د.سيد كريم يدقق النظر فى بعض ماكيتات البنايات التى صممها وشيدها
د.سيد كريم يدقق النظر فى بعض ماكيتات البنايات التى صممها وشيدها


كنوز | 111 شمعة لـ «عميد معماريى» القرن العشرين

عاطف النمر

الأربعاء، 23 فبراير 2022 - 05:45 م

مرت علينا فى السادس عشر من فبراير الجارى الذكرى «111» لميلاد الدكتور مهندس سيد كريم، صاحب الشخصية الثقافية المعمارية الفريدة التى تفخر بها مصر وتباهى به بين الأمم، ومع ذلك فقد مرت ذكرى ميلاده للأسف دون اهتمام من أجهزة الإعلام والمؤسسات الثقافية بما يليق بمقامه وقامته فهو من نال لقب عميد المعماريين المصريين والعرب، ووصف بلقب «ايمحوتب» القرن العشرين.


ولد د. سيد كريم فى 16 فبراير 1911 فى قرية «ميت بره» بقويسنا بمديرية المنوفية وهو نجل الوزير المهندس فهمى كريم، كان حلم سيد كريم أن يدرس الهندسة الميكانيكية لكن والده أراد له أن يدرس « العمارة » وتغلبت إرادة الأب على حلم الابن، وشاءت الأقدار وما يتمتع به سيد كريم من ذكاء ونبوغ أن يتفوق فيما اختاره له الأب فأصبح من أعظم معمارى العالم، واختير خبيرا لتخطيط المدن فى اليونسكو، وكتب له نبوغه وثقافته الموسوعية أن يكون رائدا لفن العمارة الحديثة فى الشرق الأوسط.


تخرج د. سيد كريم فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1933 وكان ترتيبه الأول على قسم العمارة، أرسل إلى زيورخ للحصول على الماجستير والدكتوراة فى تخطيط المدن، وعمل أستاذا فى هندسة القاهرة من 1938 إلى 1951، ويعود الفضل للدكتور سيد كريم تصميم وتخطيط ‏12‏ عاصمة عربية منها بغداد الجديدة ودمشق الجديدة وجدة والرياض ومكة وأبو ظبى وطنجة المغربية، وصمم وخطط فى مصر مدينة نصر، ومدينة الغردقة وساحل البحر الأحمر السياحى، وشيد العديد من المبانى الكبيرة ومنها فندق هيلتون، والمتحف المصرى.

ومبنى جامعة الدول العربية‏، وصمم مبنى دار أخبار اليوم بشارع الصحافة، ومبنى روزاليوسف بشارع القصر العينى، وإلى جانب إبداعاته المعمارية الشاهدة له على الأرض قدم أبحاثاً جادة فى مجال التاريخ والآثار، وكشف العديد من ألغاز الحضارة المصرية القديمة، فأوضح فى دراساته أن قدماء المصريين تمكنوا من إلغاء الجاذبية الأرضية عند رفع الأحجار التى استخدمت فى بناء الأهرامات وتحريكها لمسافات طويلة.

وذلك عن طريق توجيه ذبذبات صوتية خاصة وشحنات كهروستاتيكية لتسهيل عملية رفعها، وأكد فى كتاباته أيضا أن قدماء المصريين هم أول من احتفلوا بعيد الأم كعيد مقدس ابتداء من الدولة القديمة حتى أواخر عهد البطالسة، وأكد أن عيد شم النسيم هو هدية مصر مهد الحضارات ومهبط الأديان إلى مختلف شعوب العالم القديم والحديث.

وقد أنشأ د. سيد كريم أول مكتب استشارى للعمارة والتخطيط فى مصر، وهو أول مصرى يتم تعيينه فى الأمم المتحدة كمستشار لتخطيط المدن فى الخمسينيات، وأصدر أول مجلة متخصصة للعمارة والفنون عام 1939، وحصل على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير من بلجيكا وسويسرا ومعظم الدول العربية، وأصدر موسوعة « لغز الحضارة المصرية » التى تقع فى ثلاثين جزءا، وأقام فى القاهرة أول عمارات متعددة الطوابق مثل برج الزمالك وعمارة سينما ريفولى، وعمارة أوزوينان، وسينما مترو، وعمارة الإيموبيليا، وشركة إسكندرية للتأمين، وعمارات شبرد والشمس بكورنيش النيل.

وعمارات ميدان الفلكى وغيرها الكثير من البنايات التى تحمل توقيعه، وهو من وضع فى برنامج تخطيط القاهرة الكبرى إقامة أماكن انتظار السيارات أسفل العمارات بالإضافة إلى الجراجات المتعددة الطوابق بجانب أماكن انتظار السيارات أسفل الميادين الرئيسية، وقد وضع تصميم كل منها مع مشروع مترو الأنفاق عام 1950 الذى لم ير النور إلا بعد مرور نصف قرن، وقد صمم المستشفى العام بمدينة الكويت، ومستشفى الرياض، والمستشفيات النموذجية التى تم تنفيذها فى مصر.

وقام بتصميم وتنفيذ جميـع دور السينما والمسرح بمدينة الكويت 1952، ودور السينما والمسرح بمدينة عمان 1954، دار السينما بمدينة نابـلس بفلسطين 1957، وصمم فى مصر سينما أوبرا، وريفولى، ومترو، وقصر النيل، وبعض دور السينما فى المحافظات، وظل عطاؤه المعمارى والثقافى متواصلا حتى رحل عن دنيانا فى 18 يوليو 2005 عن عمر يناهز 94 عاماً بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء والإبداع.


« كنوز»

 

إقرأ أيضاً|انطلاق مشروع «مشواري» لتدريب 35 ألف طالب علي ريادة الأعمال بجامعة الأزهر

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة