وائل نبيل
وائل نبيل


وائل نبيل يكتب: مصر الرقمية.. وثقافة التعليم

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 26 مايو 2022 - 08:59 م

لم أدرك أن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أصابت كبد الحقيقة، وشخصت الداء، ووصفت الدواء، حين تحدث بصراحة مطلقة عن آلاف الشباب من خريجي الجامعات، وخاصة خريجي بعض الكليات التي لا تجد لها مكانًا في سوق العمل، وهو ما أدى إلى تفاقم أزمة البطالة، وتصبح إرثًا من كم المشكلات التي تعاني منها مصر منذ عقود طويلة. 

وحين حالفني الحظ بزيارة مؤخرًا إلى محافظة الفيوم، مع «النشيط» الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقيادات قطاع الاتصالات في مصر، ورأيت أعمال إمدادات كابلات الألياف الضوئية لتوصيل الإنترنت فائق السرعة، إلى معظم القرى النائية هناك، ضمن المبادرة الرئاسية « حياة كريمة»، وحين تحدث إلينا الوزير بكل حماس عن مبادرة «أشبال مصر الرقمية» التي أطلقها الرئيس «السيسي»، لتدريب الطلاب ولأول مرة في المرحلة العمرية من 12 إلى 17 عامًا على مهارات التكنولوجيا المتقدمة مثل علوم الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتحليل البيانات، والبرمجة، وغيرها من مجالات التكنولوجيا، تذكرت ما قاله الرئيس في حديثه عن احتياجات سوق العمل، وضرورة أن يتعلم ويكتسب الشباب المهارات الرقمية بدءًا من الصغر، لأن هذا لم يعد هو المستقبل، بل أصبح الحاضر الذي تسابق فيه مصر الزمن، للنهوض بأبنائها، وإيجاد وتوفير فرص عمل قد يصل راتبها الشهري إلى 20 ألف دولار، كما وذكر الرئيس «السيسي» خلال فعالية مشروع تنمية الاسرة المصرية، في فبراير الماضي.

ومع كل هذه القفزات، والرؤى الثاقبة لبناء مصر الرقمية، ومن قبلها بناء الإنسان المصري، أدركت أن المسار والخطط التي تنتهجها الدولة المصرية في هذا المسار القومي والاستراتيجي، لم يكن ليتم تنفيذه بخطى أفضل و أسرع من ذلك، خاصة مع تدشين المدارس الفنية المتخصصة مثل مدرسة الضبعة النووية، والمدارس التكنولوجية الثانوية المتخصصة، ومنها مدارس الشركة المصرية للاتصالات لإعداد وتأهيل الكوادر الفنية، يبقى التحدي الأكبر، الذي أشار إليه الدكتور عمرو طلعت، وهو ضرورة تغيير ثقافتنا ونظرتنا كأباء إلى تلك المدارس الفنية المتخصصة التي أصبح أغلبها لا يقبل سوى الطلاب المتفوقين في الشهادة الإعدادية، والتخلي عن فكرة التعليم لمجرد الحصول على شهادة جامعية، قد لا تجد لها دربًا أو مكانًا في المستقبل، فقد أصبح أصحاب المهارات الرقمية، والفنيين المتخصصين المدربين، هم من يقودون أكثر الدول تقدمًا نحو المستقبل الذي تغمره ثورة التكنولوجيا العارمةن وليس حاملي الشهادات في تخصصات قد انفصلت عن الواقع واحتياجات سوق العمل، بسبب التغيرات الكبيرة والثورة التكنولوجية المذهلة التي يشهدها العالم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة