الأمير فاروق مع والدته الملكة نازلى
الأمير فاروق مع والدته الملكة نازلى


كنوز | قبل 102 سنة.. ماذا حدث في مصر يوم ولادة الملك «فاروق»؟

الأخبار

الأربعاء، 16 فبراير 2022 - 06:21 م

ولد الأمير فاروق الأول فى قصر عابدين فى 11 فبراير1920، وروت السلطانة نازلى قصة ولادة نجلها الأمير فاروق لجريدة «أخبار اليوم» عام 1950 قائلة: «لقد كان السلطان فؤاد يرغب فى أن يرزق ولداً ليكون ولياً للعهد، وكان مهتماً بهذا الموضوع اهتماماً بالغاً، وأرسل المنجمون إلينا خطابات والنبوءات كثيرة، بأن المولد سيكون ذكراً ولكن السلطان كان مضطرباً.

وكان السلطان فؤاد يقول لى دائماً «يا رب.. أريد ولداً.. إن هذا الولد سيكون رمز الاستقرار فى البلاد، ورمز الاستقلال.. يا رب أريد ولداً، وإنى أعتقد أن ولداً من صلبى وصلب إسماعيل.

وإبراهيم، ومحمد على سيكون سلطاناً عظيماً»، وذات يوم كان السلطان فؤاد جالساً معى فى «قصر البستان» وأقبل بلبل أبيض، ووقف على نافذة الغرفة، فالتفت السلطان إليّ قائلاً: «لو غرد هذا البلبل ثلاث مرات فستلدين ولداً» وإذا بالبلبل يغرد ثلاث مرات وأبرقت عينا السلطان سروراً، فسألت السلطان فؤاد كيف عرفت أنى سألد غلاماً، فرد قائلاً: «كان ذلك عندما أطلق على الأمير أحمد سيف الدين الرصاص، فأصابنى إصابات بالغة، ولم يستطع الأطباء تخديرى قبل استخراج الرصاص، فأجروا العملية الجراحية وأنا متنبه..

 وكانت عملية مؤلمة وخطيرة، حتى أن أمى رحمها الله أغمى عليها من هول المنظر، ورقدت فى سريرى وأنا يائس من الحياة، كل شيء حولى يدل على الموت، ووجه أمى الشاحب ووجوه الأطباء اليائسة، ووجه الممرض الجامد، ثم رأيت بلبلاً أبيض يقف على نافذة الغرفة، فقلت لنفسى «لو غرد البلبل ثلاثاً سأعيش، ولو عشت سأكرس حياتى من أجل بلادى، وبالفعل غرد البلبل ثلاثاً.. وهكذا عشت وأنا أعرف أنى مدين بكل ساعة من حياتى لبلادى». 


 وتقول نازلى: «فى يوم الأربعاء 11 فبراير سنة 1920 كان السلطان فى غرفة مجاورة لغرفتى، وظل يغدو ويروح فى قلق، ورزقت بفاروق، وأسرعت الوصيفة الفخرية «مدام وربير رولو» وهى تقول له بالعربية «مبروك.. ولد.. ولد» فما كان من السلطان إلا أن جلس على أول كرسى وأغرورقت عيناه بالدموع، ثم قام من مقعده وجاء إلى غرفتى وحمل المولود الصغير فاروق وقبله وهو يقول: «شكراً لله.. سيصير ملكاً عظيماً!»، وهنا رأيت فوق نافذة غرفتى بلبلاً أبيض وقد غرد ثلاث مرات.


 صدر الأمر السلطانى بالإعلان عن ميلاد الأمير وكان نصه كالتالى: «حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء يوسف باشا وهبه، المنة لله وحده، بما أنه فى الساعة العاشرة والنصف من مساء أمس الأربعاء المبارك 21 جمادى الأولى 1338 الموافق 11 فبراير 1920.

قد منَّ الله علينا بولد ذكر سميناه «فاروق»، فقد استوجب إلينا إصدار أمرنا هذا لدولتكم، إحاطة لعلم هيئة حكومتنا بهذا النبأ السعيد لإثباته بسجل خاص يحفظ برئاسة مجلس وزرائنا، وتعميم نشره فى جميع أرجاء القطر، مع تبليغه لمن يرى لزوم تبليغه إليه بصفة رسمية.

وإجراء ما ينبغى إجراؤه بهذه المناسبة المباركة، وإنى أسأل الله القدير المنان أن يجعل هذا الميلاد مقروناً باليمن والإسعاد للبلاد والعباد من فضله وكرمه، 22 جمادى الأولى 1338، الموافق 12 فبراير 1920»، ولم يتمالك السلطان فؤاد نفسه من الفرحة فبدأ فى منح العطايا والهدايا بمناسبة قدوم ولى عهده فأمر بمنح طبيبه الخاص د. محمد شاهين باشا ألف جنيه ذهبية لأنه أول من حمل له البشرى العظيمة، وأهدى رئيس الديوان ساعة ثمينة وشال كشمير.

ومنح باقى رجال الحاشية هدايا ثمينة، أما صغار موظفى القصر فمنحهم مكافأة شهر كامل، ووصل صدى فرحة السلطان بميلاد فاروق إلى عامة الشعب بنفحة من كرمه عندما أمر بتوزيع عشرة آلاف جنيه على الفقراء ومنح 1600 جنيه هبة للجمعيات الخيرية وأمر بذبح 800 رأس من الماشية لتوزيعها على المساكين، وقد اهتم بتربية ولى عهده بدرجة مبالغ فيها من الحرص.

فجعله محاصراً بدائرة ضيقة من المتعاملين معه، تضم أمه وأخواته الأميرات ومربيته الانجليزية «مس اينا تايلور» التى كانت صارمة فى التعامل مع الأمير الصغير لدرجة أنها كانت تعترض على تعليمات والدته فيما يختص بأسلوب تربيته، وعندما كبر الأمير فاروق قليلاً بدأت الحكومة البريطانية تطلب سفره إلى بريطانيا ليتعلم فى كلية «ايتون» وهى من أرقى الكليات البريطانية.

إلا أن صغر سن الأمير فاروق ومعارضة والدته نازلى كانت تعطل ذلك، فأستعيض عن ذلك بمدرسين انجليز ومصريين، وقد كانت بريطانيا تهدف من وراء ذلك إلى إبعاد الأمير الصغير عن الثقافة الإيطالية التى كانت محيطه به بشكل دائم، عندما بلغ الأمير فاروق سن الرابعة عشرة سافر إلى بريطانيا ولكن دون أن يلتحق بكلية «ايتون» وتم إلحاقه بكلية «وولوتش العسكرية»، ولكن نظراً لكون فاروق لم يكن قد بلغ الثامنة عشرة وهو أحد شروط الالتحاق بتلك الكلية.

 فقد تم الاتفاق على أن يكون تعليم الأمير الشاب خارج الكلية على يد مدرسين من نفس الكلية، ورافق الأمير فاروق بعثة برئاسة أحمد باشا حسنين ومساعده الفريق عزيز المصرى الذى كان يثق فيه السلطان فؤاد ثقة كبيرة ولهذا حاول الفريق عزيز المصرى أن يجعل من فاروق رجلاً عسكرياً ناجحاً ومؤهلاً حتى يكون ملكاً قادراً على ممارسة دوره القادم كملك لمصر، وكان فاروق بحكم نشأته القاسية والصارمة كان يميل إلى أحمد باشا حسنين وكان يتمرد على تعليمات وأوامر عزيز المصرى.


 وقد استدعى ولى العهد الأمير فاروق الأول من لندن لوفاة والده الملك فؤاد فى 8 أبريل 1936، وعاد فى 6 مايو 1936 ولم يكن قد تجاوز السادسة عشرة من عمره، ونصب ملكاً على البلاد وتشكل مجلس وصايا لصغر سنه، وتوج ملكاً رسمياً 29 يوليو 1937، وقد استقبل الشعب الملك الشاب استقبالاً رائعاً، وحكم فاروق مصر لمدة خمسة عشر عاما، مرت فيها أحداث عديده، كانت لها أكبر الأثر فى تاريخ مصر.

إقرأ أيضاً|"إلى الأمام يا روميل".. قصة شاب مصري صاحب هذا الهتاف الشهير‪

 

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة