صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الزئبق والكانثاريدين.. عناصر قاتلة حديثا وثمن جمال المرأة قديما

هناء حمدي

الجمعة، 04 مارس 2022 - 03:12 م

البحث الدائم على الجمال هو شعور انساني طبيعي لم يظهر حديثا فلا تعلمت المرأة اهتمامها بجمالها مؤخرًا ولا بحث عن طرق لإبراز جمالها والعناية به أمس فمنذ القدم واهتمت كل سيدة بجمالها بما هو متاح في عصرها من مستحضرات وخلطات سواء معتمدة على عناصر طبيعية خالصة وأعشاب أو حتى مع استخدام عناصر أخرى كيميائية.

واستخدمت المرأة قديما العديد من العناصر والعلاجات التجميلية التي اعتقدت لعصور انها الافضل والاغلى والاضمن للحصول على إطلالة ساحرة ومميزة ولكن مع مرور الوقت كانت المفاجأة أن ما يتم استخدامه من عناصر تعد أساس للكثير من العلاجات التجميلية هي مجرد أداة تهدد حياة النساء لتدفع في النهاية المرأة حياتها ثمناً لجمالها.

اقرأ ايضا:«كيك الصمت».. أسطورة التعرف على هوية الزوج المستقبلي

ومن أشهر العناصر القاتلة والتي كانت تستخدم قديما ضمن العلاجات التجميلية بحسب موقع «history extra» هي الزئبق والكانثاريدين تلك المادة السائلة التي تفرزها خنفساء الفقاعة.

- الزئبق

يمتلك ذلك العنصر المعدني تاريخ طويل من الاستخدام سواء بمصدره التقليدي الخام أو اعتمادا على أملاح الزئبق في حالة تخفيفه بالماء فكان رمز علاج كافة امراض ومشكلات الجلد في القرن الـ13 حينما تمت إضافته وخلطه مع دهون الحيوانات لتكوين كريم سميك يتم تقطيعه بعد ذلك ليستخدم كصابون علاجي من قبل المرضى المصابين بالصدفية والجذام.

وفي القرن الـ17 تم استخدام الزئبق الخام في الكثير من وصفات الجمال أشهرها وصفة "هانا وولي" عام 1675 وبعدها تم استخدام أملاح الزئبق الأكثر سهولة في الاستخدام من العنصر الخام بسبب تخفيفه في كثير من مستحضرات التجميل والأدوية مثل "الكالوميل" والذي كان يتم استخدامه لعلاج معظم الامراض من الملاريا إلى الحمى الصفراء وكذلك تم اضافته في وصفات الكثير من الكريمات المحسنة للبشرة مثل "الكريم الشرقي" للدكتور "تي فيليكس جورو" الذي اطلقه في ثمانينيات القرن الـ 19 وتعهد من خلاله بمعالجة كل عيوب الجمال طالما قمت بتطبيق الكريم باستخدام الإسفنج المخملي الخاص بالشركة.

ولكن مع التوسع في الاستخدام والانتشار بدأت اضرار الزئبق في الظهور فينتج عن تراكمه في الجسم وانتشاره السريع عبر الأنسجة إلى سقوط الأسنان والإصابة بقرحة في المعدة والإضرار بالجهاز العصبي والذي يؤدي في النهاية إلى الوفاة وهو ما دفع إلى إزالة كافة مركبات الزئبق من الأدوية ومستحضرات التجميل المختلفة بشكل نهائي بحلول خمسينيات القرن الـ 20 .

- الكانثاريدين

هو ذلك السائل الذي تفرزه خنفساء الفقاعة وهو مصطلح يضم أكثر من 7500 نوع مختلف من الحشرات وكان يستخدم قديما كمنشط وايضا كعلاج للتورم الناتج عن احتباس الماء الزائد في الجسم والمعروف باسم " الاستسقاء أو الوذمة" كما تم إضافته للكثير من الأدوية المتخصصة في علاج المرضى المصابون بأمراض مثل القرحة والأكوام واضطرابات الجلد.

وعلى الرغم من شهرته التاريخية كونه عامل سام يسبب التورم عند ملامسته للجلد ويتسبب في ظهور بثور سيئة إلى جانب آثاره الجانبية الأخرى مثل الغثيان وصعوبة البلع إلا أنه وجد طريقه إلى العديد من العلامات التجارية المتخصصة بمنتجاتها المقوية للشعر خلال القرن الـ 19.

وتم إضافة مسحوق الخنفساء مع المريمية والملح والكينين في منتج كريم الشعر الذي اخترعته "مارثا ماتيلدا هاربر" كما كان الكانثريد عنصر رئيسي في منتجات باري تريكوفيروس للعناية بالشعر والجلد في عام 1890 وذلك لما يحققه هذا السائل من تفاعل سام ينتج عنه تشجيع نمو الشعر من خلال تحفيز إمداد الدم إلى بصيلة الشعر لتبدو أكثر قوة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة