خاطر عبادة
خاطر عبادة


نموذج بناء 2022

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 06 مارس 2022 - 12:50 م

بقلم: خاطر عبادة

نموذج البناء الحضارى يجب أن تتوافر فيه ثلاثة عناصر رئيسية حتى لا تتحول المدن إلى عشوائيات.. هى " سماء وخضرة ثم بناء".. وحتى لضمان وجود متنفس وهواء نقى وهدوء ومتسعا لحركة المرور.

وأفضل طريقة لإقناع الناس بفكرة الدولة العصرية وسعيها لخلق بيئة أفضل وتوسع حضارى يقضى على عشوائيات الزمن الماضى هو تقديم نموذج عملى رائع يفتح شهية الناس للتعايش مع واقع أجمل؛ هو ما شاهدناه خلال افتتاح السيد الرئيس لمشروعات سكنية بالجيزة ضمن مبادرات "سكن مصر" و "جنة" فى مدينتى 6 أكتوبر والشيخ زايد.. مدن عصرية راقية داخل كمباوند وحيز عمران متكامل ومزود بجميع الخدمات والمرافق والمتاجر والمتنزهات وبسعر يناسب متوسطى الدخل فى حين أنه يضاهى أجمل المدن الراقية.. فلا تجد مبانى متلاصقة ولا شوارع ضيقة ولا سماء مختنقة ولا توجد عشوائية فى ارتفاع المبانى، والميادين واسعة وخضراء.. شكل حضارى يضفى إحساس من الراحة والهدوء ويضمن هواء نقى متجدد مع إطلالة الصباح و مهما زاد عدد السكان.. طالما التزم الباقى بهذا النهج.. 

ذلك هو الواقع الجديد المفترض الذى تسعى الدولة لإحلاله وتعميمه بدلا من نظام قديم متهالك أصابه الشيخوخة مبنى على إهمال وأصبحت فيه المدن عبارة عن صناديق مغلقة وسماء صماء لا تكاد تراها من الاختناق وعشوائية الارتفاع التى لا تتناسب مع سعة الشوارع.

ذلك النموذج العملى للبناء سيجعل الجميع يراجعون أنفسهم بينما تتم مناقشة اشتراطات البناء الجديدة من قبل مؤسسات مختلفة بالجمهورية الجديدة.. وسيعلم الناس أنهم تاسسوا فى السابق على إهمال وتراخى الحكومات السابقة حتى وصلنا إلى مرحلة لا يمكن التعايش معها.. وأن الخطوات الصحيحة التى تجرى اليوم وواجهت صعوبات- كان من المفترض أن تتم قبل 40 عاما على الأقل.. ما نراه اليوم هو أن شعار بناء جمهورية جديدة يتجسد فى واقع جديد و يتحول إلى حقيقة وتنمية فى كل المجالات على أساس علمى ووطنى ونحن على مشارف غد أفضل وصفحة جديدة بيضاء بعون الله.

لكن التحدى الآن هو كيف نصل إلى اشتراطات بناء مثالية فى ظل واقع معقد وخريطة عشوائية مترامية ومتراكمة طوال عقود كثيرة مضت.. معادلة قد تبدو سهلة على الورق لكنها معقدة على الأرض..  لابد أن يشارك المجتمع كله فى صياغة الواقع الجديد.. وفى نفس الوقت فإن الدولة تعهدت بالبديل وتكفلت بالتوسع فى بناء المساكن الاجتماعية لمحدودى الدخل والمجتمعات العمرانية الجديدة حتى يمكن نجاح الخطة الحديثة والتخطيط العلمى الجديد ليتماشى مع العصر فى عام 2022

وأمام كل توسع عمرانى لابد أن يقابله سعة فى الطرقات والمحاور، فكان حجم العمران 70% بينما الطرق 20 % فاستوجب تدخل الدولة لمواجهة الانفجار العشوائي قبل فوات الأوان وحتى يمكن تفادى الزحام والتخلص من شبح التكدس السكانى للأبد.. ذلك التطوير يشمل أيضا الضواحى والقرى فكانت مبادرة تطوير الريف حياة كريمة..

كردون البناء.. معادلة التوسع العمرانى بالتوسع فى الطرقات قد يفترض أن يقابلها زيادة كردون البناء فى الأقاليم وبعض الضواحى أو فى المراكز والقرى فى ضوء التخطيط العلمى الجديد.. طالما كان هناك متسعا والتزام بالمخطط والنظام الجديد.. وحتى يستوعب أى زيادة جديدة للسكان.

وعلى سبيل المثال بالنسبة لسعة الشارع والارتفاع.. يفترض أن يلتزم الجميع بارتفاع موحد للمبنى على قدر سعة الشارع.. أقل سعة للشارع 6 أمتار تلتزم بارتفاع محدود.. الشوارع متوسطة السعة بإمكانها زيادة الارتفاع دور واحد إضافى.. أما الشوارع الأوسع من 9 أو 10 أمتار تزيد دور إضافى آخر.. وقد يسمح للمبانى التى تطل على ميادين واسعة بزيادات أخرى وبشكل موحد و متناسق أيضا.

وفيما يتعلق بوجود مسافات بين المنازل.. فهذا أيضا ليس شرطا مستحيلا لمن تتوافر  لديه قطعة أرض ذات مساحة متوسطة..

وعلى كل حال.. فإن الدولة قد وفرت البدائل بالفعل لمحدودى الدخل وغيرهم- لمن لا يرغبون فى شراء أراضى صغيرة.. للحجز فى شقق الإسكان الاجتماعى تخدم كافة الطبقات المحدودة والمتوسطة وحتى ميسورة الحال.

لكن لا يفترض التمسك باشتراطات غير ضرورية أخرى مثل إنشاء جراج فى الدور السفلى إلا لمن لديه سعة فى المسكن أو إذا زادت المساحة عن 200 متر مثلا.. ونظرا لوجود بدائل يمكن ركن السيارات فيها مثل الجراج العمومى.

تجاوز  تحديات البناء أمر ضرورى لعودة الحياة الطبيعية مرة أخرى كما سيضمن نقلة حضارية كبرى لمصر تزامنا مع إنشاء عاصمة إدارية للجمهورية الجديدة التى تعد أروع نموذج للبناء الحديث.. 

مواكبة التغيير والتطوير كان يجب أن تشمل باقى المدن والمحافظات؛ فلجأت الدولة لخطة تطوير شبكة الطرق وخلق متنفس جديد فى كل محافظات مصر عبر تخفيف حركة المرور وإنشاء محاور وطرق جديدة.. ومجتمعات عمرانية جديدة فى كل محافظة، وحتى العاصمة التى حاصرها الاختناق؛ كان لابد لها من رافد حضارى جديد يبدأ بنقل المقرات الإدارية للحكومة.. بجانب تطوير القاهرة والحفاظ على طابعها التاريخى.. كل ذلك يتم فى وقت قياسى للغاية ولكن كانت التكلفة كبيرة.. ومجهود يستحق التقدير، ويستحق أن يكلل بالنجاح


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة