هشام مبارك
هشام مبارك


إحم إحم !

ماما..كريمة السروجى

هشام مبارك

الأربعاء، 25 مايو 2022 - 05:32 م

رغم أن الفارق فى العمر بينى وبين الأخت والأستاذة الصحفية الكبيرة كريمة السروجى ليس كبيرا، إلا أنه يحلو لى ولكل أبناء جيلى أن نناديها منذ عرفناها حتى الآن ماما كريمة.

فقد أثبتت كريمة أطال الله فى عمرها أن الأمومة أبدا ليست بالعمر ولا بفارق السن بل الأمومة مسئولية ومشاعر جياشة شعرنا بها جميعا منذ أن عرفناها .لم تكن كريمة ولا تزال تلك الأم فقط لمن هم أصغر منها عمرا بل حتى الزملاء الذين كانوا فى نفس عمرها وربما أيضا من هم أكبر منها كانوا يعتبرونها بمثابة الأم لهم داخل أروقة الجريدة.فماذا تكون الأمومة غير انسان يشعر بأحزانك قبل أفراحك ويسعى لحلها بشكل عملى وليس فقط معنويا.لا أظن مثلا أن أى زميل منا نجح فى تدبير تكاليف الزواج دون تدخل مباشر لماما كريمة التى تسارع لتنظيم الجمعية تلو الجمعية لهذا الزميل،حتى أصبحت جمعيات كريمة من أبجديات حل مشاكل الغالبية العظمى من صحفيين وصحفيات الأخبار.

أما الحديث عن كريمة السروجى كصحفية فهو يحتاج إلى صفحات كاملة لإعطاء حق هذه الصحفية المتميزة والتى هى من أوائل من تخصصوا فى شئون الرى والمياه.نجحت كريمة السروجى بما كانت تقوم به من تغطيات متميزة فى حجز مساحة يومية فى الصفحة الأولى لأخبار المياه والري،ولعلى لا أبالغ إذا قلت إن خبرة السروجى فى هذا الملف فاقت خبرة ومعلومات معظم وزراء الرى الذين تعاقبوا على حقيبة الري،فكان من الطبيعى أن يحرص الوزير على التعرف عليها قبل حتى أن يتعرف على كبار الموظفين والخبراء فى وزارته.

ولأن كريمة السروجى كانت وستظل مدرسة فى الإنسانية والعطاء نجحت كزوجة وأم بنفس قدر نجاحها كصحفية وهى ميزة لم تتحقق لكثيرات من بنات جيلها أخفقن فى التوفيق بين البيت والصحافة التى لا تعترف بأى شريك إلا لمن كانت له قدرة وحكمة وذكاء كريمة السروجي.ورغم نجاحها فى ذلك إلا أنها عندما بلغت السن القانونية اختارت أن تتفرغ لأسرتها المكونة من زوجها وولديها ثم انضم الأحفاد مؤكدة أن ذلك أقل شيء تقدمه لأسرتها التى كانت داعمة لها طيلة مشوارها.الجميل فى كريمة السروجى التى كل ما فيها جميل هى أنها لم تنقطع عن متابعة زملائها وأبنائها من الصحفيين حتى عندما تحررت من مشقة العمل اليومى فهى لا يمر يوم دون أن تدخل على صفحاتنا تتابع ما ننشره من مقالات وموضوعات تعلق وتحلل وتشجع.

ثلاث رسائل تلخص حياة كريمة السروجى الأسرية، الأولى وجهتها هى لزوجها الرائع الاستاذ على حسين فى عيد ميلاده بكلمات رقيقة اعترافا وامتنانا لدعمه الدائم لها قائلة عنه:زوجى حبيب عمرى ورب عائلتى أبو أولادى جد أحفادي،الجنرال على حسين أعاده الله عليه بالصحة والعافية،كل سنة وانت طيب ودايما منور بيتنا وحياتنا،لا حياة بدونك ولو لأيام أو ساعات أو لحظات، دمت لى حبيبا وسندا لى ولأولادي. ولأن من تحمل فى قلبها كل ذلك الحب والتقدير من الطبيعى أن تنجب أولادا يتمتعون بنفس شاعريتها حيث جاءت الرسالة الثانية من ابنها الزميل محمد على فى عيد الأم قائلا:شكرا لك لأنك من صغرى بجانب نظراتى ،تحكى لى مشاعرى وترشدنى إلى مراكز إدراكي،شكرا لك لأنك قصة كفاح،حكاية نجاح،فخر واعتزاز.

ولم أجد أبلغ من هذه الكلمات المختصرة التى جاءت فى الرسالة الثالثة كتبها على حسين ذلك الزوج والأب الرائع عميد العائلة حيث وصف زوجته قائلا:الكاتبة الصحفية كريمة السروجي،كريمة مع أهلى وعائلتي،كريمة مع أولادى محمد وعلاء،كريمة مع أحفادى عبد الرحمن ومعز وعلى وجنة،،بصراحة أنا وأولادى وأحفادى متعبين جدا بس هى كريمة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة