صورة موضوعية
صورة موضوعية


خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

محمد طاهر

الثلاثاء، 19 أبريل 2022 - 02:10 م

يكشف خبير الآثار د.منصور بريك رئيس الإدارة المركزية للقاهرة والجيزة الأسبق حكايته مع طريق الكباش ومقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك مؤكدا أن محافظة  الأقصر  بدأت فى عام  ٢٠٠٦ م فى عمل مشروع ضخم  لتطوير الساحة  الأمامية  لمعبد  الكرنك وإزالة جميع الإشغالات التى كانت تقع أمام معابد الكرنك من بازارات واستراحات واستاد كرة قدم ومنازل واستراحات المركز المصري الفرنسي. 

اقرأ أيضا : «⁦⁩كورال مصر» يخطف الأنظار في الحفل الختامي الذي نظمه معهد إعداد القادة بالأقصر

وكان لزاما علينا ان نقوم  بعمل حفائر  علمية  للتأكد  من عدم  وجود  اثار قبل تنفيذ  المشروع .وكنا نعمل فى  هذا المشروع  بالتوازي  مع العمل فى مشروع  طريق الكباش ولابد لى أن اشكر جميع الاثريين  الذين  كانوا يعملون  معى  فى هذا المشروع.. وكذلك مدير عام معابد الكرنك إبراهيم سليمان وكذلك مدير الكرنك أمين عمار وكبير المفتشين  المرحوم حمدي عبدالجليل وقد أسفرت أعمال التنقيب  أمام  معابد  الكرنك عن الكشف ولأول  مرة عن سد ضخم  شيده  المصريون القدماء بارتفاع  اكثر من ٦ أمتار وبكتل من الحجر الرملى النوبي وتوصلنا  لكشف أكثر  من 250 طول من هذا السد وفى جسم السد  شيد المصري القديم سلالم  عديدة  ليصل للنيل.

 

ويضيف منصور بريك لقد  كشفنا  عن موانى معبد  الكرنك  وفد غير هذا الكشف  نظرية  علماء  الآثار فى المنطقة الواقعة أمام  الكرنك والتى كان يعتقد أن بها بحيرة وقناة تربطه بنهر النيل اعتمادا على منظر فى مقبرة نفرحوتب بالبر الغربي. والى جانب السد كشفنا مع فريقي الاثري عن حمامات بطلمية  رائعة، واتضح أن هذا السد يمتد إلى الشمال أسفل  نجع الحساسنة وقمت بإحضار محافظ الأقصر الدكتور سمير فرج - والذي لاننكر جهوده ومساعدته لنا  فى أعمال الإزالات - وأخبرته بأننى أريد أن أكمل الكشف عن السد أسفل نجع الحساسنة وبالتالي أريد أن نزيل منازل هذا النجع مع تعويضهم وقال لى كلمته الشهيرة أنا أتحمل مسؤولية الإزالات وأنت تكتشف وتعلن.

 

وبعد فترة وإقناع  الأهالي تم تعويض السكان وانتهت إزالات البيوت فى أواخر ٢٠٠٩م وبقي  فى قلب الموقع مقام كبير مشيد بالطوب اللبن  فوق منطقة عالية كانت تتوسط نجع الحساسنة وهو ،،مقام  الشيخ بعيبش،،

ومقام هذا العارف بالله كان له مكانة خاصة لدي أهالى الأقصر حيث كانت الزيارات لا تنقطع لزيارته خاصه أن أي عروسهة فى ليلة  الحنة كانت تقوم بزيارة  المقام  للتبرك به. حتى إننى بعد أن قمنا بعمل سور لحماية الأرض التى  كانت عليها  منازل الحساسنة تم الضغط علينا لعمل باب فى السور لمقام الشيخ  بعيبش.. وذهبت  الى الدكتور سمير فرج  وطلبت  منه المساعدة فى نقل المقام من مكانه فى وسط المنطقة ليكون  بحوار السور وكان لابد من فتوي دينية تسمح لنا بذلك واتصلنا بديوان الشيخ الطيب وكانت الفتوي بأنه يجوز طالما للصالح العام.. ولكن كانت المشكلة فى القائمين على خدمة المقام والذين رفضوا رفضا باتا وبشكل غريب ولم يكن أمامنا إلا إصدار قرار  بإزالة  المقام من المحافظة ونقل الرفات إلى موقع قريب منه بجوار السور.. ولا أنسي  ليلة  الإزالة  إذ جائنى فى استراحتى  والتى تقع بجوار الكرنك شخص من الذين  يخدمون فى المقام  اسمه عزت وحذرنى  من هدم المقام وإننى أن نفذت الإزالة  ستصيبنى بالتأكيد مصيبة أنا فى غنى عنها سواء شلل أو كسر أو مرض، وحاولت أن أفهمه أننى سأشيد  مكان  آخر  له وسيتم نقل الرفات بكل احترام وتحت إشرافكم وفوجئت بأنه يقول إنه لن يشارك معنا فى هذه الجريمة وتوعدنى قائلا: "ابقي شوف الأهالى حيعملوا فيكم إيه" ولأول مرة حقيقة أخاف ليس من الإزالة ولكن من لعنة الشيخ بعيبش!! 

 

وقال لى المدعو عزت أن المقام  موجود به أكثر من شيخ  فقلت له مين قال،،، الشيخ بعيببش والشيخ حفني والشيخ محمد والشيخة وردة والشيخة ساكته.. واتذكر اننى  فى تلك الليله لم أنم وكان معى الطباخ المرحوم  رجب مساعد والذي كان يهدأ من روعى. وفى الصباح كانت حملة الازالة  تتكون من ضابط  من شركة الأقصر ومندوب من النيابة  والطب الوقائي، وتجمع الأهالي فوق الأسوار  ليشاهدوا  الشيخ بعيبش وأولياء الله المدفونين بجواره. وطلبنا مسؤول جبانة الكرنك أو التربي وكان رجل من الرجال "الصعايده الجدعان" فعلا  حيث انه طويل القامه وله شنب كثيف وعمته البيضاء واتذكر اسمه حتى الآن عبدالحق أبوالعادلى ودايما  عندما احاضر عن اعمال التنقيب  أمام الكرنك  اضع بعض الصور له،، وطلب عبدالحق أن نشتري كفن  ليجمع فيه العظام  واعطاه  أمين  المال اللازم لذلك  وركب عبدالحق سيارة  الكرنك  الحمراء  لإحضار الكفن ولوازم  الدفن وأنا جالس فى مكتب أمين  عمار أفكر مع نفسي وأتمني ألا يحضر عبدالحق.. وطلبت سائق  اللودر  الذي سينفذ  الإزالة  للمكتب وأكدت عليه قبل أن يحضر اللودر  لابد أن يراجع حالته وكذلك العجل  والزيت وخلافه مؤكدا عليه أن لو اللودر وقف أو تعطل أثناء الإزالة ستكون كارثة  لأننا لن نتحكم  فى أعداد  الأهالى والذين بالتأكيد سيقولون  أن الشيخ بعيبش  عطل اللودر  وستكون هذه من كرماته..  وبعد نصف ساعه جاء عبدالحق ومعه قماش الأكفان وكان لابد من اختيار  مفتش آثار ليكون بجوار سائق  اللودر عند تنفيذ الإزالة وهنا أذكر  مفتش الاثار الطيب غريب  والذي تطوع بكل شجاعة وقال لى أنا من سينفذ  الإزالة.. وانطلق اللودر إلى المقام فى انتظار عبدالحق العادلى  وطبيب  الطب الوقائى لفتح أول مدفن.

 

 وكانت المفاجأة  الكبري أنهم لم يجدوا أية عظام فيه  وتوالى فتح  المدافن واحد تلو الآخر  وسط ترقب  ظهور أى شيء حتى جاء الدور  على مدفن الشيخ بعيبش وبعد فتحه صرخ عبدالحق مناديا يا دكتور يا دكتور وجدت فى المقام  فخار أثرية ولا يوجد عظام  فجرينا جميعنا  وتمت تنفيذ الإزالة وصممت أن أصور  عبدالحق بالأمفورة الرومانية التى عثر عليها فى مقام  بعيبش.

 

 وجاء العسلاوي ضاحكا وكان حارس آثار متعاقد  وحمل فخارتين أيضا  من الأوانى الفخارية  التى عثرنا عليها  فى المقام فصورته وبعد ذلك عنفته  لانه لايجوز  أن يحمل الفخار بتلك  الطريقة.. ولكن كانت فرحة كبيرة أن تخلصنا من هذا المقام والذين اتضح بأنه كان مقام رؤيا ولا يوجد أحد مدفون داخله.. وبدأنا الحفر لنتكتشف أن مقام  الشيخ بعيبش كان جاثما فوق أكبر حمام رومانى يتم الكشف عنه فى صعيد مصر ويعتبر الثانى فى الحجم بعد حمام كوم الدكة بالإسكندرية واكتشفنا  فيه كميات كبيرة من الأوانى الفخارية وعملات مختلفة ومسارج وتماثيل تراكوتا كثيرة واتضح أن الحمام  به أقسام  كثيرة للاستحمام  بالماء البارد وأخري بالماء الساخن  وثالثة للسونا..

 

 وللحمام نظام صرف مصمم بطريقة هندسية رائعة  كما اكتشفنا ساقية كانت تمد الحمام بالمياه وتم ندب أحد العلماء الفرنسيين  المتخصص  فى الحمامات وقام برسم شكل ثلاثى  الأبعاد  للحمام  قديما بل والمهم اننا اكتشفنا  باب وهمى كامل مشكل من حجر الجرانيت لأوسر آمون وزير حتشبسوت الشهير وعم الوزير رخميرع وله مقبرتان فى البر الغربي  وربنا من شيد الحمام  الرومانى قام بفكه  من مقبرة وأعاد  استخدامه  فى تشييد الحمام.

ويعتبر الكشف عن الحمام  الرومانى  من أهم الإاكتشافات الأثرية أمام  معابد  الكرنك.

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

خبير آثار يروى حكايته مع مقام الشيخ بعيبش ومعبد الكرنك وطريق الكباش

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة