صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تعظيم سلام لشهداء الوطن

آخر ساعة

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 02:28 م

كتب: محمد ياسين

ستظل عقيدة جيشنا الراسخة هى «النصر أو الشهادة»، وبمناسبة ذكرى العاشر من رمضان  نستحضر مآثر أبطالنا، ونستعيد ذكراهم الطيبة لنتذكر أوقات الذود عن الوطن وتحقيق النصر حفاظًا على مصر الخالدة بشعبها وجيشها وكل رجالها العظماء، الذين يستحقون تعظيم سلام.
للشهداء منزلة عظيمة عند ربهم، وفى وطنهم لا ينساهم أحد، فمن المستحيل أن ننسى من ضحوا بأنفسهم من أجل أن يحيا الوطن وتبقى رايته خفاقة دائمًا، هؤلاء رجال تكبدوا أرواحهم فى سبيل الحفاظ على مقدسات بلدهم وحماية حدوده الجغرافية من كل منْ حاول أن يتعدى على الوطن.. والشهداء هم رمز الفداء وأيقونته الخالدة، ومنهم نستلهم روح البطولة التى تنير لنا الطريق نحو غد أكثر بريقًا وإشراقًا.

اللواء ناجى شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، يقول إن مصر لا تنسى أبناءها، وكل من قدم شيئاً طيباً لهذا البلد، فما بالنا بالشهداء الذين تركوا بلدهم وأهلهم وذويهم، فهم من حافظوا على أرض مصر، واستقرارها ولُحمة شعبها، فلم يتم تفتيتهم، وكل ما بذلوه من جهد وفداء بداية من عام 1948 وحتى الآن.

وأضاف أن المؤسسة العسكرية تمثل أذرع الشعب المصرى وتنفذ أوامره من خلال محددين رئيسيين، وهما بدون أو بأقل خسائر وحتى النصر أو الشهادة، وتعلم أن رب العزة يراقبها، حتى فى غياب من يراقبها من شعب مصر .

ومن جانبه، يقول اللواء أحمد الصادق، مدير الكلية البحرية الأسبق، إننا فى هذه المناسبة الوطنية التى استطاع الجيش المصرى الانتصار على العدو الصهيونى فى أعظم شهور الله وهم صائمون أن نتذكر فضل الشهيد فى بناء الوطن، ومن يقدم روحه الغالية لأجل الوطن، يستحق أن تبقى حياته فى القلوب، والوجدان، والميادين، والشوارع، فالشهداء هم أيقونة الوطن وعماده.

إقرأ أيضاً | المنطقة الجنوبية العسكرية تنظم احتفالية بـ«يوم اليتيم»

ويؤكد الصادق أن مصر قدمت الكثير من الشهداء على مر التاريخ بداية من 1948 حتى اليوم ولا يمكن أن ننسى الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وأشهر القادة العسكريين فى النصف  الثانى من القرن العشرين، الذى لقِّب بالجنرال الذهبي، لقد استشهد عام 1969 وهو يتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق بين القوات المسلحة والعدو، ويكون بين أبناء قواته المسلحة فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف، لاستنزاف العدو، وأصيب بنيران مدفعية العدو وفارق الحياة، وخرج الشعب بجميع طوائفه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام، ممزوجين بالحزن العميق.

يتابع: الشهيد هو فخر للوطن، والقلب الذى توقفت نبضاته فداءً للوطن والشعب، ودفاعا عنه ضد الظلم، فيجب تخليد البطولة، والتضحية، فالشهداء منارة يهتدى بها أبناء الوطن ليواصلوا المسيرة نحو حفظ الوطن، ويعلم الجميع أن الشهداء لا يموتون أبدا.

ويقول الدكتور فتحى الشرقاوى، أستاذ علم النفس السياسي: من المؤكد أن من يضحى بنفسه، ويستشهد مقابل التضحية بالنفس، والجسد من أجل نصرة قضايا مجتمعه العادلة، له سمات وخصائص نفسية معينة، أهمها إنكار الذات، فهو يعلو فوق مصالحه الذاتية، ومنافعه الشخصية، ويفضل عليها مسئولية المجتمع كله، ومن خلال الإيمان بالقيم الإنسانية العليا مثل الشرف والفضيلة والثبات على المبدأ، وكلها قيم غاية فى الرقى الإنساني.

ويوضح: أن الشهيد ضحى بنفسه من أجل الوطن، بهدف الحفاظ عليه وعلى قيمه، وهى قيم مهمة مثل الولاء، والانتماء للأرض، والحفاظ على العِرض والوطن، لذا علينا أن ننمى فى الأطفال الصغار قيمة التضحية من أجل الوطن.

ويقول الدكتور عاصم شمس الدين، الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر: لقد مرت بمصر الكثير من المحن عبر تاريخها، وتعرضت للعدوان مرات عديدة، طمعا فى خيراتها وموقعها الفريد، وفى كل مرة تصدى رجالها للعدوان، وبذلوا الأرواح فى سبيل الدفاع عنها، وقدم قادتها المثل الأعلى فى الفداء، وتبعهم رجال مصر فبذلوا الدماء والأموال، دفاعا عنها، وعن حريتها، حدث هذا منذ قديم الزمان وحتى وقتنا الحاضر.

ولأن قدر مصر الجهاد فى سبيل الله والوطن فقد كتب عليها صاحب الأقدار والمشيئة تعالى فى علاه جل شأنه رب العالمين هذا، وأن يستمر هذا النهج التاريخى فيهب المخلصون من رجالها ليدفعوا العدوان ويردوا البغاة ويطردوهم مما ظنوا أنه بالعدوان أصبح ملكا لهم.

وجاء يوم الثأر والنصر وسحق العدو تحت الأقدام، وأشرق النور مبهرا فى سماء مصر الخالدة يوم العاشر من رمضان، ورسم الجيش المصرى صفحات خالدة فى تاريخ مصر سيظل كل مصرى يذكرها بفخر وسيظل كل صهيونى يذكرها بألم شديد.

والشهيد عند الله فى عِداد الأحياء، فقد كرّم الله الشهداء بما وهبهم بعد مماتهم بجميع الخصائص التى يتمتّع بها الأحياء فيُرزقون ويفرحون بما عند الله، ويستبشرون بمصير من بعدهم من المؤمنين. والشهيد يشفع لسبعين من أهله يوم القيامة. فهنيئا لكل شهيد فى سبيل الله والوطن وتعظيم سلام للشهيد المصرى وتحيا مصر حرة أبية برجالها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة