أحمد جمال
فريضة التعليم الغائبة
الثلاثاء، 22 فبراير 2022 - 10:07 ص
تأتى انطلاقة الفصل الدراسى الثانى مصحوبة بجملة من القضايا الاجتماعية المثارة وتأخذ نقاشات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى أو حتى من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والحديث هنا عن خطيئة ضرب الزوجات والعلاقة بين الرجل والمرأة داخل نطاق الأسرة وغيرها من الحوادث اليومية التى تؤشر إلى وجود شروخ اجتماعية عميقة، وبالتالى فإن الطلاب بالطبع تعرضوا لها أو كانوا حاضرين بشكل أو بآخر فى الجدل الذى صاحبها، ما يتطلب معالجة مختلفة من المؤسسة التعليمية التى يجب أن تتكفل بأدوارها التربوية.
كنت أنتظر أن تخصص وزارة التربية والتعليم حصة لإثارة نقاشات مع الطلاب حول هذه القضايا وتوعيتهم بما يجب أن تكون عليه العلاقة بين أفراد الأسرة أو على مستوى العلاقة بينهم وبين أقرانهم الآخرين فى المجتمع، كان من المهم أن نفعل أدوار الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين فى المدارس من أجل تقديم رؤية صحيحة للطلاب بعيداً عن حالة التشويش التى تصيبهم جراء الآراء المتطرفة التى تنتشر على منصات التواصل وقد لا يجدون من يصوبها داخل المنزل.
إذا تركنا الصغار يتعرضون لمثل هذه القضايا ويتعاملون معها على أسس لتعامل بعض فئات المجتمع من الكبار، فإننا سنكون أمام أزمات اجتماعية متفاقمة فى المستقبل، وهنا لا يكفى دور الأسرة فقط لتصويب المفاهيم والتوجهات لأن الأطفال يتعرضون لمحتويات عديدة ومن اتجاهات مختلفة بحاجة إلى عمل أكاديمى وتربوى وفق رؤية شاملة تتبناها الحكومة أو وزارة التعليم لمخاطبة عقولهم.
لدى قناعة بأن الفصل الدراسى الثانى انطلق ووزارة التعليم تتجاهل فريضة أساسية لابد من القيام بها، ولا يمكن التحجج بوجود عجز فى أعداد المعلمين أو غيرها من المشكلات التى تواجه العملية التعليمية لأننا نتحدث عن سلوكيات عامة لابد أن يجرى غرسها بأساليب وطرق متطورة تساير تطورات العصر والتغيرات التى تطرأ على عقليات الطلاب الذين يتعرضون لقدر كبير من المشكلات الاجتماعية وقد تُصبح أمراً عاديًا أو طبيعيًا بالنسبة لهم إذا لم نتدخل بالشكل المطلوب.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة