حكاية 20 فتاة من قليوب.. حطمن التقاليد في الخمسينيات
حكاية 20 فتاة من قليوب.. حطمن التقاليد في الخمسينيات


حكاية 20 فتاة من قليوب.. حطمن التقاليد في الخمسينيات| صور

علاء عبدالعظيم

الأحد، 06 مارس 2022 - 08:43 م

عندما أرادت الهيئة الصحية الدولية إنشاء مركز للتدريب في قليوب فكان ضمن الهدايا ٢٠ دراجة نسائية لاستعمال الموظفات، لكن ظلت هذه الدراجات في مخزن المركز دون أن يجرؤ أحد على استعمالها.

 

لكن عندما حضر أحد الخبراء النمساويين للإشراف على العمل، ذهل عندما وجد أن الإشراف الطبي معطل لاعتماد الزائرات الصحيات على عربة مركز التدريب للمرور على القرى التابعة للمركز كله، فإذا تعطلت العربة فليس هناك مرور.

 

فما كان منه إلا أن نصح بضرورة استعمال الدراجات المهملة في المخازن، وبالفعل استطاعت ٢٠ فتاة من قليوب أن يحطمن التقاليد القديمة ويتخذن من الدراجات وسيلة للمواصلات، لتساعدهن على المرور بالقرى، واختصارا للوقت، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1955.

 

حدث ذلك بعدما احتار المسئولين عن المركز الذين أثقلت رؤوسهم بالتساؤلات والإجابة عليها عندما يفاجئون أهل القرى بمنظر الفتاة وهي تنتقل على دراجة، ثم اهتدوا أخيرا  إلى حل بسيط، حيث خرجت سيارة تطوف القرى وبها ميكروفون يشرح للأهالي أن المسئولين قد تأكدوا أن أحسن وسيلة تسهل وصول الخدمات الطبية إليهم هي أن تستعمل الزائرات الصحيات دراجات كي تسهل عليهن مهمتهن، وتوفر لهن الوقت.

 

وجم أهل الريف منكرين هذا الحل الذي اعتبروه يتعارض مع قواعد الدين، والعادات والتقاليد، كيف أن تستقل فتاة دراجة؟

 

وبعد أن سمعوا هذا النداء لم يمنعهم اعتراضهم من الاصطفاف في أول يوم لمشاهدة أول سرب من الدراجات يخرج للخدمات الريفية، فامتعض الكثير المنظر الجديد، وأظهر القليل منهم عدم الاكتراث وفي اليوم التالي قل عدد الممتعضين عن اليوم السابق.

 

 وفي اليوم الثالث اختفوا تماما، وقبل أهالي الريف رجالا ونساء هذا الوضع ولم يعد طابور  الدراجات يقابل بالزفة اليومية كما كانت الحال في بداية الأمر.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة