السبت، 19 مارس 2022 - 09:20 م

عام 1955 زارت سيدة الراحل مصطفى أمين بمكتبه بمؤسسة أخبار اليوم، تحكى له قصتها بداية من وفاة زوجها، وتركها وحدها وأولادها الصغار، وما عانته من أجل تربيتهم، حيث كرست حياتها لرعايتهم إلى أن تخرجوا من الجامعة، بل وتزوجوا، وأصبح لكل منهم حياته الخاصة، نهاية بانصرافهم عنها تماماً.

 من هنا جاء التفكير فى اختيار يوم فى العام، ونجعله عيداً للوفاء، حيث يقدم الأبناء فى هذا اليوم لأمهاتهم الهدايا، ويرسلون لهن خطابات تحمل كلمات الشكر ومعانى التقدير والعرفان.. فلماذا لا يعامل كل ابن أمه على أنها أميرة، عليها أن تطلب أى شىء ليجاب طلبها فوراً، فيقوم الأبناء في هذا اليوم بأداء كل الأعمال المنزلية بدلًا منها؟

بالفعل وبناءً عن اختيار قراء جريدة الأخبار تقرر أن يكون يوم 21 مارس، بداية فصل الربيع ، ليكون يوم عيد الأم، مع بداية أيام العطاء ، حيت تفتح الزهور، الصفاء ، الخير، فكان أول احتفال بعيد الأم 21 من مارس عام 1956.

أم كلمة صغيرة ، رقيقة مكونة من حرفى الألف والميم، إلا أنها تحوى العالم كله، فهى الدنيا بأكملها، الفرح، الأمل، الحنان، الحب، الفداء، الرضا، الإيمان، الطمأنينة، السكينة، الموطن والمسكن، الدفء، فالأم هى العيد.

غداً ليس عيدك، فعيدك مستمر طوال أيام العام، وليس مقتصراً على يوم واحد فقط، مهما فعلت واحتفلت وقدمت لن أوفيكِ حقكِ أبداً، يا من سهرَت الليالي، يا من نسيت همومها لتداوى جرحي، يا من ظلت بجانبى ليل نهار راضية البال، يا من جعلتنى حلمها المنشود، يا من غمرتنى بنظرات الحب والعطف من عينيك الرقيقتين، ودموع الفرح التي تتساقط كلما تعلمت جديداً في صغري.

أمى أتمنى أن تكوني راضيةً عني، وأدعو الله أن يرزقني رضاكِ، فرضاه سبحانه وتعالى من رضاكِ عني، فكم أتمنى أن تسامحيني عن أى هفوة خرجت مني دون قصد، وعن أى غصة بقلبك كنت سببها، أتمنى أن أكون الذرية الصالحة التي دعوت الله أن يرزقكِ إياها.