مجلس النواب
مجلس النواب


الموجود فى «البرلمان» لا علاقة له بالأغراض السكنية

بين الشـو الإعلامى و«الـتريند».. «آخـرسـاعة» تكشف حقيقة قــــانون الإيجار القديم

آخر ساعة

السبت، 26 فبراير 2022 - 02:00 م

أحمد‭ ‬ناصف‭ ‬

أزمة‭ ‬مزمنة‭ ‬تعاقبت‭ ‬عليها‭ ‬أنظمة‭ ‬وحكومات‭.. ‬أزمة‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬معقدة‭ ‬يهرب‭ ‬من‭ ‬مواجهتها‭ ‬المسئولون‭ ‬نظراً‭ ‬لحساسيتها‭ ‬الشديدة،‭ ‬الأزمة‭ ‬هنا‭ ‬هى‭ ‬قضية‭ ‬الإيجار‭ ‬القديم‭ ‬التى‭ ‬يستغلها‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشو‭ ‬الإعلامي‭.. ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬تصريحات‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬فى‭ ‬برلمانات‭ ‬سابقة‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬للأزمة‭ ‬المتعثرة‭ ‬ولكن‭ ‬الحديث‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬فض‭ ‬مجالس‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬أحد‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القنبلة‭ ‬الموقوتة‭.. ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عشرات‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقترحات‭ ‬وطلبات‭ ‬الإحاطة‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬باستجوابات‭ ‬ضد‭ ‬الحكومة‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬كان‭ ‬مصيره‭ ‬أدراج‭ ‬البرلمان‭.‬

لكننا‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬محاولات‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬حقيقية‭ ‬وبداية‭ ‬محمودة‭ ‬لاقتحام‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المتعثر،‭ ‬فالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬المالك‭ ‬والمستاجر‭ ‬تشكل‭ ‬واقعاً‭ ‬متشابكاً‭ ‬ومعقداً‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيمه‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬فبرغم‭ ‬محاولات‭ ‬المشرِّع‭ ‬إعادة‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬أصلها‭ ‬القانونى‭ ‬الصحيح‭ ‬وإخضاع‭ ‬عقود‭ ‬الإيجار‭ ‬للقانون‭ ‬المدنى‭ ‬بصدور‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬4‭ ‬لسنة‭ ‬1996‭ ‬والمعروف‭ ‬إعلامياً‭ ‬بقانون‭ ‬الإيجار‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬أطلق‭ ‬حرية‭ ‬التعاقد‭ ‬بين‭ ‬المالك‭ ‬والمستأجر‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬القيمة‭ ‬الإيجارية‭ ‬ومدة‭ ‬العقد،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ظلت‭ ‬العقود‭ ‬المحررة‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬تخضع‭ ‬لقوانين‭ ‬الإيجار‭ ‬القديمة‭ (‬رقم‭ ‬49‭ ‬لسنة‭ ‬1979،‭ ‬ورقم‭ ‬136‭ ‬لسنة‭ ‬1981‭).‬

ومؤخراً‭ ‬وتحديدا‭ ‬فى‭ ‬البرلمان‭ ‬السابق‭ ‬فى‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعى‭ ‬الأول‭ ‬عندما‭ ‬تقدمت‭ ‬الحكومة‭ ‬بمشروع‭ ‬قانون‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬قانون‭ ‬الإيجار‭ ‬القديم‭ ‬للأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬للأغراض‭ ‬غير‭ ‬السكنية،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إبطال‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬وتم‭ ‬الطعن‭ ‬فى‭ ‬عدم‭ ‬دستوريته‭ ‬ولاحقته‭ ‬أحكام‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا‭ ‬التى‭ ‬قضت‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أحكامها‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬ما‭ ‬قضت‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬القضية‭ ‬رقم‭ ‬11‭ ‬لسنة‭ ‬23‭ ‬قضائية‭ ‬ادستوريةب‭ ‬بجلستها‭ ‬المعقودة‭ ‬فى‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬سنة‭ ‬2018،‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬الفقرة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬18‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬136‭ ‬لسنة‭ ‬1981‭ ‬فى‭ ‬شأن‭ ‬الأحكام‭ ‬الخاصة‭ ‬بتأجير‭ ‬وبيع‭ ‬الأماكن‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المالك‭ ‬والمستأجر،‭ ‬فيما‭ ‬تضمنه‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬عبارة‭ ‬الا‭ ‬يجوز‭ ‬للمؤجـر‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬إخلاء‭ ‬المكـان،‭ ‬ولو‭ ‬انتهت‭ ‬المدة‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬العقد،‭...‬ب،‭ ‬لتشمل‭ ‬عقود‭ ‬إيجار‭ ‬الأماكن‭ ‬المؤجرة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬لاستعمالها‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬غرض‭ ‬السكنى،‭ ‬وتحديد‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭ ‬لانتهاء‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬التشريعى‭ ‬العادى‭ ‬السنوى‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬اللاحق‭ ‬لنشر‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬تاريخًا‭ ‬لإعمال‭ ‬أثره،‭ ‬وكان‭ ‬مؤدى‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬انحسار‭ ‬الامتداد‭ ‬القانونى‭ ‬لعقود‭ ‬إيجار‭ ‬الأماكن‭ ‬المؤجرة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬لاستعمالها‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬أغراض‭ ‬السكنى‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭ ‬لانتهاء‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬التشريعى‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬الذى‭ ‬انتهى‭ ‬فى‭ ‬15/7/2019‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬رقم‭ ‬339‭ ‬لسنة‭ ‬2019‭.‬

النائب‭ ‬عماد‭ ‬سعد‭ ‬حمودة‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الإسكان‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬أكد‭ ‬أن‭  ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬لها‭  ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬عانت‭ ‬الأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬العاملة‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والخدمية‭ ‬من‭ ‬هزات‭ ‬اقتصادية‭ ‬نتيجة‭ ‬حالة‭ ‬الركود‭ ‬العام‭ ‬التى‭ ‬ضربت‭ ‬أغلب‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬انعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬بها‭ ‬وخطط‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬التى‭ ‬مازالت‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭. ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬تتعلق‭ ‬ببعض‭ ‬أحكام‭ ‬إخلاء‭ ‬الأماكن‭ ‬المؤجرة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬لغير‭ ‬غرض‭ ‬السكنى،‭ ‬بأن‭ ‬يحدد‭ ‬نطاق‭ ‬سريان‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬مقصورًا‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬المؤجرة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬لغير‭ ‬غرض‭ ‬السكنى،‭ ‬وفقًا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانونين‭ ‬رقمى‭ ‬49‭ ‬لسنة‭ ‬1977‭ ‬فى‭ ‬شأن‭ ‬تأجير‭ ‬وبيع‭ ‬الأماكن،‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المؤجر‭ ‬والمستأجر،‭ ‬و136‭ ‬لسنة‭ ‬1981‭ ‬فى‭ ‬شأن‭ ‬بعض‭ ‬الأحكام‭ ‬الخاصة‭ ‬بتأجير‭ ‬وبيع‭ ‬الأماكن‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المؤجر‭ ‬والمستأجر،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬

وبينت‭ ‬المادة‭ ‬الثانية‭ ‬أجل‭ ‬إخلاء‭ ‬الأماكن‭ ‬المؤَجرة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬العمل‭ ‬بالقانون‭ ‬وجاءت‭ ‬المادة‭ ‬3‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬طرفى‭ ‬العلاقة‭ ‬الإيجارية،‭ ‬بأن‭ ‬حددت‭ ‬القيمة‭ ‬الإيجارية‭ ‬خمسة‭ ‬أمثال‭ ‬القيمة‭ ‬القانونية‭ ‬السارية،‭ ‬وتُزاد‭ ‬سنوياً‭ ‬وبصفة‭ ‬دورية،‭ ‬بنسبة‭ ‬15%‭. ‬

وألزمت‭ ‬المادة‭ ‬الرابعة‭ ‬المستأجر‭ ‬بإخلاء‭ ‬المكان‭ ‬المؤَجر‭ ‬ورده‭ ‬إلى‭ ‬المالك‭ ‬أو‭ ‬المؤِجر‭ ‬بحسب‭ ‬الأحوال‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭ ‬لانتهاء‭ ‬المدة‭ ‬المبينة‭ ‬بالمادة‭ ‬2‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬وفى‭ ‬حال‭ ‬امتناع‭ ‬المستأجر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬للمالك‭ ‬أو‭ ‬المؤجر‭ ‬بحسب‭ ‬الأحوال‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬قاضى‭ ‬الأمور‭ ‬الوقتية‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الكائن‭ ‬فى‭ ‬دائرتها‭ ‬العقار‭ ‬بطرد‭ ‬الممتنع‭ ‬عن‭ ‬الإخلاء،‭ ‬دون‭ ‬الإخلال‭ ‬بالحق‭ ‬فى‭ ‬التعويض‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬مقتضى‭. ‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬صلاح‭ ‬فوزى‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدستورى‭ ‬إنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬مجهودات‭ ‬وإجراءات‭ ‬بهدف‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬مازال‭ ‬يخلِّفها‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬بالشكل‭ ‬الذى‭ ‬يساعد‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬على‭ ‬تخطى‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬لتلك‭ ‬الجائحة‭ ‬والنهوض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ومواصلة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والاجتماعى‭ ‬الذى‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين‭.‬

وأشار‭ ‬فوزي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قضاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا‭ ‬مستقر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬اولئن‭ ‬كان‭ ‬الدستور‭ ‬قد‭ ‬كفل‭ ‬حق‭ ‬الملكية‭ ‬الخاصة،‭ ‬وحوّطه‭ ‬بسياج‭ ‬من‭ ‬الضمانات‭ ‬التى‭ ‬تصون‭ ‬هذه‭ ‬الملكية‭ ‬وتدرأ‭ ‬كل‭ ‬عدوان‭ ‬عليها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬تأكيده‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعى‭ ‬لحق‭ ‬الملكية،‭ ‬حيث‭ ‬يجوز‭ ‬تحميلها‭ ‬ببعض‭ ‬القيود‭ ‬التى‭ ‬تقتضيها‭ ‬أو‭ ‬تفرضها‭ ‬الضرورة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وطالما‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬هذه‭ ‬القيود‭ ‬مبلغاً‭ ‬يصيب‭ ‬حق‭ ‬الملكية‭ ‬فى‭ ‬جوهره‭ ‬أو‭ ‬يعدم‭ ‬جل‭ ‬خصائصهب‭.‬

مضيفاً‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬االأصل‭ ‬فى‭ ‬سلطة‭ ‬المشرع‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬تنظيم‭ ‬الحقوق‭- ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬به‭ ‬قضاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا‭ ‬–‭ ‬أنها‭ ‬سلطة‭ ‬تقديرية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقيدها‭ ‬الدستور‭ ‬بضوابط‭ ‬معينة‭ ‬تعتبر‭ ‬حدوداً‭ ‬لها،‭ ‬وفواصل‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬تجاوزهاب‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الأحكام‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعقود‭ ‬الإيجار‭ ‬للأماكن‭ ‬غير‭ ‬السكنية‭ ‬المؤجرة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬مقتضيات‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الحالى،‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بالحجية‭ ‬المطلقة‭ ‬لحكم‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬العليا‭ ‬الصادر‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وتساءل‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬تعبير‭ ‬الأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬وتفسير‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬قانوناً،‭ ‬يوضح‭ ‬الخبير‭ ‬القانونى‭ ‬أحمد‭ ‬سيف‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الذى‭ ‬يُدار‭ ‬بغير‭ ‬الغرض‭ ‬السكنى‭ ‬ويشمل‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬والصيدليات‭ ‬ومكاتب‭ ‬المحاماة،‭ ‬مشيراً‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ (‬52‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المدنى‭ ‬حددت‭ ‬الأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬حيث‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬االأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬هى‭: ‬الدولة‭ ‬وكذلك‭ ‬المديريات‭ ‬والمدن‭ ‬والقرى‭ ‬بالشروط‭ ‬التى‭ ‬يحددها‭ ‬القانون‭ ‬والإدارات‭ ‬والمصالح‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬العامة‭ ‬التى‭ ‬يمنحها‭ ‬القانون‭ ‬شخصية‭ ‬اعتباريةب‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الهيئات‭ ‬والطوائف‭ ‬الدينية‭ ‬التى‭ ‬تعترف‭ ‬لها‭ ‬الدولة‭ ‬بشخصية‭ ‬اعتبارية،‭ ‬والأوقاف‭ ‬والشركات‭ ‬التجارية‭ ‬والمدنية‭ ‬والجمعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المنشأة‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬الأموال‭ ‬تثبت‭ ‬لها‭ ‬الشخصية‭ ‬الاعتبارية‭ ‬بمقتضى‭ ‬نص‭ ‬فى‭ ‬القانون‭.‬ب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة