صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أسعد أيام المأذون.. أسرار تاريخية لـ«الخميس» و«المنديل»

حاتم نعام

الجمعة، 25 فبراير 2022 - 03:31 م

يوم الخميس هو اليوم السعيد في حياة المأذون ففي هذا اليوم تتم معظم الزيجات وليس كل خميس مثل غيره هناك خميس يشتد فيه العمل على المأذون وهناك خميس آخر يشكو المأذون فيه حظه إذا قام غيره بكتابة عقد واحد.

 

كان قديمًا أسعد أيام المأذون هو الخميس الأول من شهر نوفمبر بعد أن يكون الفلاح وأصحاب الأرض قد باعوا محصول القطن، ثم أصبح أسعد أيامه الخميس الثاني للعيد الصغير بعد انتهاء شهر رمضان وبعد انتهاء شهر محرم والخميس الأول من كل شهر وأحسن الشهور هي يوليو وأغسطس وسبتمبر بعد أن تنتهي امتحانات الجامعة والثانوية العامة.

 

جريدة أخبار اليوم وفي عددها الصادر بتاريخ 15 أبريل عام 1972 حاولت الإجابة على بعض الأسئلة المرتبطة بطبيعة عمل المأذون في مصر:

 

لماذا الخميس بالذات؟

 

لماذا يختار الناس يوم الخميس بالذات للزواج فيه؟.. يقول الشيخ محمد البشير مأذون الجيزة: ربما لأنهم يتباركون بهاذ اليوم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم في ذلك اليوم من كل أسبوع وربما لأن اليوم التالي يوم إجازة للموظفين فيستطيعون أن يسهروا فيه إلى ما شاء لهم.

 

ويؤكد هذه الظاهرة أن الأقبال على الزواج كان أيضًا يوم الأحد عندما كان إجازة قبل أن تغير معظم الشركات يوم إجازتها فقل عدد الزيجات التي تتم فيه وأصبح معظم الزيجات تتم يوم الخميس فقط.

 

وليست الأيام التي يقبل الناس على الزواج فيها هي الوحيدة التي تغيرت بل أن مظهر المأذون قد تغير أيضا ففي الماضي كان يلبس الجبة والقفطان ويحمل في يده دفاتر كبيرة أما الآن فقد أصبح مودرن يلبس البدلة وشكله لا يفترق عن أي مدعو آخر في الحفل.

 

لماذا سمي بالمأذون الشرعي؟

 

إنها قصة طويلة ترجع إلى العصر الفاطمي فقبل ذلك لم يكن هناك مأذون ولا أحد آخر.. كان الزواج والطلاق يتمان شفويا دون حاجة إلى تسجيل وعندما دخل الفاطميون مصر اشترطوا تسجيل عقود الزواج والطلاق وكان القاضي الشرعي هو الذي يقوم بذلك وعندما كثر عليه الحمل كان القاضي الشرعي يعطي هو الذي يعطي إذنا مكتوبا لأي شخص يختاره من العلماء ليقوم بتسجيل عقد زواج شخص ما.

 

ولم يكن من حق المأذون أن يجري عقد زواج آخر إلا إذا أذن له القاضي بذلك أي أن الأذن كان لمرة واحدة ولعقد زواج  شخص معين بالاسم وكان القاضي يسجل في دفاتره أنه أذن للعالم الفلاني بتسجيل عقد زواج فلان الفلاني على فلانة الفلانية وكان الناس يطلقون على هذا العالم اسم مأذون القاضي.

 

وفي عام 1384 هـ طبعت دفاتر بها 15 عقدا للزواج للزواج والطلاق وكان القاضي الشرعي يسلم هذا الدفتر للعالم الذي يختاره ويأذن له بعقد 15 زواجا أو طلاقا دون أن يحدد له أسماء الأشخاص الذين يزوجهم أي الأذن أصبح مطلقا.

 

واستمر العمل بهذا النظام حتى صدرت لائحة المحاكم الشرعية عام 1894 وأصبح المأذون له حق عقد الزواج والطلاق بدون حاجة لأذن من القاضي وتغير اسمه إلى المأذون الشرعي.

 

اختيار المأذون بالانتخاب

 

في عام 1915 كان المأذون ينتخبه أهالي الحي أو القرية أو المنطقة التي يعين فيها مأذونا ولكن ألغي هذا النظام عام 1955 عندما صدرت اللائحة الجديدة التي تنظم عمل المأذونيين والتي تشترط في المرشح أن يكون حائزا لشهادة العالمية أو لشهادة الدراسة العالية من إحدى كليات جامعة الأزهر إلا أنها أباحت ترشح أي شخص لا يحمل أي شهادات ما دام لم يتقدم أحد مؤهل من أهل المنطقة.

 

لأن شرط الإقامة هو الأهم بشرط أن ينجح في الامتحان الذي يعقد برئاسة قاضي المحكمة الجزئية التي تتبعه المنطقة، والامتحان في الفقه وأحكام الزواج والطلاق وفي لائحة المأذونيين والإملاء والحساب والخط.


 
كيف تبحث عن مأذون؟

 

يجيب الشيخ محمد البشير لكل مأذون منطقة اختصاص لا يجوز له أن يتعداها ولائحة المأذونين تقول إن المأذون الذي له حق عقد الزواج هو المأذون الذي تقيم الزوجة في منطقته.

 

أما في حالات الطلاق فمأذون المنطقة الذي يقيم فيها الزوج ويجوز في حالات استثنائية أن يقوم مأذون منطقة أخرى بعقد الزواج بشرط استخراج تصريح خاص من المحكمة التي يتبعها المأذون .

 

الصيغة الشرعية للعروسين

 

بعد كتابة العقد يمسك وكيل العروس يد العريس واضعا المنديل عى يديهما ويجعل وكيل العروس يقول للعريس أمام الشهود: زوجتك موكلتي فلانة الفنية على المهر المسمى بيننا عاجله وآجله زواجا شرعيا على كتاب الله وسنة رسول الله وأمام الشهود الحاضرين.

 

ثم يجعل العريس يقول: قبلت منك زواج موكلتك فلانة الفلانية على المهر المسمى بيننا عاجله وآجله زواجا شرعيا على كتاب الله وسنة رسول الله وأمام الشهود الحاضرين.

 

لماذا المنديل؟

 

لماذا يضع المأذون دائما منديلا فوق يدي العروسين أو العريس ووكيل العروس؟.. إنها سنة فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يضع عباءته فوق يدي العروسين عند تزوجيه لهما كما أن هذه العادة من باب الستره وترمز إلى ستر الإنسان.

 

اتعاب المأذون

 

هذه الأتعاب يأخها المأذون مقابل انتقالات.. انتقال المأذون إلى منزل الزوجة لكتابة العقد ثم الذهاب إلى المحكمة لتسجيل العقد بها ثم قيده في السجل المدني ثم العودة إلى المحكمة مرة ثانية لمراجعة العقد.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة