أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

للأقصى رب يحميه

أسامة عجاج

الثلاثاء، 19 أبريل 2022 - 06:17 م

لن أتوقف عند التفاصيل اليومية للصمود العظيم من المقدسيين، أمام هجمات المستوطنين اليهود والجيش الإسرائيلي، والتى يشهدها المسجد الأقصى منذ بداية الشهر الكريم، ولكن همى الاول هنا، هو التحذير من انشغال العالم بأزمة أوكرانيا، واستثمار تل أبيب للظرف الاقليمي، لتمرير حلمها القديم، وتنفيذ مخطط التقسيم الزمنى والمكانى للمسجد الاقصي، والتى تتم عبر مراحل محددة بدأت منذ الخامس من يونيو١٩٦٧، عندما تم اقتحام جنود الجنرال المسجد، ورفع العلم الإسرائيلى على قبة الصخرة، وإغلاقه أسبوعا كاملا، وبعدها تم إقرار برنامج إسرائيلى للزيارة، حيث تم تخصيص وقت للزيارة للمسلمين وآخر للسياح، حيث اندس بينهم المتطرفون اليهود لإقامة شعائرهم، وفى عام ١٩٨٦ اتخذ الحاخامات قراراً بأداء الطقوس داخل المسجد الأقصى، مرورا باقتحام شارون للمسجد فى ٢٠٠٠، والتى كانت سبباً فى انتفاضة الأقصى، وفى ٢٠١٤ قدم نواب متطرفون للكنسيت مشروع قانون بإقرار التقسيم الزمانى والمكاني، وسار رئيس الوزراء الإسرائيلى بينيت على نفس الطريق.


اسرائيل تحاول استنساخ تجربتها فى التقسيم المكانى والزمانى للمسجد الإبراهيمي، فى مدينة الخليل القديمة، بعد المذبحة التى قام بها الإرهابى اليهودى جولد شتياين فى فبراير١٩٩٤، والذى اطلق النار على المصلين فى صلاة فجر جمعة فى رمضان، حيث استشهد وجرح العشرات، والإرهابى من اتباع منظمة كاخ الإرهابية، وزعيمها الروحى مائير كاهانا، صاحب المقولة الشهيرة بأن (خطأ إسرائيل الأكبر عدم هدم المسجد الأقصى عام ٦٧، وها نحن نقوم بتصحيح الخطأ)، استثمرت تل أبيب المجزرة لفرض مخطط التقسيم المكانى والزمانى على المسجد، حيث استولت إسرائيل على اكثر من ثلثى المساحة، وأقامت كنيس يهودي، وتم حرمان أهل الخليل من الصلاة فى الأعياد اليهودية.


ونعود إلى المشروع الخاص بالمسجد الاقصى، فهو معلن بالمساحات والأزمنة، ويعنى تحديد أوقات معينة لدخول المسلمين واليهود، مع اقتسام ساعات اليوم والأسبوع والسنة بين الجانبين، وتخصيص المسجد خلال أيام الاعياد اليهودية للمستوطنين بإجمالى ١٥٠ يوما فى السنة، ويتضمن التقسيم المكانى ضم كل ساحات المسجد، مع بناء كنيس وكذلك الهيكل المزعوم، وقصر وجود المقدسيين فى مصلى قبة الصخرة والمصلى المرواني. 


أتمنى ألا نتعامل مع القضية، كما حدث مع عبدالمطلب وأبرهة، الذى حاول هدم الكعبة فطالب الأول بالإبل الخاصة به، وقال مقولته الشهيرة (للبيت رب يحميه)..
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة