د. مزهر الدوري سفير العراق الأسبق فى موسكو
د. مزهر الدوري سفير العراق الأسبق فى موسكو


قضية ورأي

الأزمة الأوكرانية

الأخبار

الأربعاء، 16 فبراير 2022 - 06:18 م

بقلم: د. مزهر الدوري

تعيدنا الأحداث المتسارعة بين موسكو وواشنطن الآن «بسبب أزمة أوكرانيا» إلى عصر الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن.. اليوم يتجدد نفس الخوف من أزمة تهدد الأمن العالمى وكم هائل من تصريحات وتحليلات تبثها شاشات فضائية وتملأ صفحات الصحافة العالمية والمحلية موضوعها أن روسيا تهدد بغزو اوكرانيا وان اوكرانيا تستنجد بواشنطن والاتحاد الاوروبى الذى سرعان ما يقوم برد سريع للمواجهة بخطوات عملية وأصبحت الصورة تنذر بالوصول إلى حافة المواجهة.

لا أظن أن بوتن وروسيا تغيب عنهما هذه الصورة المرعبة لهذه الصورة.
روسيا تجد نفسها ملزمة بالتحرك لرد أى تهديد لأمنها القومى فمثلا عندما جرت أحداث هددت نظام الحكم فى كازاخستان بالسقوط تحركت موسكو ودون تردد وتدخلت بسرعة فائقة وحسمت الوضع لصالح «الرئيس قاسم جومرت توكاييف» دون اعتبار للأعراف والتقاليد الدولية. ما يدفع روسيا اليوم هو مصالحها أولا وأمنها الاستراتيجى ثانيا لأن سياسة الحلف الأطلسى هى تطويق روسيا بقواعد وتواجد فى محيط روسيا.

فبولونيا ومنذ خروجها من البيت الشيوعى استندت لعون اطلسى وغربى وهذا ما حدث فى اوكرانيا فمنذ تفجرت تظاهرات ثورة البرتقالة فى اوكرانيا والتى وقف الغرب إلى جانبها فاتت «بيوشنكا» وانهاء حكم «الرئيس ايونوكفج» الموالى لروسيا ونصبت الحسناء «نتاليا تمشينكا» الذين سعوا للانضمام إلى الاتحاد الاوروبى الذى اعطاهم امتيازات الاعضاء دون الانتماء الكامل وسعوا للانضمام إلى الحلف الاطلسى منذ العام 2008 ولم يتم ذلك لعدم توفر الشروط فى انضمامها قابلته روسيا على مدى هذه السنوات بدعم مؤيديها ودعم انصار روسيا ثم انتزاع شبه جزيرة القرم لدواعٍ تاريخة واستراتيجية سوقية إضافة لدعم وتأييد إعلان «دونتسك» و«لوغانس» جمهورية شعبية مستقلة من طرف واحد وايدتهما بقوة عسكرية ودعمت المتمردين فى إقليم «دونيباس» الانفصالى شرقى اوكرانيا معززة بذلك وجودها فى شبه جزيرة القرم الموقع الاستراتيجى لروسيا والاسطول البحرى.

ماهى أهداف روسيا الاستراتيجية فى محيطها الجيوسياسى:
منع تواجد قوات حلف الأطلسى أو نصب أسلحة استراتيجية فى اوكرانيا تهدد أمن روسيا.. فالغاية أن تبعد الحلف الأطلسى عنها أو تسليحها بأسلحة تهدد روسيا وتسعى ايضا للحفاظ على الوضع القائم فى شرق أوكرانيا فى الجمهوريتين المستقلة من طرف واحد.. روسيا اليوم ليست روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى إضافة لاستقرار وقوة نظامها السياسى.
من جانب آخر تقارب روسى صينى يختلف عن تناقض سوفييتى صينى بعد أن برزت الصين كقوة اقتصادية وعسكرية هائلة جديدة مقتدرة يجعل هذا المحور قادر على مواجهة القطبية الوحيدة.

فى الختام أجد أن الأزمة رغم تصاعدها وخطورتها لن تؤدى إلى حرب كونية وإذا ماحدث عمل عسكرى فسوف يقتصر على أسلحة تقليدية فى شرق اوكرانيا سيحسم لصالح روسيا وانصارها فى اوكرانيا ولن تتورط أى دول فيها غير اوكرانيا فالجميع غير مستعد للانغماس فى هذه الحرب.
وخلاصة القول إن حربا كونية لن يتحمل أحد مسئوليتها ودليل ذلك سرعة ومكوكية قيادات هذه الدول فى رحلاتها وزيارات متبادلة والعمل فى إطار حل دبلوماسى لذا تؤكد روسيا على الضمانات الطويلة للأمن الاوروبى المشترك.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة