خاطر عبادة
خاطر عبادة


خاطر عبادة يكتب: الأزمات العالمية.. و أولويات المرحلة

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 26 مايو 2022 - 07:10 م

بين مساعى الدولة لتأسيس بنية تحتية واقتصادية قوية على المدى الطويل.. وضبط الأسعار  على المدى القصير.. نواجه أزمة عالمية مفروضة علينا من الخارج.. أدت إلى  تضخم الأسعار وتهاوى العملات المحلية فى كل الدول تقريبا.. ما الذى يجب أن نفعله أمام موجات الغلاء العالمية.. التوازن أولا.. والانحياز أيضا للمواطن.

 

لسنا أمام أزمة مخيفة، لكن يحتاج الأمر إعادة ترتيب أولويات المرحلة فقط والاحتياجات الضرورية جدا لتحقيق الاكتفاء.. وزيادة مخصصات دعم السلع حتى لا تزيد معدلات التضخم لعموم المواطنين وخصوصا الأكثر احتياجا

فى أزمنة الأزمات العالمية والحروب الاقتصادية أصبحت الأولوية الآن أن نعتمد على أنفسنا فى كل شيء.. ننتج غذاءنا ودواءنا ونصنع بأيدينا أو على الأقل نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتى النسبى على المدى القصير لتخفيف حدة الأزمة.

 

نعلم جميعا أن الدولة خطت خطوات سريعة وحققت إنجازات كبيرة فى مجالات الزراعة والصناعة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتم تحقيق اكتفاء ذاتى فى كثير من السلع وتقترب نسبيا بالنسلة لسلع أخرى واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير الزراعة، والآن بعد قرب الانتهاء من مشروعات البنية التحتية العملاقة لتخفيف وطأة التكدس والزحام والعشوائيات وانتهاء المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة ومعها نكون قد انتهينا من أولى مراحل البناء للانتقال إلى وضع جديد يمنح الأولوية القصوى للأمن الغذائي وتحسين حياة المواطن.

 

الأولوية الآن يجب أن تنحاز للمواطن البسيط وزيادة الميزانية المقررة لدعم الأكثر احتياجا لم يعد كافيا الآن.. بل هناك مزيد من الإجراءات أيضا لدعم قطاعات الزراعة والصناعة والصحة وغيرها.. و تيسير الإجراءات التى من شأنها عودة الحياة الطبيعية وإزالة العوائق والروتين.. مواجهة حاسمة لكل من يحاول احتكار سلعة أو يسعى فى الأرض فسادا 
بإمكاننا تحويل المحنة إلى منحة بفضل العمل الجماعى.. فلا تقل لماذا حدث لى ذلك.. ولكن من الأفضل أن تقول بماذا أستفيد مما يحدث..؟ 

أحيانا قد تكون الأزمات فرصة للمراجعة ولإعادة فتح صفحة جديدة وتفرض على الناس التعاون والوحدة لحل المشكلة وإبراز القوة الكامنة.. والاجتماع على مائدة واحدة فى حب مصر يضفى مزيد من الثقة المتبادلة ويؤكد تماسك الجبهة الداخلية ويغيظ التيارات الدخيلة على الوطن

مصر دولة كبيرة ولديها إمكانيات وموارد هائلة لا تنضب وأولها شعبها العظيم، وما تحقق من إنجازات فى جميع المجالات خلال السنوات الثمانية الأخيرة أمر مشكور، فهناك أيضا مشروعات زراعية عملاقة مثل مشروع زراعة ٢.٢ مليون فدان واستصلاح توشكى فضلا عن مشروعات تحلية المياه بغرض تعمير الصحراء وتعزيز الاقتصاد الأخضر، وكذلك جهود تعميق الصناعة الوطنية.

والبحث عن حلول جماعية دائما ما يكون أفضل فى إطار الحرص على الوطن، فالمصريون يظهر معدنهم الأصلى وقت الصعاب ويقهرون أى تحدى بشرط الوحدة؛ كما أن الاختلاف فى الرؤى السياسية لا يفسد للود قضية، لذلك علينا أن نستثمر توصيات السيد الرئيس لعمل حوار وطنى هادف وتحقيق لمبدأ إسلامى عظيم "وأمرهم شرى بينهم" فالرسول صلى الله عليه وسلم كأن يأخذ بمشورة أصحابه رغم أنه منزل بالوحى و أعلم الناس جميعا.
 
لكن هذه الكلام لا ينطبق على من قرروا الانشقاق والتحالف مع الشيطان و الالتفاف على الوطن وبث الشائعات والتشكيك فى قدرات الدولة بدلا من قول كلمة حق، و غرروا بالشباب الساذج؛ هذا يأتى فى سياق التآمر والفتنة ويضر ولا ينفع.. ولا يرضاه الشعب الذى تحمل من أجل وطنه الكثير.

العالم كله يعانى.. ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء عالميا تسبب فى موجات تضخم لكل دول العالم كما تسببت إجراءات الحماية الأمريكية لدعم الدولار فى ركود بالأسواق العالمية وتراجع قيمة أغلب العملات المحلية خاصة فى الاقتصادات الناشئة، لذا فإن نجاحنا فى تحقيق الاكتفاء الذاتى سيكون أكبر إنجاز يفخر به كل مصرى بعون الله.. وسيجعلنا صامدون أمام مزيد من الأزمات العالمية فى الفترة القادمة.

كل شيء متواجد ومتوفر ولدينا احتياطى من السلع، وكل شيء يمكن تداركه بمشاركة ودعم الجميع بدءا من وعى المواطن العادى والتاجر الأمين غير الانتهازى والمزارع وأصحاب الأعمال ومشاركة رجال الأعمال الشرفاء للدولة فى دعم قطاعات التنمية وحتى دور الدولة فى تيسير الإجراءات لديهم لتشجيع الاستثمار كما أصبحت أولويات الدولة زيادة المشروعات التى تزيد من حجم الصادرات. 

قرارات الحماية الاقتصادية مثل وقف استيراد السلع غير الضرورية طبقتها دول أخرى مثل باكستان التى أوقفت استيراد السيارات والهواتف المحمولة ومستحضرات التجميل وغيرها بسبب ارتفاع قيمة الدولار

نستثمر  الأزمات الدولية المفروضة علينا من الخارج فى تدعيم البيت الكبير من الداخل بدءا من  حماية المواطن وتجديد لغة الثقة المشتركة بين الدولة والمواطن حتى لا يتدخل طرف ثالث على خط الأزمة..  يجب الإنصات والإحساس بالبسطاء فى هذه الظروف المعيشية الصعبة مهما بلغوا من وعى وثقافة؛ فلا نشق عليهم بمزيد من التضحيات أو أن يتسرب لديهم إحساس بتخلى الدولة عنهم وهم الظهير الأول المساند لعملية الإصلاح و حائط الصد المنيع ضد تيارات الإرهاب الممولة من الخارج.. من شياطين الإنس ووساوس الجن الذين يوحون إليهم بالأكاذيب والشائعات؛ فلا نضاعف الرهان أمام ثلاثة أعداء ألداء وهم اعداء الخارج والفقر والجهل الذى يستغله أعداء الداخل.

تلك التحديات الجديدة تفرض على الجميع أيضاً الاقتصاد وترشيد الإنفاق كما يحثّنا الدين الحنيف أيضاً على ذلك "كلوا واشربوا ولا تسرفوا".. لا تسرف فى الماء وإن كنت على نهر جارى".

 
كما تتطلب منا التراحم وعدم الاستغلال، فلو رأى الله فى قلوب الناس برّا وخيرا ورحمة لهوّن عليهم المشكلات ونجحنا فى تحقيق المراد والاكتفاء الذاتى فبفضل الترابط والوحدة عبرنا قناة السويس وأكبر حاجز منيع فى حرب أكتوبر، ما الذى يمنع الناس إذن من عودة التأخى والمحبة من جديد.

ومن الأنباء السارة المنتظرة قريبا هو الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة فى 30 يونيه المقبل، وهو ما يمثل بارقة أمل للعبور نحو الجمهورية الجديدة بأساليب وأفكار جديدة متجسدة فى أول مدينة ذكية عملاقة بمصر، كما يمثل ذلك الانتهاء من المرحلة الأولى  لبناء الوطن وفق قواعد حديثة، والآن بعد قرب الانتهاء من المشروعات العملاقة يحين دور منح الأولوية لعودة البناء وتحسين جودة حياة الناس.

كلنا عاشقون لمصر ونعمل ونؤيد من يصلح ويعمل ونتحمل من أجلها الكثير.. فحب الوطن هو أمر وشعور عظيم ولا يرضى إنسان عاقل أن يسمع عن كلمة فشل .. حفظ الله مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة