فاجنر
فاجنر


جنود وبنادق المرتزقة لمن يدفع أكثر

جــيـوش الظـلام تغـزو العـالـم.. تفاصيل

آخر ساعة

الأحد، 24 أبريل 2022 - 01:12 م

كتب: خالد حمزة

اقترح إريك برنس مؤسس شركة بلاك ووتر في عام 2018 على الإدارة الأمريكية، أن تقوم بخصخصة الحرب فى أفغانستان، بتحويل القوات المُقاتلة لقوات المتعاقدين الأمنيين المقاتلين، وأكد أن دافع الضرائب الأمريكى لن يتحمل أى تكلفة إضافية فى الحرب، لأن بلاك ووتر ستقوم باستغلال المناجم والثروات المعدنية الأفغانية، وبهذا سيحقق المتعاقدون للولايات المتحدة، ما لم تحققه قوات الناتو خلال احتلالها أفغانستان، وبالفعل توسعت إدارتا بوش الابن وأوباما، فى الاستعانة بالمُتعاقدين فى أفغانستان والعراق، وكانت الحرب نقطة تحول فى عودة المرتزقة للعلن، بعد عقود من العمل فى الظلام.

 

ومع ازدياد الطلب على خدمات المرتزقة تحولوا من مجرد بنادق للإيجار إلى شركات عملاقة خاضعة للعرض والطلب حول العالم، ولأن زمن الحربين قد طال واستغرق الخروج من العراق 8 سنوات، ومن أفغانستان نحو العقدين، كان أمام الإدارة الأمريكية، إما التوسع فى التجنيد أو الانسحاب أو الاستعانة على نطاق واسع بالشركات الأمنية الخاصة، ومع الوقت زادت خطورة انتشار المرتزقة إلى حد أنهم أصبحوا جزءًا من الصراعات داخل الدول وعبر الحدود، بل إنهم اعتقدوا أن يؤدى الانسحاب الأمريكى إلى تزايد الطلب على خدماتهم، وعلى الأرض كان المرتزقة يقومون بالجزء الأكبر من العمليات المتعلقة بالاستخبارات والرقابة والاستطلاع، ومع تقدم طالبان لم يكن أمامهم إلا الانسحاب، وقامت شركاتهم بإعادة توزيعهم فى مناطق أخرى بالعالم، ورغم فشل التجربة فى أفغانستان، إلا أنها أكدت أن هذه الشركات، أصبحت جزءًا رئيسيًا من الحرب الحديثة فلم يعد تجنيد المرتزقة مقصورًا على الدول وجيوشها الوطنية فقط، بل إن الطلب الأكبر عليهم جاء من كبرى جيوش العالم، والأخطر أن الاعتماد عليها قد ظهر على العلن وللمرة الأولى.

 

وبرزت على السطح عدة شركات دولية وعابرة للقارات مُختصة فى الأمن والعمل لمن يدفع أكثر، وأبرزها بلاك ووتر التى تأسست 1997 وفق القوانين الأمريكية التى تسمح بإنشاء مصانع وشركات عسكرية خاصة على الضابط السابق فى القوات البحرية الأمريكية المارينز إريك برنس، وغيرت اسمها أكثر من مرة، ولها مواقع للتدريب والرماية فى أمريكا بولاية كارولينا الشمالية، وتضم جنودًا سابقين بالجيش وعددا من الأفراد، وفق عقود طويلة الأجل وقصيرة، ولهم عدة مهام  فى أكثر من 40 دولة وبعقود مع الحكومة الأمريكية نفسها.

 

وهناك جى فور إس، وتعمل فى عدة دول وتأسست فى لندن 2004، وهى أكبر جيش خاص حول العالم، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى 125 دولة، وتتولى الأمن فى المطارات والشرطة والسجون، وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، شاركت فى تأمين أولمبياد لندن 2012، واداينكوربب حسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التى تتعاون مع الحكومة الأمريكية، وتتعامل مع المتقاعدين والمرتزقة من الدول النامية وفى تدريب الجيش العراقى، وجيوش دول بالشرق الأوسط، واكونترول رسيكب، ومقرها فى لندن، لها عشرات المكاتب بالعالم، وتتولى حماية حقول النفط العراقية حسب صحيفة الجارديان، واكيلوج براون رووتب فى مدينة هيوستن بأمريكا، وتأسست 1998، وتتواجد فى كوبا وأفغانستان وكوسوفو والعراق، وتتعاون مع الحكومة الأمريكية، وتنتشر فى قارات أمريكا وأفريقيا وأستراليا والشرق الأوسط.

 

وذاعـــت شـــهـرة العسكـريين الكولـومـبيين السابقين، وانتشرت أخبارهم فى أسواق المرتزقة حول العالم، وذلك لقدرتهم على توظيف خبرتهم، التى اكتسبوها على مدى عقود، من القتال ضد مهربى المخدرات والمتمردين، لخوض معارك فى أفريقيا وأفغانستان، ومراقبة خطوط أنابيب النفط الشرق الأوسط، وتعد كولومبيا، البلد الذى يقع فى قارة أمريكا الجنوبية، والبالغ عدد سكانه 50 مليون نسمة، الذى شهد نزاعا مسلحا داخليا استمر عقودا، منجما لا ينضب من الجنود المرتزقة، جميعهم مقاتلون شرسون معتادون على التحرك فى ظل الظروف الصعبة سواء لمكافحة عصابات تهريب المخدرات أو عناصر القوات المسلحة الثورية افاركب أو مقاتلى جيش التحرير الوطنى آخر مجموعة مسلحة لا تزال تنشط فى البلاد.

 

وعلى الصعيد الأفريقى، هناك تاريخ من التعامل بين الشركات العسكرية الخاصة، والعديد من الدول الأفريقية، وتقوم الشركات العسكرية وشركات الأمن الخاصة، بتقديم الخدمات العسكرية المُتخصِّصة، بما يشمل التخطـــــيط الاســـتراتيجـــى والاستخــباراتـــى والتحقيقات وعمليات الاستطلاع البرى أو البحرى أو الجوى، وعمليات الطيران والمراقبة بالأقمار الصناعية، ونقل المعلومات وتقديم الدعم المادى والتقنى للقوات العسكرية، كما تختص شــركات الأمــن، بتقــديم الخــدمات الأمنية من حيث حــراسة أو حمــاية الرؤساء والمســئولين والأشـخاص، والمبــانى والمنشـــآت الأمنية والحساسة والممتلكات والرقابة، وتلجأ الدول الأفريقية للشركات الأمنية الخاصة لتراجع مستوى الأمن فى معظمها، وانتشار الجمــاعات الإرهـــابيـة، وبخـاصــــة تنظـــــيما القاعدة وداعش فى دول جنوب الصحراء، وفى شرق وغرب القارة السوداء والتوترات العرقية والحروب الأهلية التى لا تنتهى.

 

لهذه الأسباب، توجهت روسيا باهتمامها إلى القارة الأفريقية منذ وقت مبكر جدًا، ودعمت ذلك من خلال نشر أذرعها العسكرية، وعلى رأسها شركة فاجنر، لمالكها ايفيجينى بريجوزين، الذى سُجن فى نهاية العهد السوفيتى سنوات عدة بتهمة الاحتيال، وتحول بعد مغادرته السجن 1990، من بائع معجنات لرجل أعمال واسع النفوذ يمتلك مطاعم فاخرة فى سان بطرسبورج.

 

كما أسس أيضًا وكالة أبحاث الإنترنت الروسية ترول فارم، وتضم مجموعة من عناصر القوات الخاصة المتقاعدين، ومُقاتلين من جنسيات مُختلفة، ولها أنشطة فى قارة أفريقيا، كما شاركت لأول مرة فى 2014 أثناء القتال فى شرق أوكرانيا بين القوات الروسية والأوكرانية، وذاع صيتها مع مشاركة عناصرها فى أعمال القتال والتدريب والحراسة فى عدة دول مثل سوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى والسودان وكينيا وتشاد.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة