حسين السيد  - جريدة «الأخبار»  بريشة: «مصطفى حسين»
حسين السيد - جريدة «الأخبار» بريشة: «مصطفى حسين»


كنوز| ذكرى ميلاد صاحب «الألف أغنية» في شهر «عيد الأم»

عاطف النمر

الأربعاء، 16 مارس 2022 - 06:19 م

فى شهر «الأم» ولد الشاعرحسين السيد الذى كتب أجمل أغنية نتغنى بها جميعا فى «عيد الأم»، مضى على مجيئه للدنيا «106» أعوام، فهو من مواليد 15 مارس 1916 من أب مصرى وأم تركية، ولد فى بيت خاله فى طنطا عندما استضاف أسرته، خاله كان شيخاً لإحدى التكايا التى يتجمع فيها الدراويش، وبها استمع لهم الطفل حسين للموسيقى والشعر.

وقد أتم دراسته الابتدائية فى طنطا، ثم انتقل للقاهرة وكان والده تاجراً كبيراً، ألحقه بمدرسة «الفرير» الفرنسية بالخرنفش، وكان متفوقا على جميع زملائه فى اللغة العربية، حصل على البكالوريا عام 1937 وأراد أن يلتحق بكلية الآداب لكنه اضطر أن يحل محل والده فى توريد الأغذية للجيش والمستشفيات الحكومية لأنه الولد الوحيد لأسرته والمسئول عنها.

وذات يوم قرأ فى الصحف أن شركة أفلام محمد عبد الوهاب تطلب وجوهاً جديدة للتمثيل فى فيلم «يوم سعيد»، وكان حسين يتمتع بالوسامة ونضارة الشباب فتهيأت له الفرصة، ووقف فى الصف فى انتظار دوره للمثول أمام لجنة الاختبار المكونة من محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم وسليمان نجيب وعبد الوارث عسر، ووصل إلى مسامعه حوار بين عبد الوهاب وكريم حول نص غنائى ناقص فى الفيلم.

وعندما جاء دوره نسى ما جاء من أجله وطلب من عبد الوهاب وكريم أن يتيحا له فرصة كتابة هذه الأغنية، وشرح له عبد الوهاب موقف الأغنية فى الفيلم وفى اليوم التالى كان حسين السيد فى مكتب عبد الوهاب يقرأ عليه أغنية «اجرى إجرى ودينى قوام وصلنى» وأعجب بها الموسيقار لأنها تعبر عن المشهد المطلوب، ودعاه على الغداء ليصبح  بعدها من أعز اصدقائه وطلب منه أن يصرف النظر عن التمثيل ويركز على تأليف الأغانى ورفض حسين السيد أن يتقاضى أجراً عن هذه الأغنية.

وأصبح المؤلف الغنائى الملاكى لمحمد عبد الوهاب فى معظم الألحان التى تغنى بها والألحان التى وضعها عبد الوهاب لكل المطربين والمطربات، وأصبح حسين السيد معروفا بشاعر «الألف أغنية»، وأبدع فى كتابة كل ألوان الغناء العاطفى والشعبى والدينى والاستعراضى، وكان رائدا فى كتابة أغانى الأطفال.

فهو من كتب لمحمد فوزى «ذهب الليل - وكان وإن -  وماما زمانها جاية» وكتب لصباح «حبيبة أمها وسماح يا ماما - وآكلك منين يا بطة» وهو أول من ابتكر الديالوج الغنائى فى «حكيم عيون - حا اقولك إيه - عينى بترف»، وابتكر الأغنية التى تحمل قصة درامية مثل «ساكن قصادى - وفاتت جنبنا - وأنا عندى مشكلة».

وتميز فى الأغنية الوطنية مثل «دقت ساعة العمل الثورى - المارد العربى - صوت الجماهير- عاش الجيل الصاعد - ناصر - يا حبايب بالسلامة - المارد العربى» وكتب الأوبريت الغنائى «مصر بلدنا»، وأبدع فى كتابة أجمل الأغانى السينمائية ومنها على سبيل المثال «اتمخترى يا خيل - أبجد هوز - الحب جميل - دوس عالدنيا». وأبدع حسين السيد  أيضاً فى كتابة أغانى الأسرة كما فى «يا حبيبى يا اخويا» - و«ست الحبايب» التى تعتبر أهم أغنية كتبت لرد الجميل للأم والوفاء لها.

وقيل إنه كتبها عندما كان فى زيارة لوالدته ليلة عيد الأم وتذكر أنه نسى أن يحضر لها هدية فجلس على السلم وأخرج ورقة وقلما وكتب كلماتها ليقدمها لأمه.

لكن نجلته الدكتورة حامدة حسين السيد نفت هذه القصة وقالت فى حوار تليفزيونى إن والدها عندما كتب هذه الأغنية لم يكن قبل كتابتها هناك احتفال بعيد الأم من الأساس، وفكرة كتابة الأغنية جاءت بعد مطالبة على ومصطفى أمين للدولة بأن يكون هناك يوم للاحتفال بالأم.

وطلبا من محمد عبد الوهاب تقديم أغنية للاحتفاء بهذه المناسبة، فكلف صديقه حسين السيد بكتابة الأغنية، قلنا إن محمد عبد الوهاب طلب من حسين السيد فى بداية تعرفه عليه أن ينسى حلم التمثيل ويركز فى كتابة الأغانى.

لكن الحلم ظل يداعب حسين السيد الذى مثل فى فيلم «رسالة من امرأة مجهولة»، ومثل مع شويكار المقطوعة الشعرية «إنتى مسافرة»، وقد كرمه الرئيس جمال عبد الناصر فى عيد العلم بوسام العلوم والفنون، وكرمه الرئيس السادات فى عيد الفن، وظل عطاؤه متواصلا فى بحر الإبداع حتى رحل عن دنيانا فى 27 فبراير 1983.

من موسوعة «شعراء الأغنية»

إقرأ أيضاً|في عيد الأم| أمهات تعشق الهدايا «الغالية»

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة