الثلاثاء، 10 مايو 2022 - 08:06 م

 كانت سيدة تذهب كل أسبوع إلى السوبر ماركت لشراء احتياجات أسرتها وما إن يقع نظرها على الأرفف المليئة بالسلع تمسك بها لتقرأ ما كتب عليها قبل أن تعيدها إلى مكانها مرة أخرى أو تقرر شراءها ولاحظت أن الغلاء متصاعد يوماً بعد يوم..

حدث هذا فى  «البرازيل» بتسعينيات القرن الماضى مع تصاعد أسعار البترول فى العالم والاضطرار إلى الاقتراض من الخارج وحدثت أزمة أخرى فى عدد من دول أمريكا اللاتينية سميت بأزمة الديون الخارجية ، وقبل شهر رمضان وجدت شقيقتى الصغرى تصرخ وتقول  «الأسعار بقت نار» ذهبت لأشترى نفس الاحتياجات الشهرية وبنفس الكميات ودفعت بزيادة فيبدو أن «الجنون» والطمع أصابا السلع والتجار. 

 قلت لأختى سمعت بهذا من زملائى ولمست هذا بنفسى.. ولكن «الدولة» اتخذت إجراءات سريعة لمواجهة الأزمة الحالية والتى جاءت على إثر «المتغيرات العالمية» والتى أصابت حركة السلع والأسعار وشملت كل بلدان العالم  منذ بدء « فيروس كورونا» والآن نمر «بالأزمة الروسية الأوكرانية» ولذلك اتخذت الدولة إجراءات لرفع الأعباء عن كاهل الأسر منها زيادة المرتبات والتبكير فى صرفها ورفع المعاشات وعدد الأسر ضمن معاشات «تكافل وكرامة» وتثبيت الدولار الجمركى عند 16 جنيهًا للسلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج فالأزمة الحالية أشد ضرراً من «كورونا» فالأسعار زادت بطفرات كبيرة لأن السلع المستوردة زادت تأثراً بارتفاع « التضخم العالمى» والمحلية لارتفاع الطلب خوفاً من تفاقمها وأبرز السلع التى زادت الأساسية والمشروبات واللحوم والطيور والنفط والشحن ،فالتضخم أنواع منه «الزاحف» ويتسم بارتفاع بطىء فى الأسعارعندما يزداد الطلب بينما العرض أو الإنتاج ثابت .. و«المكبوت» وهو وضع ضوابط وقيود لمنع الأسعار من الارتفاع وقد حدث التضخم فى ألمانيا بعشرينيات القرن الماضى و«هنغاريا» فى الأربعينيات بعد الحرب العالمية الثانية.

  يمكن اتخاذ إجراءات للحد من التضخم عن طريق السياسات المالية والنقدية وأن تقوم البنوك بمهامها الأساسية واستخدام الوسيلة المتاحة لديها وهو رفع سعر الفائدة ويرى الاقتصاديون أن أفضل الوسائل للمواجهة هى وقف الحرب التجارية واستخدام قوانين مكافحة الاحتكار وزيادة المنافسة والإنتاج وضخ السيولة والمساعدات النقدية المباشرة  ووقف الإنفاق الحكومى والاستثمار فى رعاية الأطفال ورفع معدلات الإنتاجية وفرض ضريبة على الأثرياء والتوقف عن فرض رسوم على واردات أساسيات الإنتاج والحد من أرباح الشركات الكبرى وخفض التكاليف وتحديد الأسعار.. وأدعو الله أن ينتهى التضخم وتعود الأسعار لطبيعتها.