خاطر عبادة
خاطر عبادة


صباح العيد

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 29 أبريل 2022 - 02:26 م

بعد الحصول على جرعة مكثفة من الصيام والعبادة.. نكون على موعد مع يوم الجائزة.. وأحلى فرحة.. أعاده الله على أمتنا بالخير واليمن والبركات.

أجمل فرحة للعيد فى الصلاة والتكبير .. كبروا ليبلغ تكبيركم عنان السماء كبروا فإن ربكم عظيم يستحق الثناء.. 
يوم توزيع الجوائز، يستقبل العالم صباحه فى سعادة ويغمر الشوارع طوفان من الفرحة والحب فتنعكس على وجوه الناس لتزداد نورا وسماحة وتتزين بهم الساحات كورد يتفتح فى الجناين.. والبعض لا ينام من الفرحة ليشارك تلك اللحظة مع الأحباب وتكتمل البهجة مع الأهل والأصحاب.. الفرحة تملأ القلوب و تتلألأ الوجوه فتزداد نضرة وجمالا وبياضا استبشارا بالعفو والغفران  

الله أكبر كبيرا.. مع أول خيوط صباح العيد تستقبله تكبيرات المسلمين في نفس واحد وصوت يشبه أمواج وهدير البحر وهو يسبح.. الله أكبر كبيرا.. الفرحة التي تسع الأرض وتعلو في السماء.. وترتفع بأصوات التكبير 

 معنى العيد دائما يرتبط بكل ما هو جديد وسعيد؛ فتبدو الوجوه سمحة جميلة فى صباح العيد الباكر لأداة الصلاة فى جماعات؛ وينطلق الأطفال فى زى جديد.. ليكون أعظم احتفال فى أيام الدنيا.. الكون كله فى حلة جديدة كأنه يكتسى بالفرحة و يشرق من جديد وتعلو أصوات التكبير.. الله أكبر كبيرا.. فتكون صلاة الناس فى الساحات المفتوحة وهم يستقبلون أول شعاع لنور الشروق و نسائم الفرحة بمثابة تناغم جميل مع الكون وتشاركهم السماء الفرحة.. وإظهار الفرحة بالعيد بأداء الصلاة، وتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب.. ومن أحيا ليلة العيد بالطاعة أحيا الله قلبه

أعظم احتفال.. وتنبع عظمته كذلك فى أنه يجيء بعد صوم شهر رمضان المبارك الذى أنزل فيه القرآن فى ليلة ذات قدر عظيم.. كما يأتى الحج بعد أعظم فريضة وهى الحج فى أعظم أيام الله.

يوم الرحمة وصلة الأرحام وحب البراءة وهي متجسدة في عيون الأطفال وانطلاقهم بمظهر جديد.. يوم فرح الناس بطاعة ربهم وسعادتهم فى التقرب إلى الله.. كما أن الله تعالى يفرح بعودة العباد.. وهذا هو الوجه الجمالى للعيد.. وجه النقاء والطهر والغفران.

إنما فرضت الشرائع لإسعاد الناس.. فكانت دائما فرحة العيد فى الصلاة.. وتكتمل مع الأقارب والناس وصلة الأرحام.. ومن سننها التطهر ولبس أحسن الثياب والمجاهرة برفع الأصوات بالتكبير بمجرد الخروج من المنزل للتوجه لصلاة العيد  ويستحب فيها الصلاة فى الساحات المفتوحة وتغيير طريق الذهاب والعودة لتبادل التهنئة مع أكبر عدد من الناس

وصلاة العيد لها ضوابط وأمور تنظيمية بالنسبة لخروج النساء للصلاة فى الساحات حتى لا تخرج الصلاة عن معناها الحقيقى المألوف فينظر إليها الناس كما لو كانت كرنفال أو احتفال شعبى فينفروا عن الصلاة فى الساحات فى حالة حدوث اختلاط  ما فى صفوف الصلاة بين الرجال والنساء أو تلجأ أخريات للمبالغة فى الزينة والفتنة وهن ذاهبات للصلاة وكأنها نزهة، هنا ينبغى وضع نقطة نظام حتى لا نفسد معنى الصلاة.. فينفر الناس بعدها من الصلاة فى الساحات العامة، ولا مبالغة فى ذلك.

كما أن العيد الحقيقى ليس لمن لبس الجديد وإنما تكون الفرحة مضاعفة للصائم و للنفوس المخلصة التى استوعبت العبرة من الصيام وأخلصت فى الدعاء والتوجه لربها فتطمع فى الغفران مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه).

تدفعنا مواسم الطاعات إلى الرحمة والتراحم والترابط والتآخي.. تدفعنا للوحدة والعمل الجماعي نصلى ونصوم ونفرح.. ونحج إلى بيوت الله.. في جماعة.. هى أيام الله تعاد وتتجدّد، لتتجدد معها روح المحبة وفرحة الناس؛ لها خصوصية جميلة توحد قلوب العباد على حب بارئهم؛ أصل كل جمال ورحمة فى الكون، وما تحمله من نفحات الخير وفرص للعودة والتغيير والانطلاقة من جديد.

نحتاج دائما إلى تلك اللحظات لنفرح وتجديد أواصر المحبة وتناسى الخلافات.. والحب يرتبط ارتباطا وثيقا بالدين، وإذا كان الإيمان بدون وعى و معرفة يؤدى إلى جهل وتعصب، فإن الإيمان بلا حب ورحمة.. لا يكون إيمانا لأنه يفرغ الدين من معناه الحقيقى و يسلب طاقة الحياة وتسود القسوة والكراهية بين الناس وتلغى الأخوة الدينية والإنسانية بين الناس.. أما شرائع الدين فكلها تدعو للمحبة والتقارب والصلح بين الناس.. عيد سعيد على الأمة الإسلامية ومصرنا الجميلة دائما فى ازدهار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة