إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة: صلاة العيد والحوار البائس

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 05 مايو 2022 - 06:44 م

يتصور البعض أن الاحتشاد الذى ملأ الشوارع أمام وحول المساجد فى هذا العيد، كان ردا على تصريحات وزير الأوقاف من تحديد ضوابط لصلاة العيد، وهى أن تفتح المساجد قبلها بعشر دقائق وتغلق بعدها بعشر دقائق وأن تكون مدة التكبير سبع دقائق.

كما يتصورون أنه رد على منعه للاعتكاف فى العشر الأواخر من شهر رمضان ومنع التهجد ثم السماح به فى الأيام الثلاثة الأخيرة.

بلا شك أغضبت تصريحات وزير الأوقاف الكثيرين .

لكن هل لذلك حقا علاقة بهذا الاحتشاد العظيم لصلاة العيد؟

أولا، وليس هذا رأيا، بل حقيقة، هذا الاحتشاد ليس جديدا.

الجديد هو أنه حدث بعد أكثر من عامين من عدم الاحتشاد بسبب الكورونا اللعينة.

وجدها الناس فرصة مع تراجع الإصابات بالكورونا ليقوموا بما يحبونه وينتظرونه عبر التاريخ. ثانيا وليس رأيا أيضا لكنه حقيقة، فكل منا رأى هذا الاحتشاد فى الشوارع دائما منذ عشرات السنين، والسبب بسيط جدا هو أن المساجد على كثرتها لا تكفى أعداد المصلين.

فى شبابى بالإسكندرية كنت أصلى العيد مع أصحابى فى أواخر الستينات وأوائل السبعينات فى مسجد المرسى أبو العباس، ودائما كنا لانجد مكانا داخل المسجد من الزحام ونصلى فى الخارج. الأمر نفسه حدث فى القاهرة فى كل الأعياد فلم ألحق مكانا فى مساجد الحى بإمبابة وكنا نصلى أمام الجامع.

أصدقاء كثيرون لى حدث معهم ذلك فى مساجد شهيرة مثل مسجد مصطفى محمود وغيره.

كان يمكن أن يمر الأمر عاديا بلا نقاش، لكن فجأة، ولا أدرى معنى ذلك، انفجرت الميديا بمن يقول أن المصريين يعلنون أن كل محاولات ابعادهم عن الإسلام فاشلة.

أنظر حولى هل هناك حقا من يحاول إبعاد المصريين عن الإسلام وأضحك.

الأزهر مثلا لا يتوقف عن العمل، ودار الإفتاء لا تتوقف عن الفتيا، وإذاعة القرآن الكريم والبرامج الدينية، بل اتسعت مساحة نشاطهم أكثر من أى عصر.

مؤكد كانت هناك دعوات من بعض الإخوان المسلمين بأن يستغل الناس الاحتشاد للصلاة ويعلنوا معارضتهم للنظام. اتسعت مساحة هذا الكلام حتى بدا أن يوم العيد سيشهد خروجا ومظاهرات فى الشوارع، لكن الذى حدث أن الناس أقامت شعيرتها وعادت إلى بيوتها، مما أغضب أصحاب هذه الدعوات للتظاهر فشتموا الناس أيضا.

باختصار تحولت صلاة العيد إلى مجال للسياسة، ولم يدرك أحد أن الناس قرفت من السياسة أصلا وتريد أن تعيش فى سلام.

حتى مشاهد المسلمين فى دول خارج مصر مثل السعودية وأوربا وأمريكا، أصبحت دليلا على فشل الحرب ضد الإسلام.

أين هى الحرب على الإسلام فى هذه البلاد؟ لا أدرى والله .

بلد قام مسلموه بشعيرتهم العادية أصبح مجالا للغط ووجع دماغ لا معنى لهما.

استقيموا يرحمكم الله وانظروا لكل شيء كما هو، لا كما تنتظرون أو تتخيلون.

عيد والناس فرحانة خاصة مع تراجع الكورونا جعلتوه سياسة!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة