السبت، 12 مارس 2022 - 08:28 م

محمد صلاح

«إذا أردت الحكمة، فأحب شريكة حياتك، اعتن بها كى ترعى بيتك» هكذا أوصى بتاح حتب الزوج فى معاملة زوجته، أواخر القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد. حيث تمتعت المرأة بمكانة عظيمة فى الحضارة المصرية القديمة، حتى تمكنت من الوصول إلى الحكم، فمن أشهر النساء الفراعنة: حتشبسوت، نفرتارى، ونفرتيتى.

سبقت مصر العالم فى احترامها للمرأة، حيث تمتعت بكامل حقوقها، فقد كان للمرأة دور مهم فى مصر القديمة، كانت متساوية مع الرجل فى جميع جوانب الحياة. استطاعت المرأة قديماً الوصول إلى أعلى المراتب، فكانت دائماً صمام الامان فى المجتمع، ودافعا لتحقيق الإنجازات.
حصلت المرأة قديماً على ألقاب عديدة سواء فى المنزل، أو المعبد، أو داخل القصر الملكى، فكانت تمتاز بالذكاء، والإبداع، لذلك كان الزواج أمرا ضروريا فكان الرجال يقدمون على الزواج فى سن مبكرة، لاقتناعهم الشديد بأهمية المرأة فى الحياة.

عملت المرأة المصرية قديماً فى الزراعة، وتربية الماشية والطيور، وطحن الحبوب وإعداد الخبز، وصناعة النسيج، وقد أتقن كثير منهن القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى مهن أخرى مثل الكاهنة «حتبت»، والطبيبة «مريت بتاح» التى تولت منصب كبير الأطباء والمسئولة عن تركيب الأدوية فى عهد الملك زوسر.

فبالإضافة إلى ان قواعد المجتمع قديماً ساعدت المرأة فى الحصول على حقوقها، إلا أن شخصيتها المتحررة المنفتحة، وعقلها المستنير، مكنها من الوصول إلى اعتلاء العرش وتحقيق إنجازات ما زالت مدونة على جدران المعابد، حيث تقف المرأة بجوار زوجها وبنفس الحجم، تطوق جسده بذراعها اليمنى لتظهر أسفل صدره، تلامس يدها اليسرى ذراعه اليسرى، فى مشهد يدل على الحب والوفاء بين الزوجين.
وعلى نهج مبادئ الحضارة المصرية الراقية فقد اهتم الرئيس السيسى منذ توليه المسئولية بالمرأة المصرية، والارتقاء بها بما يليق بمكانتها التاريخية، فللمرة الأولى جلست المرأة فى مصر على منصة العدالة.
كل عام وأنت السند، كل عام وأنت أيقونة النجاح، كل عام وأنت شريكة فى بناء الوطن، كل عام وأنت عماد المجتمع، كل عام وأنت تحملين حمل الجبال دون شكوى، كل عام وأنت قوية، كل عام وأنت مضيئة حياة من حولك، كل عام وأنت بخير وفى صحة وسعادة يا أحلى أم وأخت وابنة وزوجة وصديقة.