جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

أنا وزوجتى فى قبضة «أوميكرون» !

جمال حسين

الثلاثاء، 15 فبراير 2022 - 06:21 م

تجربة صعبة تلك التى عشتها أنا وزوجتى فادية البمبى، رئيسة القسم الأدبى بجريدة الأخبار، مع ذلك المُتحوِّر اللعين «أوميكرون»؛ الحفيد الثالث لكبير العائلة الكورونيَّة «كوفيد- 19»، اضطررنا معه إلى العزلَ المنزلىِّ الإجبارىِّ، الذى يُعدُّ بالنسبة لشخصٍ مثلى عقوبةً ما بعدها عقوبة.


لا أدرى كيف أُصبت بالفيروس، رغم حرصى الشديد على اتِّباع جميع الإجراءات الاحترازيَّة وتطبيق التباعد الاجتماعى والالتزام بالكمَّامة، لكن الحذر لا يمنع القدر؛ فقد اقتحم أوميكرون كل حصونى، وضرب جسدى، مُحدثًا رعشةً شديدةً وشعورًا بالبردِ لم تفلح معه 3 بطانيات ولحافٍ فى إشعارى بالدفء!.


ئمثل معظم المصريين، تعاملت مع الأمرِ فى البدايةِ على أنه دور بردٌ عادىٌّ، لكن المتحوِّر ردَّ بعنفٍ؛ وكأنه يقول لى «نحن هنا»، وفعل فعلته بتكسير عظامى وإحداث آلامٍ مصحوبةً بكحةٍ وضيق تنفُّس.. اتصلت بالصديق العزيز الدكتور أحمد عبدالسلام، مدير الإدارة الطبيَّة بمؤسسة أخبار اليوم، الذى يبذل هو وكل الزملاء، أطباء المؤسَّسة، جهودًا جبَّارةً؛ لعلاج العاملين بالمؤسَّسة، خاصةً فى ظل تزايد الإصابات بدرجةٍ كبيرةٍ فى الفترة الأخيرة.. طلب منى عزل نفسى فورًا، والتعامل مع الأمر على أنه كورونا..

وبالفعل بدأت رحلة العلاج التى استمرَّت 5 أيامٍ، كانت صعبةً للغاية، وعندما تماثلت للشفاءِ، أبى أوميكرون أن يُغادر منزلى، وانتقل إلى زوجتى، وكان أشد قسوةً معها، وساءت حالتها الصحيَّة ثلاث مرات أو يزيد، مما اضطرنا إلى استقدام أطباء للمنزل، وتحوَّلت حُجرتها إلى ما يُشبه حجرة العناية المركَّزة، حتى بدأت التماثل للشفاءِ، بعدما تلاعبت بأعصابنا أنا وأبنائى.


ولأن لكل مِحنة منحة، رأيتها فى حُب الأهلِ والأصدقاءِ والزملاءِ، الذين لم تنقطع اتصالاتهم التليفونيَّة، أو عبر الفيس بوك.. لكن ما لفت نظرى تلك المشاركة الوجدانيَّة الراقية من «جروبات أهالى المعادى»، التى تُشارك فيها زوجتى، ربَّما بحُكم دراسة الأبناء..

كان اهتمامهم رائعًا، ودعاؤهم بظهر الغيبِ داعمًا ومساندًا، لدرجة أن بعضهم رشَّحوا لنا أسماء أطباءِ وأنواع الدواء، حتى أنبوبة الأُكسجين حصلنا عليها بالمجان عن طريقهم، وتبيَّن أن هذه الجروبات اشترت أعدادًا وفيرةً من أنابيب الأكسجين ووهبوها لكل مَنْ يحتاجها بالمجان، وأتمنى أن تحذو كل الأحياء حذوهم، بأن يُبادر القادرون بشراء تلك الأنابيب وتوفيرها لغير القادرين؛ لتخفيف العبء عن المستشفيات الحكوميَّة من ناحيةٍ، ومواجهة جشع المستشفيات الخاصة، التى تفترس مرضى كورونا بدون رقيبٍ ولا حسيبٍ من ناحيةٍ أخرى.


أتخيَّل أن ملايين المصريين أُصيبوا بمتحوِّر كورونا، سواء مرَّ عليهم مرور الكرام، أم كان ضيفًا ثقيلًا غير مرغوبٍ فيه، وأنصح الجميع بعدم الاستهانة بالأمرِ، واعتباره نزلة برد عاديَّة، وأُطالبهم بعدم الاختلاط حتى لا نُساعد دون أن ندرى فى انتشار الفيروس وتوغّله، فقد يُصيب أقرب الناس إلينا، ويجب التعامل مع نزلات البرد على أنها أوميكرون حتى يثبت العكس، ويجب أخذ العلاج قبل أن تتفاقم الأمور.


حفظ الله مصر والمصريين من الوباء ومن كل سوءٍ، وأدعو الله أن تزول تلك الغُمَّة، وأن يكتب لنا النجاةَ من كورونا وأخواتها وأحفادها ومُتحوِّراتها.. اللهم آميييين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة