الإثنين، 21 مارس 2022 - 06:02 م

كعادتها لم تمر لحظة في حياة كوكب الشرق أم كلثوم إلا وكانت تخطف عدسات المصورين، خاصة إذا ما كانت تلك اللقطة ترتبط بالحياة الخاصة لها ووسط عائلتها.

ففي أحد أيام العام 1969 خطف المصور «المحظوظ» فاروق إبراهيم مجموعة من الصور لأم كلثوم مع أصغر أفراد عائلتها في فيلا منزلها بحي الزمالك، ونشرتها مجلة آخر ساعة لاحقًا.

أما الأمر الآخر المميز في تلك الصور هو أنها جاءت بعد آخر بروفة من أغنيتها - الجديدة وقتها - (أقبل الليل)، والتي كانت من كلمات الشاعر أحمد رامي وتلحين رياض السنباطي، وظهرت كوكب الشرق بعيدا عن الألحان والأغاني.

كانت أغنية أقبل الليل من الأغاني التي أدتها أم كلثوم باللغة العربية الفصحى، وهي من إنتاج العام 1969؛ حيث كانت من تأليف أحمد رامي وتلحين رياض السنباطي وأدتها في الرابع من ديسمبر من العام نفسه في حفلات قصر النيل وأعادتها في العالم التالي ثلاث مرات بنفس الحفلة، وأخيرًا على مسرح بعلبك بلبنان. 

استطاعت أم كلثوم أن تكسب شهرة ومجد بعد كفاح بل قصة بطولة فلاحة مصرية، التقطت فن الغناء من شقيقها ثم راحت تغني لنفسها، وبعد سنوات أصبحت تغني للملايين، بعدما كانت تغني في بدايتها مقابل طبق مهلبية، ثم ارتفع أجرها إلى ٥ قروش في الليلة، ثم ألف جنيه.

وكانت تذهب أيضا إلى حفلاتها الساهرة على ظهر حمار، وأصبحت تذهب في سيارة كاديلاك، وطائرات ومع ذلك فإنها لم تتغير بل كانت تفتخر بفقرها الماضي، وتحن إلى بيتها الصغير وتتباهى بأنها بدأت من الصفر.

وسر أم كلثوم أنها كانت تحب فنها، ومن أجله كانت تضحي بكل شيء، وحدث مرة أن رأتها طبيبة كبيرة من انجلترا أثناء مرضها الأخير، فقالت إن دواء أم كلثوم الوحيد هي أن تغني.

ولما أرادت أن تجري عملية جراحية في رقبة أم كلثوم، تدخلت وزارة الخارجية البريطانية وقالت: إذا فقدت أم كلثوم صوتها بهذه الجراحة فسيصبح الشرق الأوسط كله عدوا لبريطانيا، وكانت النتيجة أن خشي الطبيب البريطاني، واعتذر عن إجراء الجراحة لها.

وعندما قامت ثورة ٢٣ يوليو توهم بعض صغار الأحلام إنه من الممكن القضاء على أم كلثوم، واتهموها بأنها مطربة العهد الماضي، وإذا بصوتها يدوي فيخفت إلى جانبه كل صوت، وإذا بالثورة أيضا تمنح أم كلثوم من التكريم ما لم يسبق أن فعلته لأي انسان سواها حتى الحكام والرؤساء، والملوك.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم