما يجيء البغل الذي أبوه الحصان وأمه أنثى الحمار».

ويضيف عبارة «ليس هذا بالأمر المفاجئ لأنه من روح العصر ومألوفة في ذلك الوقت الذي كان كل شيء فيه يرضى بأنصاف الحلول كل شي دائب البحث عن ذاته بين ما هو قائم وموروث وبين ما هو مرتقب ومستورد».

انتهت المقابلة بين طليمات وطلعت حرب كما بدأت بالهجوم المتبادل بين الطرفين وبعد 17 عاما جاء اللقاء الثاني، وعلى مدار هذه السنوات كانت أحلام زكي طليمات قد تراجعت وكان لا يزال شابا يبحث عن قوت يومه يوما بيوم وقد ذهب إلى بنك مصر للحصول على سلفة ليشارك بها أستاذه الفرنسي الذي كان في مصر ولكن طريق القرض قاده مرة أخرى إلى مكتب طلعت حرب وفي النهاية أخرج طلعت حرب مبلغ القرض من جيبه الخاص وأعطاه لطليمات باعتباره منحة لا ترد وذلك بعد أن تأكد أن القرض وراءه هدف نبيل.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم