أم كلثوم تحاور محمد حسنين هيكل لحساب البرنامج العام بالإذاعة
أم كلثوم تحاور محمد حسنين هيكل لحساب البرنامج العام بالإذاعة


كنوز | في ذكراه السادسة.. حوار نادر بين أم كلثوم و«جورنالجي» صاحبة الجلالة

عاطف النمر

الأربعاء، 16 فبراير 2022 - 06:24 م

 فى الذكرى السادسة لرحيل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذى غادر الدنيا بعد رحلة تألق فى بلاط صاحبة الجلالة الصحافة والسياسة فى 17 فبراير 2016، وفى هذه المناسبة نستدعى الحوار الذى أجرته أم كلثوم معه لحساب الإذاعة ونشر بمجلة «آخر ساعة» أيضا، ولطول الحوار نقتنص منه فلاشات مما جاء فيه بين قطب الصحافة وسيدة الغناء العربى


 فى البداية سألت أم كلثوم عن دور الأمم المتحدة تجاه القضايا العربية، فأجابها هيكل بأن فاعلية الأمم المتحدة لا تزيد عن الفاعلية الأدبية والسياسية والقانونية فى قضايانا أو قضايا غيرنا من الشعوب، وأسهب فى شرح ذلك لكنه أكد بأن علينا وعلى غيرنا من الشعوب أن نحول قضايانا إلى حق له احترامه بالنضال، فإذا كنا سنناضل أدبيا معتمدين على الحق الأدبى والحق القانونى فلن نصل إلى أى شيء، والأمر كله يرجع إلى سؤال: نستطيع نقاوم قد إيه؟ ونحارب قد إيه؟
وعادت أم كلثوم لتقول إن الأمم المتحدة لم تفعل شيئا فى مشكلة اللاجئين، وأبدت دهشتها فى أن تكون هناك دولة أو دولتان يتحكمان فى مصير الشعوب، وتساءلت: أليس هناك نهاية لهذا الوضع؟


 فقال هيكل: إن هذا الوضع كان موجودًا تقريبًا فى كل فترات التاريخ وكانت هناك دولة أو امبراطورية مسيطرة بشكل ما ولقد رأينا فى التاريخ «السلام الرومانى» يعنى فرض الأمر الواقع للأمبراطورية البريطانية، الآن احنا موجودين فى عصر فيه دولتين أقوياء لكن هذا العصر بيدى فرصة الحركة للدول الصغيرة عن العصور السابقة، حقيقى أن القوة موجودة عند طرفين فقط ولكن الطرفين ليس فيهم طرف واحد له الحرية المطلقة فى استعمال قوته لأن القوة الذرية من القوى التى لا يمكن استعمالها بسهولة وهذا الوضع أعطى المزيد من حرية الحركة للشعوب الصغيرة، الآن احنا موجودين فى عصر فيه دولتين أقوياء، وهذا الوضع أعطى المزيد من حرية الحركة للشعوب الصغيرة.


تمنت أم كلثوم أن تتحرك الشعوب لتثبت وجودها أمام القوة التى تمثلها دولة أو دولتان، وعقب هيكل قائلا: «الشعوب تتحرك فعلًا وتثبت وجودها أمام الدول الكبرى فى الأمم المتحدة لكن المطلوب أولًا أن كل شعب بالنسبة لقضاياه يكون قادرًا على الوقوف والصمود للتحديات والعدوان»، وهنا أثنت أم كلثوم على ضرورة المشورة بين كل الشعوب والحكومات العربية، فقال هيكل: «والمفروض قبل ما ندخل فى أى تفاصيل يكون عندنا تصور عام للتفاصيل اللى احنا مستعدين نخش فيها لأنه ليس من المتصور إمكان الانتظار طويلًا بالوضع اللى احنا موجودين فيه، وأضاف «مطلوب زى ما بتقولى العمل والصبر ووضوح الرؤية ومعرفة عواقب الأمور»، فقالت أم كلثوم: «العالم عرف وسمع وضوح الصورة من الرئيس عبد الناصر فى خطابه»، فعقب هيكل قائلا: «لابد أن نحافظ على هذا الوضوح باستمرار، بحيث أنه لا يظهر فى المناسبات فقط ويكون موجودًا دائمًا».


وبعد الخوض فى حوار سياسى تبادلت فيه أم كلثوم وجهات النظر كمواطنة مهمومة بقضايا مصر والعرب مع كاتب كبير وسياسى محنك، أراد هيكل أن يمارس حقه كمحاور صحفى فقال لأم كلثوم «تسمحى لى أسألك.. كيف استطعتِ إلغاء الفارق بين السياسة والفن؟ فأجابته أم كلثوم قائلة: «فى رأيى الفن والسياسة توءمان، يعنى مثلًا لما مصر أرسلت آثار توت عنخ آمون إلى باريس كان ده عمل سياسى وعمل فنى أيضًا، بمعنى أن الفرنسيين رأوا حضارتنا، وتبادلنا معهم الثقافة فى نفس الوقت، وهذه هى السياسة، فعقب عليها هيكل قائلا: «هذا المثال جزء صادق من الجواب عن السؤال، وأنا باعتبر أن السياسة بتستعمل الفن، زى ما السياسة بتستعمل الاقتصاد وأشياء أخرى، لكن انتى عملتى حاجة تانية غير كده..

أقصد عملتى توافق بين العمل السياسى والعمل الفنى.. إزاى؟»، أجابته أم كلثوم: «لا.. أبدا ليس لى دور سياسى، لكن يمكن انا بقوم بدور مواطنة مصرية بتحب بلدها جدا وبصدق، وبتعبر عن هذا الحب والصدق من خلال فنها»، أمَّنَ هيكل على كلامها قائلا: «هذا صحيح، لأن السياسى هو أى إنسان تتعدى اهتماماته حدود مصلحته الشخصية، ويحس أن مشكلات الآخرين تهمه، العمل السياسى ليس منصبا، وإنما المنصب بيعطى للإنسان حين يحس بمقدرته على الخدمة العامة أكثر». 


«آخر ساعة» 6 ديسمبر 1967

إقرأ أيضاً|ذكرى وفاة أم كلثوم .. تمر السنون وتبقى كوكب الشرق

 

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة