الخميس، 24 مارس 2022 - 09:43 ص

«فرقة رضا » هي أول فرقة استعراضية خاصة للفنون الشعبية، بدأت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي تحت قيادة «محمود رضا» وقدمت عروضًا لاقت الكثير من القبول والاستحسان داخل مصر وخارجها.

كانت فرقة رضا في عروضها الأولى تأخذ من الواقع 25 في المائة وتضيف من الخيال الباقي، وكانت تقدم بالفعل رقصات ناجحة تنال إعجاب الناس، ولكنها التزمت بعد ذلك بالعكس، فراعت أن تقدم الفلكلور على حقيقته مع قليل من الخيال، لأن في ذلك قيمة أكبر ويعيش مع الزمن أكثر، ولأن الجزء الأساسي من رسالة الفرقة هو أن تقدم تسجيلاً حقيقيًا للفولكلور المصري.

وبعد ذلك قدمت الفرقة رقصات جديدة وهي حصيلة رحلة طويلة بين غزة والعريش وسيوة والشرقية والإسكندرية والأقصر والسودان.

كما كانت فرقة رضا تدر عملة صعبة للبلاد في كل رحلة تقوم بها إلى الخارج، فعندما عرضت حفلاتها في باريس لمدة 12 يومًا فقط حققت عائدًا قيمته 26 ألف دولار.

اقرأ أيضا| كنوز| في الذكرى 69 لرحيل إبراهيم ناجي.. حكاية شاعر «الأطلال» مع «3 زوزات» والضباط الأحرار

ورغم ذلك فهناك أسباب كانت تكبت فرقة رضا، ومنها أن سلطات مدير الفرقة المالية لا تتعدى 5 جنيهات، فإذا احتاج لشيء سريع يسعف العرض الذي سيقدم على المسرح بعد ساعات لا يستطيع.

والفرقة لم يكن لديها مكان ملائم للتمرين، فالمكان الذي تمارس فيه الفرقة كاملة تمريناتها هو نفس المكان منذ أن كان كل أعضاء الفرقة 14 شخصًا، وهو يضم حجرتين لا تتسع الواحدة منهما لأكثر من 12 راقصًا، وهذا معناه أن عملية التسخين المعتادة التي تسبق كل تمرين تحتاج إلى 5 ساعات؛ حيث يتبادل الراقصون المكان.

كما أن معظم أفراد الفرقة كانوا غير متفرغين فأغلبهم طلبة، وقطعًا من المهم أن يكونوا جميعًا متعلمين، فالفرقة تمثل مصر في الخارج كثيرًا، ولكن الطلبة يهجرون الفرقة بعد التخرج، لأن بعد 10 سنوات من بداية الرقص الشعبي ظلت اللوائح تقف موقف الخصم من الفرق الاستعراضية.

فكان إذا كسرت ساق راقص من الفرقة وكان هذا يحدث كل شهر، لا يستطيع أن يحصل على مرتبه لأنه يعمل بالقطعة، وكان لا يستطيع أيضًا أن يحصل على علاج.

وإذا كانت راقصة حامل وهي موظفة في الفرقة فهي تحصل على شهر واحد إجازة وبقية مدة الحمل تستطيع أن تعمل فيها، ولكنها بالطبع لا تستطيع أن ترقص، ولكنها كانت رغم ذلك تخضع لإجازات قانون الموظفين.

وفي النهاية فإن مرتب الراقص في فرقة رضا كان يتراوح بين 15 جنيهًا و40 جنيهًا للراقص الممتاز، ولذلك كله كان الراقصون يتركون الفرقة ويبحثون عن عمل آخر.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم