عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغداً

حفظنا الله من إخوان يهوذا!

عصام السباعي

الإثنين، 25 أبريل 2022 - 01:04 م

رغم الظروف الصعبة التي منعتني من الكتابة في الفترة الماضية، طاوعتني أصابعي في الضغط على مفاتيح الكمبيوتر، وحقيقة فقد أصابني الذهول من تلك الشائعة التي انتشرت قبل أيام بأن مصر في طريقها للإفلاس، طبعاً من أطلق تلك الكذبة ليس المجنون لأنه يعي تماماً أنه كذاب حقير، لكن المجنون هو من يصدق ذلك الكلام، وتكون لديه بعض المعرفة بمبادئ الاقتصاد ويفتح أذنيه لذلك الهراء، نعم مصر تأثرت بقوة بتداعيات وباء كورونا مثل أي دولة، وبشهادة كل العالم وبالأرقام حققنا «معجزة» تناقلتها المؤسسات المالية، لكن أحشاء النظام الاقتصادي العالمي كانت تعاني من اضطراب في سلاسل التوريد والإمداد وارتفاع شديد لمعدلات التضخم العالمي، وأصابنا ما أصاب كل العالم، وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتشعل أسعار السلع الأساسية خاصة القمح والبترول والغاز وكذلك السلع غير الأساسية، ورغم كل تلك الضغوط التي أنهكت الاقتصادات الكبرى، كان الاقتصاد المصري متماسكا ويحظى بإشادة المؤسسات العالمية، بل واهتمامهم بدراسة العوامل التي جعلته نقطة نور في نظام اقتصادي مضطرب ومنكمش!

لن أطيل عليكم واسمحوا لى فى تلك اللحظة أن أتقدم بالتهانى لشركاء الوطن وأهلى الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد، وأن أستحضر من سياقها نموذج يهوذا الإسخربوطي، ذلك التلميذ الذى خان السيد المسيح وسلمه للصلب مقابل ثلاثين قطعة فضة ليصبح النموذج العالمى فى الخيانة، وهو يعلم تماماً أن المسيح بريء من اتهامات اليهود وأكاذيبهم، وبكل أسف قام بعض الخونة من «جماعة إخوان يهوذا»، واخترعوا كذبة اقتراب مصر من إعلان إفلاسها، وصدقها بعض البلهاء، الذين لم يفكروا للحظة كيف يمكن أن يحدث ذلك، ولم تظهر أبداً أى إشارة اقتصادية معتبرة لها، ومنها عدم قدرة الدولة على سداد أقساط الدين والفوائد المستحقة، أو إعلان الحكومة عجزها عن توفير موارد النقد الأجنبى لتغطية فواتير الاستيراد، وعلى العكس تماما كانت كافة الاحتياجات من السلع الأساسية مؤمنة بمخزون استراتيجى يتجاوز الستة أشهر فى بعض السلع!

لا يوجد عمل بلا أخطاء والكمال لله وحده، وربما تكون قد وقعت بعض الأخطاء، لكن لا يمكن أن نصفها بأنها كبرى، ومهما تحدث أحد عن الديون الأجنبية، فلا تصدقوا أنها وصلت لمرحلة الخطر، وعندما يحدثك أى يهوذا بذلك اسأله: كيف نصل لمرحلة الخطر، والبلد قادر بأريحية على سداد أقساطه وفوائدها فى المواعيد، كيف تكون خطيرة ونسبتها لإجمالى الناتج المحلى لا تزيد على 34.7%، وكيف تكون عشوائية وبدون دراسات ومعظمها قروض ميسرة طويلة الأجل وبفائدة منخفضة لا ترهق الأجيال المستقبلية أو تخنق الاقتصاد، نعم حجم الديون قد ارتفع، لكن السؤال المهم: وهل تم إنفاقها فى أشياء غير ضرورية ملحة أو فى أمور استهلاكية، أو نشاطات لا تضخ عملات أجنبية، وهل توجد دولة كبرى فى العالم لا تستدين!؟
دعونا ننتبه إلى كل يهوذا.. دعونا نفكر قبل أن نصدق.. دعونا نتنافس فيما هو مهم وهو كيف نواجه تلك الرياح العالمية العاتية.. ما دور كل واحد منا فى كل مجال.. ما الدروس المستفادة من أخطائنا وأخطاء الآخرين.. كيف نعمق التصنيع ونستفيد من قدراتنا.. كيف نضبط السوق ونحكمه وغير ذلك من الأسئلة المهمة.
ويارب احفظ مصر والمصريين من كل يهوذا وكل إبليس لعين!

بوكس

أكبر صفعة لكل يهوذا هو تثبيت مؤسسة «فيتش» العالمية، تصنيفها للاقتصاد المصرى عند «+B» مع نظرة مستقبلية مستقرة.. التوقيت والمضمون، بمثابة حكم القضاء كاشف للحقيقة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة