الصيام المتقطع
الصيام المتقطع


نصيحة طبية| «الصيام المتقطع» صحة وعافية لهذه الأسباب

إيمان طعيمه

الثلاثاء، 03 مايو 2022 - 10:18 ص

انتهى شهر الصيام، لكن الصيام لم ينته بعد.. فلا يزال هناك الصيام المتقطع وهو فرصة عظيمة لمواصلة تحسين الصحة، لما للصوم من فوائد كثيرة، وفى هذا الصدد، التقت آخرساعة عدداً من الأطباء والمختصين ليجيبوا عن سؤال كيف يمنحنا الصيام الصحة؟..

 

تقول الدكتورة يسر كاظم، أستاذ التغذية الطبية بالمركز القومى للبحوث، إنه خلال الحقبة الزمنية الماضية حدثت تغيرات كثيرة فى نمط التغذية على مستوى العالم، وأصبح هناك انسياق واضح مع النمط الغربى العالى فى استهلاك الطعام غير الصحي، وأصبح الإسراف فى الطعام وتقديم كميات كبيرة منه من علامات الرقى والثراء، ونتيجة لذلك انتشر وباء السمنة العالمى الذى صاحبه زيادة فى معدلات مرض السكرى والضغط والاكتئاب والأمراض المناعية والألزهايمر وأمراض الجهاز الهضمى والأورام.

 

ولذلك بدأ سيل من الأبحاث الجديدة التى تبحث عن حل لهذه المشاكل الصحية والتى وجد أن كثيرا منها يمكن تجنبه أو منعه عن طريق تعديل النمط الغذائى من حيث الكم والنوع والمواعيد، ومن هنا تم اكتشاف أهمية الصيام فى تحسين الصحة العامة للجسم وظهر مفهوم الصيام المتقطع والذى له نماذج متعددة أكثرها فائدة على الصحة هو ما يسمى صيام 8 -16 ساعة حيث يسمح بتناول الطعام لمدة 8 ساعات فقط ويتم الصيام 16 ساعة يوميا وهو مطابق تماما لصيام شهر رمضان حيث الانقطاع عن الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب والسماح به فقط من المغرب إلى الفجر وهو يماثل عدد ساعات الصيام المتقطع الذى يعد الأكثر انتشارا وفائدة. 

 

ولكن لكى تتحقق فوائد الصيام للجسم بالوجه الأمثل يجب أن ندرك ببساطة أن المفهوم العلمى للصيام وسبب الفوائد الصحية العديدة منه يكمن فى التحول اليومى من فترة امتناع عن الطعام إلى فترة إتاحة الطعام والتى ينتج عنها تنشيط وتعزيز صيانة الخلايا المختلفة، ولكى يتحقق هذا يجب الحفاظ على تناول الطعام الصحى المفيد فقط وبدون مبالغة فى الكميات، لأنه إذا تم الصيام أثناء النهار ثم تم الإسراف فى تناول الطعام بعد المغرب لن يجنى الجسم أى فائدة صحية مما سيتم ذكرها والتى نستعرضها فى السطور التالية:-

تأثيره سحري

أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الصيام يسهم فى تحسين الذاكرة والتركيز وكذلك الحالة المزاجية، والتفسير العلمى لحدوث ذلك للمخ أثناء الصوم هو أن عملية الصيام تزيد من تكون مادة بروتينية تسمى (BDNF)، وهى تحفز نمو الخلايا العصبية وتزيد من بلاستيكية المخ من خلال بناء شبكات ووصلات عصبية جديدة مما ينتج عنه تحسن ملحوظ  فى كل وظائف المخ لدرجة أن هناك أبحاثا تم إجراؤها على فئران التجارب تشير إلى أن الانتظام على الصيام يقلل من احتمالات الإصابة بمرض الألزهايمر فى الكبر، وفى بحث آخر وجد أن الصيام يساهم فى تحسن نوعية المستعمرات الجرثومية الموجودة بالجهاز الهضمى وكذلك تزيد من تنوعها مما يسهم بطرق متعددة فى تنشيط عملية تجديد خلايا المخ وتعزيز ميلاد خلايا عصبية جديدة.

 

أضافت أنه من ضمن التأثيرات الإيجابية للصيام هو تعزيز وتحسين التمثيل الغذائى مما يساعد على وصول الجسم إلى الوزن الأنسب والتقليل من نسبة تخزين الدهون فى الجسم التى تتسبب فى الإصابة بكثير من أمراض العصر، وبالتالى ينتج عنه فقدان الوزن الزائد بصورة صحية وبسيطة، ويتحقق ذلك كلما تم اتباع قاعدة عدم الإسراف فى تناول الطعام عند الإفطار، مع الحفاظ على تناول طعام صحى عالى المحتوى من الخضراوات والفاكهة الطازجة وكذلك الألياف والبقوليات وقليل من الدهون والسكريات والحلويات بمختلف أنواعها.

 

يحارب السكرى

وفى كثير من الدراسات العلمية وجد أن فى فترة الصيام ونتيجة انخفاض السكر بالدم يتم تقليل نسبة إفراز الأنسولين مما يتيح فرصة للبنكرياس وللخلايا المنتجة للأنسولين أن ترتاح وتستعيد نشاطها وكذلك يزيد من حساسية الأنسولين ويرفع من كفاءة المستقبلات الخاصة به، مما يساهم فى تقليل احتمالات الإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى عند الكبر ويعطى فرصة أفضل للتعافى وتقليل جرعات الدواء للمرضى الفعليين.

 

وليس ذلك فحسب، فقد ذكرت كثير من الأبحاث العلمية الحديثة دور الصيام فى تقليل احتمالات الإصابة بالأورام وذلك من خلال القضاء المبكر على أى تحورات غير طبيعية فى الخلايا وتحويلها من خلايا طبيعية إلى خلايا سرطانية، وكذلك من خلال تقليل حالة الالتهاب العامة فى الجسم والتى تزيد من معدلات الانقسامات غير الطبيعية فى الحامض النووى بالخلايا مما ينتج عنها بدايات الأورام. فخلال ساعات الصيام يتعرض الجسم لنوع من أنواع التحفيز أو الانتباه بسبب قلة السكر مما يتيح للجسم القيام بنوع من أنواع الصيانة وإزالة كل الخلايا غير المرغوب فيها ووضعه فى أهبة الاستعداد لحماية الجسم وتعقيمه من أى نموات سرطانية فى بدايتها.

 

يعزز  المناعة

ويعزز الصيام ويساعد على تنوع البكتيريا المفيدة والمستعمرات الجرثومية المفيدة الموجودة بالجهاز الهضمى وخاصة القولون، والتى لها تأثيرات مهمة جدا فى رفع مناعة الجسم وتحسين كل وظائف الجسم ومنع كثير من الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط.

 

وفى أحد الأبحاث المبهرة ذكر أن الصيام المتقطع اليومى ينشط جينا معينا فى الخلايا يقوى جدران الجهاز الهضمى مما يمنع عبور الملوثات والسموم من داخل الأمعاء إلى مجرى الدم فيتم التخلص منها ومنعها من الوصول إلى خلايا الجسم فيتم حماية كل وظائف الجسم من التأثيرات الضارة لهذه الملوثات وبالتالى يؤثر ذلك بالنفع فى مناعة الجسم ويمنحها القوة لمقاومة مختلف الأمراض.

 

ومن جانبه يرى الدكتور حسن حسونة، أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، أن الصيام يعد فرصة جيدة للجسم للتخلص من الدهون المترسبة فى الدم وإنقاص الوزن والوقاية من الإصابة من أمراض القلب والأوعية الدموية، الأمر الذى يساعد الجسم على تعزيز المناعة كما ذكر من قبل، حيث أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة وثيقة بين الصوم وتقوية جهاز المناعة عن طريق خلق بروتينات وخلايا مناعية جديدة فى الدم تساعد على تعزيز وظائف جهاز المناعة والتى لها دور قوى فى محاربة فيروس كورونا المستجد والتخفيف من أعراض الإصابة به، وقد أشارت أيضا منظمة الصحة العالمية إلى أنه لا يوجد حتى الآن أى دليل يشير إلى أن الصيام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض كوفيد 19 وإنما العكس صحيح.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة