سوق الصاغة
سوق الصاغة


ركود سوق الصاغة.. الحرب الروسية الأوكرانية تضرب هدايا عيد الأم

آخر ساعة

السبت، 19 مارس 2022 - 11:05 ص

علا نافع

اعتادت محلات الصاغة على تقديم عروض على المشغولات الذهبية، بالتزامن مع عيد الأم، وتعرض قطعاً تناسب ذلك اليوم المميز لتستطيع غالبية الطبقات الاجتماعية شراءها، إلا أن الأحوال تبدلت هذا العام بسبب الحرب الروسية ـ الأوكرانية، إذ جعلت أسعار الذهب غير مستقرة يغلب عليها الارتفاع الشديد، وبات اقتناء مشغولات أو عملات ذهبية مغامرة كبرى، ما جعل الكثيرين يقبل على شراء هدايا أخرى كالأجهزة الإلكترونية خاصة أن معارض الأجهزة تتصارع على تخفيض الأسعار لجذب مزيد من الزبائن.

أوضاع المعدن الأصفر أدت بدورها إلى حالة ركود أصابت محلات الصاغة بالإحباط وجعلت أصحابها يحاولون جذب الزبائن خاصة السيدات والفتيات، فأعلن بعضهم تقديم هدايا رمزية كالأكسسورات الفضية عند شراء أى قطعة ذهبية، لكن لم تجد هذه العروض صدى عند الزبائن.

يقول كيرلس عوض، صاحب محل مشغولات ذهبية: تشهد أسعار الذهب حالة من التذبذب منذ بداية العام الحالي، ما أدى إلى تراجع الإقبال على شراء المشغولات الذهبية، ومع الحرب الروسية الأوكرانية ارتفعت الأسعار بشكل كبير وأحجم الناس عن شراء وبيع المشغولات الذهبية، وأصبحوا يستثمرون أموالهم فى شراء السبائك الذهبية والعملات ذات الأسعار المضمونة رغم اقتراب عيد الأم، واكتفت الأغلبية بشراء كروت المعايدة أو بوكيهات الورد، وهذا الركود أصابنا بخسائر كبيرة.

يضيف: كما أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية جعل البعض يلجأ لتقديم هدايا عيد الأم غير التقليدية، فالبعض فكر فى شراء السلع التموينية الحيوية مثل الزيت والأرز والسكر وتقديمها بطريقة مميزة مع كارت معايدة رقيق، والبعض الآخر استغل اقتراب شهر رمضان فقدموا الفوانيس والملابس التى تتناسب مع الشهر الكريم مثل القفاطين المغربية والإسدالات.. وفى السنوات الماضية كانت محلات الذهب تحقق أرباحا خيالية من أول شهر مارس حتى موعد عيد الأم، فكنا نعمل ليل نهار حتى فى أيام الأحد كنا لا نتوقف عن البيع، لكن حاليًا بالرغم من تقديمنا للكثير من العروض لا نجد أى صدى من قبل الزبائن.

يتفق معه أحمد بيومي، صاحب محل ذهب، فيقول: مع ارتفاع أسعار الذهب أحجم الكثيرون عن الشراء والبيع، وأصبحت معظم محلات الصاغة وورشها مهددة بالتوقف عن العمل، بل إن بعض العمالة المدربة هربت لمهن أخرى، وهذا ما يهز سمعة سوق الذهب المصرى، ففى موسم عيد الأم كانت الورش لا تتوقف عن ضخ المشغولات المميزة إلى محلات الصاغة، كما أن الصُنّاع كانوا يتبارون فى صناعة مشغولات تخطف أنظار الأمهات وتنال رضاهن فى يوم عيدهن، وحاليا أصبح الزبون يبحث عن قطع ذهبية عيار 18 أو عملات خفيفة الوزن لن تكلفه سوى مبلغ قليل.

ويرى بيومى أن كساد سوق الذهب أنعش أسواق الأدوات المنزلية وأصبحت المعارض الكبرى تقدم عروضا مميزة على معروضاتها سواء المفروشات أو الأجهزة الخفيفة فضلا عن إعلاناتها التى لا تتوقف على شاشات التلفزيون وصفحاتها على "فيسبوك".

ويشير إلى أن عشاق اقتناء الذهب باتوا يختارون الذهب الصينى عِوضًا عن الذهب عيار 24 و21، خاصة أن تصاميم الصينى تتطوَّر كل يوم، ويدخل فى صناعتها مواد لامعة تضاهى بريق الذهب الحقيقي، فضلا عن أن أسعاره منخفضة للغاية، مؤكدا أن معظم الأمهات تختار الذهب الصينى حاليا كهدية قيمة بدلا من الذهب الذى ارتفع سعره للغاية.

أما أحمد النقيطي، صاحب إحدى شركات استثمار الذهب، فيقول: مع انخفاض القدرة الشرائية للمواطن مع تراجع السيولة المالية، فإن ذلك يجعل شراء المشغولات الذهبية أو حتى المستعمل منه يتذيل قائمة الأولويات الشرائية للمواطن، وهذا ما أضعف سوق الذهب فى موسم عيد الأم، مشيرا إلى أن أغلب المبيعات فى ذلك السوق هى المشغولات خفيفة الحجم ذات الجرامات المنخفضة وكذلك المشغولات الفضية.

ويشير إلى أن تجَّار الذهب ينتظرون موسم عيد الأم بفارغ الصبر لتحقيقهم مكاسب كبيرة سابقا، لكن مع الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم حاليا أصبح ذلك الأمر غير متحقق، مؤكدا أن معظم المواطنين أصبح يقدم هدايا رمزية مثل باقات الزهور أو الملابس عوضا عن مقتنيات الذهب.

من جانبه، يقول نادى نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بالغرفة التجارية: مع إعلان بدء المفاوضات الروسية - الأوكرانية فإن أسعار الذهب العالمية شهدت انخفاضا طفيفا، وهذا ما أثر فى سعر السوق المحلى خلال الأسبوع الماضي، لكن فى ظل عدم وضوح الرؤية الدولية مع استمرار الحرب فإن ذلك سيزيد من حالة الركود فى أسواق الذهب، مشيرا إلى أن الكثيرين يفضلون الاستثمار الآمن فى الذهب بشراء السبائك وليس المشغولات، كما أن اقتراب موسم عيد الأم لم ينعش سوق الذهب المصرى فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة