عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

شجاعة القرار

عثمان سالم

الثلاثاء، 12 أبريل 2022 - 09:27 م

 يتعامل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم مع مسألة استمرار أو رحيل البرتغالى كارلوس كيروش على طريقة الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح.. لجأ رئيس الاتحاد ومجلسه إلى الطريق السهل رغم قناعة أغلبهم الشخصية بضرورة استمرار المدير الفنى..

خاف رجال الجبلاية من مواجهة الرأى العام فيما يتعلق بالعملة الصعبة التى يحصل عليها المدير الفنى ومساعدوه الأجانب فى ظل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن أزمة روسيا ـ أوكرانيا..

كنت أتمنى أن يدافع المجلس عن وجهة نظرهم التى تجلت فى تصريحات العديد من الأعضاء بالتأكيد على تجديد العقد..

صحيح أن كيروش لم يحقق الهدف بالتأهل لكأس العالم وهو البند الواضح والصريح فى العقد..

لكن الرجل حقق نجاحات كبيرة لعل أهمها فى رأيى..

عودة الروح للاعب المصرى وتنشيط الحس الوطنى عنده ووجدنا وجوها جديدة تضع أقدامها بقوة فى المنتخب أمثال محمد عبد المنعم وعمر كمال وفتوح وأبو جبل بخلاف الوجوه الدولية القديمة..

كنت أتمنى أن يبقى الاتحاد على كيروش وعدم التجديد لبلدياته فينجادا الذى لم يقدم أوراق اعتماده فى الملف الفنى المكلف به وكان يتقاضى حوالى ٦٥ ألف يورو شهريا.. رجال الاتحاد كان بإمكانهم عقد جلسة مع كيروش للاتفاق على تقليل عقده أو عدم زيادته على الأقل والاستفادة بالمبلغ الذى كان يتقاضاه فينجادا وبالتالى سيصبح ما يتقاضاه كيروش مبلغا معقولا.. 


 كيروش كان حابب التجربة ونقل خبرات السنين التى نجح من خلالها فى الوصول بأكثر من منتخب للمونديال إلى الحالة المصرية وكان قاب قوسين أو أدنى منها لولا سوء الحظ الذى لازم لاعبينا فى نهائى كأس الأمم والمباراة الفاصلة الثانية والكل يعلم الظروف التى واجهها منتخبنا فى الكاميرون بعد أن لعب وقتا إضافيا وركلات ترجيح فى ثلاث مواجهات إقصائية أمام كوت ديفوار والمغرب والكاميرون ـ حامل اللقب بينما دخل السنغاليون المباراة وهم أقل إجهادا من لاعبينا.. من المؤسف أن كثيرين من المسئولين تنقصهم شجاعة الثبات على الوقوف إذا كانت لديهم القناعة التامة بأهمية استمرار المدير الفنى بعد أن يتم تعديل دوره بالتخطيط للكرة المصرية والخروج بها من العشوائية للمرة الأولى ـ تقريبا..

كان من الممكن أن يكلف بإعادة النظر إلى منتخبات الناشئين على أسس علمية وأن تفتح الأبواب المغلقة لاحتراف النابهين منهم بالتعاون مع الأندية ـ طبعا ـ وليس قصرا وإن كانت تجربة د.حسن مصطفى مع كرة القدم كان يمكن أن تكون طريقا للاعبى كرة القدم ـ وأعتقد أن بعض الأندية بينهم الأهلى بدأوا فكرة خروج بعض الناشئين لتعلم الكرة الحديثة والعودة بأفكار جديدة أو الاستمرار ليستفيد النادى من العائد المادى بجانب الفائدة الكبرى للمنتخب..

يجب ألا ينظر إلى مسألة المدرب من الناحية المادية فقط وإنما إلى المردود الفنى الذى يمكن أن يحققه مع المنتخب أولا ومع المنظومة الكروية من كافة جوانبها.

ولابد أن يقف الإعلام بحيادية وشفافية فى ظهر أى قرار صائب بعيدا عن الانتماءات وقد بدأ البعض يتحدث عن المدرب القادم خاصة إذا كان وطنيا..

ومن المؤسف أن الحديث كله يدور حول الأسماء التقليدية رغم ظهور وجوه جديدة واعدة يمكن أن تكون من أفضل بكثير!!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة