ميرفت شعيب
ميرفت شعيب


عطر السنين

كسر الدائرة المغلقة

ميرفت شعيب

الثلاثاء، 15 مارس 2022 - 06:18 م

عدد السكان وصل إلى 103 ملايين نسمة حسب الاحصاء الذي اعلنه الجهاز القومي للتعبئة العامة والإحصاء الأولى ليدق جرس الإنذار، وينبه الى خطورة الوضع الحالي للسكان، الذي يعوق كل جهود التنمية الهادفة الى رفع مستوى معيشة الناس، وتقليل معدلات الفقر والبطالة، ورفع مستوى العلاج والتعليم وتوفير حياة كريمة لكل مصرى.

وقد أشار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى إلى أن السكان زادوا حوالي 14 مليون نسمة خلال السبع سنوات السابقة، ووصف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي القضية السكانية بأنها قضية أمن قومى، وهي فعلا قضية خطيرة يجب معالجتها بطرق غير تقليدية. فقد فشلت كل المحاولات السابقة التى بذلتها الدولة منذ الخمسينيات من القرن الماضى في الحد من الزيادة السكانية، وأتصور ان السبب الرئيسى هو أن رسائل التوعية لا توجه للفئات المستهدفة، وهى سكان الريف والصعيد والمناطق الشعبية، حيث تمثل كثرة الأطفال مصدر رزق للأسرة، فيتم الدفع بالأطفال الذكور إلى العمل بالورش وهم ما زالوا فى سنوات الطفولة، فتزداد ظاهرة التسرب من المدارس، وأصبح نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال يفضلون العمل بقيادة التوك توك لأنها الأسهل والأكثر دخلا، وبدأت الورش تعانى من قلة الصبيان المتدربين على الصنعة، وربما يتعرض بعضها للاندثار.. أما البنات فى الأسر كثيرة العدد فيعملن في الخدمة في البيوت، ويتم تزويج العديد منهن في سن صغيرة، لتتم دائرة الانجاب مرة أخرى مع صغر سن الأم مما يعرضها لمخاطر صحية خطيرة. بالإضافة إلى تزويج بعضهن إلى الأثرياء العرب زواجا محدد المدة، وهو ما يسمى بزواج القاصرات، وغالبا ما ينجم عنه إنجاب مزيد من الأطفال المعرضين لمشكلات صحية واجتماعية.

ومع زيادة عدد الأطفال في الأسر الفقيرة قليلة الوعي لاتستقر أحوال الأطفال، ويتعرضون لمخاطر الهرب من البيوت تحت ضغط المشكلات الأسرية، وزيادة معدلات الطلاق، فيتحولون إلى أطفال شوارع، وهم قنابل موقوتة تهدد أمن المجتمع، وهى بعض مخاطر الزيادة السكانية.. وإذا كان هدف الدولة توفير حياة كريمة لكل مواطن مصرى ليعيش حياة لائقة حرم منها على مدى عشرات السنين، فلابد من معالجة قضية الزيادة السكانية على نحو غير مألوف، بتكثيف دور المساجد والكنائس لمواجهة فكرة تحريم تنظيم الأسرة، وتكثيف دور الجمعيات الأهلية، لأن اللقاءات المباشرة مع الأمهات في المنازل سيكون لها نتيجة فعالة، وفتح باب الاجتهاد بين فئات المجتمع لطرح أفكار مبتكرة لمواجهة زيادة السكان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة