جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

لن يقتلوا الحقيقة.. ولن يغتالوا فلسطين!!

جلال عارف

الأربعاء، 11 مايو 2022 - 09:32 م

بدم بارد وإجرام منحط قتلوا الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وأصابوا زميلًا لها. لم يكن فى الأمر أى مصادفة. 


الصحفيون الفلسطينيون جاءوا إلى حدود "جنين" لتغطية جريمة إسرائيلية جديدة حيث تقتحم قواتهم المدينة وتعيث فيها فسادا وقتلا واعتقالا كما تعودت.

الصحفيون كانوا يرتدون السترات الواقية المميزة، وكانوا قد مروا على موقع لجنود الاحتلال ليعلموهم بوجودهم. لكن ذلك لم يمنع تنفيذ قرار الاغتيال من قناص محترف لتتم الجريمة البشعة وتنضم شيرين أبو عاقلة لقافلة الشهداء وهى تنقل وقائع جرائم إسرائيل إلى مشاهديها على قناة الجزيرة.


ليس جديدا استهداف إسرائيل للصحفيين والإعلاميين. دولة الإرهاب لا تريد تسجيل جرائمها. سقط قبل ذلك ٥٥ صحفياً فلسطينياً برصاص الاحتلال. وفى مثل هذه الأيام من العام الماضى استهدفت الغارات الإسرائيلية عمدا المكاتب الإعلامية فى غزة وأوقعت عددا من الشهداء. إفلات إسرائيل من العقاب الدولى على جرائم الحرب التى ترتكبها يشجعها على المزيد.


فى العادة لا تكلف إسرائيل نفسها عبء تبرير جرائمها معتمدة على دعم أمريكا والغرب لها وعدم محاسبتها على مدى ثلاثة أرباع القرن من الجرائم المستمرة ضد الإنسانية. هذه المرة تتحرك إسرائيل لأن الشهيدة شيرين أبو عاقلة تحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب جنسيتها الفلسطينية. يتحدث أركان الحكومة الإسرائيلية فى محاولة لتزييف الوقائع لكنهم ـ فى الحقيقة ـ لا يفعلون إلا تأكيد أن كل جرائم الحرب ـ بما فيها اغتيال شيرين أبو عاقلة ـ هى جزء أساسى من سياسة دولة تقوم على الإرهاب.


ماذا ستفعل أمريكا؟ وهل سينتهى الصمت الدولى على جرائم إسرائيل؟ الصمت على إرهاب الدولة الذى تمارسه إسرائيل أصبح يعنى التواطؤ الصريح معها وبدون محاسبة الاحتلال الإسرائيلى على انتهاكات لكل القوانين والقرارات الدولية، ومحاكمة كل المتورطين فى جرائم الحرب ضد شعب فلسطين.. يبدو زائفا كل حديث من أمريكا أو غيرها يدعى الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية.


المبادئ هى المبادئ والإرهاب واحد. من يتواطأ لتمرير جرائم إسرائيل وعدم معاقبتها يفقد أى مصداقية فى حديثه عن حرية الشعوب ضد أى عدوان. الإرهاب الإسرائيلى قتل شيرين أبو عاقلة بدم بارد، كما قتل العشرات من الصحفيين والآلاف من الفلسطينيين. شعب فلسطين ماضٍ فى مقاومته، ولكن.. هل يمكن أن يستمر الصمت الدولى على جرائم إسرائيل؟ وهل يمكن أن يستمر التواطؤ الأمريكى ويتحمل العواقب؟

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة