د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد


من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: «كيروش والمستقبل»

أسامة أبوزيد

الخميس، 07 أبريل 2022 - 01:06 م

يعتبر كيروش المدير الفني للمنتخب إلى الآن من الحالات الفنية النادرة.. لم يحقق بطولة للفراعنة إلا أنه أحدث فارقاً في أداء المنتخب بعد أن كان هزيلاً وضعيفاً، ومن الصعب أن يصل إلى مرمى المنافسين فى الفترة التى سبقت وجود البرتغالي.

استمرار كيروش في قيادة منتخب مصر حتى مونديال ٢٠٢٦ آصبح مطلباً كبيراً من المسئولين والجماهير

«قاعد ولاَّ ماشى»!!
 لاشك أن هذه العبارة ترددت على كل لسان بعد أن خسر منتخبنا بضربات الجزاء من السنغال بداكار، وراحت فرصة العمر في التأهل للمرة الثانية إلى نهائيات كأس العالم.

الراجل ريَّح الجميع خلال المؤتمر الصحفى بعد المباراة وقال بالفم المليان «أنا ماشى».. هنا تنفس من لا يريده الصعداء.. وقال فى سره الحمد لله «جت منه»!!

كالعادة، بدأت رحلة الانقلاب الكبير.. كبار المحللين فى الاستوديوهات رجعوا فى كلامهم، بعد أن كانت الآمال والأحلام غير عادية وكأن التأهل مضمون.. تحدثوا بمبدأ «لف وارجع تانى».. وانقلبوا على الجهاز الفنى وبدأوا يحددون السلبيات وأن منتخبنا لم يلعب كرة وكان الأضعف.. ولا يستحق التأهل!!

نعم منتخبنا كان الأقل فنياً من السنغال.. لكن كان يستطيع بالروح والعزيمة والإصرار أن يفوز.. والدليل أن كيروش بعد أن عدل الأوراق وأحدث تغيرات استطاع أن يصل لمرمى الحارس العملاق «ميندى».. وكرة واحدة هزت شباكه كان كيروش سيكون أفضل مدرب فى العالم عند المصريين!!

المؤكد أن هناك أصواتاً داخل اتحاد الكرة تريد التغيير لأن كيروش لم يوفق فى الهدف الذى جاء من أجله.. ليس البطولة الأفريقية التى أحدث فيها المنتخب نتيجة غير متوقعة بالتأهل إلى النهائى أمام السنغال وخسر أيضاً بضربات الحظ.. وفى هذه البطولة الصعبة جداً.. فاز منتخبنا على المغرب وكوت ديفوار والكاميرون صاحبة الأرض والملعب والجماهير والمجاملات التحكيمية الأفريقية!!

الهدف كان التأهل لمونديال قطر.. لم يحدث ذلك.. وكانت هناك أمور كثيرة ساهمت فى الخروج منها ما حدث من إرهاب للاعبين وتخطيط غير مدروس للفريق أثناء التوجه من الفندق إلى الملعب وحكايات وحواديت الليزر التى أعمت اللاعبين على حد قول الجميع عند تسديد ضربات الجزاء.
لا خلاف على أن هناك رأياً يؤكد أن المصلحة العامة فى بقاء كيروش صاحب الشخصية والذى يستطيع أن يواصل رحلة التطوير خاصة أن التغيير بمدرب مصرى كمرحلة انتقالية لم يأت بأى جديد فى ظل ما حدث مع حسام البدرى.

ربما يظل كيروش فى مكانه كمدير فنى للمنتخب.. وربما تساهم وزارة الشباب والرياضة فى تحمل جزء من عقد كيروش.. فى ظل الحالة المالية السيئة التى يعانى منها الاتحاد خاصة أن عدم التأهل إلى مونديال كأس العالم خسر الخزينة 20 مليون دولار، بحانب أن شركات الملابس لن تعطى «الجبلاية» الكمية التى يحصل عليها المنتخب المؤهل لمونديال قطر أو غيره.

ربما يظل كيروش لأن الأصوات المنادية ببقائه أصبحت أعلى.. لكن القصة الحقيقية ليست فى البرتغالى أو غيره.. «الحدوتة» فى القماشة الموجودة، لابد من البدء من تحت الأعمار الصغيرة وطرق التدريب وطرق اللعب.. واختيار منتخبات الناشئين بدون أى مجاملة أو تربيطات لأن كل «غلطة» تتسبب فى كوارث.
اليوم وعلى مائدة مجلس الجبلاية، برئاسة علام سيتحدد المصير الفنى للمنتخب.. نعم قيمة ما سيتقاضاه الخواجة سوف تلعب دوراً فى حسم الأمر.. والسؤال هل سيوافق كيروش على تخفيض عقده؟!

هل سيساهم فى إنهاء الخلاف ويوافق على البقاء وتقليص ما سيتقاضاه مادياً حباً فى المنتخب ونجوم الفراعنة الذين أحبهم وأحبوه؟!

هل سيعتبر أن وجوده مع المنتخب مكسب لأنه يستطيع أن يحقق ما عجز عنه فى السنوات الأربع المقبلة ؟!
أتصور أن كيروش سيظل فى مكانه ليكمل رحلة ما بدأ.. سواء وافق على تخفيض راتبه من عدمه.. لأنه مدرب صاحب شخصية ولا يخاف من الأندية الكبيرة وتحديداً الأهلى والزمالك.. ومن هنا نستطيع أن نعيد الحسابات ونعوض ما فات.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة