رئيس جامعة سوهاج وعميد كلية الزراعة يشاركان فى حصاد القمح
رئيس جامعة سوهاج وعميد كلية الزراعة يشاركان فى حصاد القمح


القمح المصري| لتحسين الإنتاج والمواصفات.. تجارب مصرية 100 %

آخر ساعة

السبت، 28 مايو 2022 - 03:22 م

للبحث العلمى وعلماء المحاصيل دور هام فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح وهناك شعاع مضيء للباحثين وطاقة أمل كبيرة للسعى والوصول إلى مضاعفة الإنتاجية، ولذلك فإن استنباط الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض والأصناف المتحملة للظروف البيئية القاسية مثل قلة المياه والملوحة لزراعتها بالأراضى الهامشية الجديدة التى تندر بها المياه والأراضى المتأثرة بالملوحة، وكذلك زراعة الأراضى المروية بالمياه الجوفية التى تحتوى على نسب مرتفعة من الأملاح.

 

ويقوم رجال تربية المحاصيل بالجامعات المصرية والمراكز البحثية دائما على استنباط أصناف تتأقلم مع الظروف البيئية المتغيرة والقاسية فى بعض الأحيان وهذه أحد الحلول فى زيادة المحاصيل عموما، والقمح والذرة الشامية على وجه الخصوص، وهذا هو التحدى الأكبر لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح، وهذه التحديات لا بُد أن يواجهها الجميع بروح المقاتلين وعقول العلماء لكى نصل إلى هذا الهدف.. وعلماء وباحثو مصر قادرون على هذا التحدى، لأن بلادنا تمتلك طاقات بشرية متميزة.. وفى السطور التالية نستعرض بعض التجارب والمشروعات الناجحة بالمراكز وكليات معاهد البحوث الزراعية:-

 

طفرات عالية الإنتاجية

بعد أيام من بدء موسم حصاد القمح بدأ شباب وعلماء البحوث الزراعية بهيئة الطاقة الذرية فى حصاد إنتاج حقول طفرات القمح الجديدة التى تم زراعتها بموقع الهيئة بأنشاص، حيث قام فريق العلماء بالهيئة باستنباط عدد من طفرات القمح عالية الإنتاجية وذات الصفات المتميزة، التى يتحمل بعضها الزراعة فى الأراضى الملحية، والآخر يتحمل ظروف نقص المياه المتمثلة فى الإجهادات المائية، كما أن معدل الزيادة فى الإنتاج يتخطى أربعة أطنان للفدان بزيادة طن تقريباً عن الأصناف المصرية المزروعة حالياً، وتتميز الطفرات المستنبطة بأن إنتاجها يكون مبكرًا، حيث تستغرق 140 يومًا فقط من بدء الزراعة حتى الحصاد، كما أن صفات حبوبها ممتازة وتحتوى على نسبة تصاف عالية.

 

وتقول الدكتورة غادة إبراهيم عيسى، رئيسة مركز البحوث النووية: إن فريق العمل يضم مجموعة متميزة من العلماء ذوى الخبرات الكبيرة فى هذا المجال، بالإضافة إلى جيل الباحثين الشبان، وقام فريق العمل بالهيئة ببدء موسم الحصاد، الذى يسعى فى تسجيل طفراته بوزارة الزراعة، فى تجهيز العينات التى طلبتها لجنة تسجيل الأصناف من وزارة الزراعة لاثنين من هذه الطفرات والمتمثلة فى ٧٫٥ كيلو من كل طفرة، بالإضافة إلى 150 سنبلة لإتمام اختبارات التجانس فى العام الأول وسيستغرق هذا الأمر ثلاث سنوات للتسجيل كصنف جديد يمكن للمزارعين تداوله.

 

فيما يقول الدكتور عمرو الحاج، رئيس هيئة الطاقة الذرية: إن الهيئة تضع إمكانياتها المختلفة وكوادرها ومدرستها العلمية المتميزة فى مجالات البحوث الزراعية وتطبيقاتها لمشاركة الدولة بإنتاج الطفرات الزراعية لمحصول القمح الاستراتيجى ولسد الفجوة الغذائية، حيث إن الأمن الغذائى يشكل أولوية قصوى لجميع أجهزة الدولة حاليا، مؤكدًا أن الاهتمام بإنتاج واعتماد مثل هذه الطفرات الزراعية المتميزة سيسهم فى زيادة إنتاجية القمح بمصر بنسبة لا تقل عن 33% عن أنواع القمح التقليدية، بما يقلل من الكمية التى يتم استيرادها، بالتالى يوفر العملة الصعبة على الدولة ويدعم الاقتصاد المحلى.

 

ويوضح أن إردب القمح يساوى حسابياً حوالى 150 كجم، أى أن إنتاج الفدان من طفرات القمح بهيئة الطاقة الذرية الذى يزيد على أربعة أطنان للفدان حوالى 26٫66 أردب أى بزيادة 33% عن الأصناف التقليدية، كما أن علماء هيئة الطاقة الذرية ولتأكيد صفات هذه الطفرات قاموا فى نفس توقيت زراعتها بزراعة عدد من الأصناف المصرية التى ينتجها مركز البحوث الزراعية وهى اجيزة 171ب، واجيزة 168ب، وامصر 1ب، وتم زراعة هذه الأصناف لمقارنتها بالأصناف التى أنتجتها الهيئة فى نفس الظروف المناخية والبيئية ونفس نوع التربة، حتى تكون المقارنة دقيقة علمياً.

 

وأضاف: نسعى إلى ضرورة تكاتف وربط البحوث العلمية مع قضايا الإنتاج وهو ما تقوم به الهيئة ممثلة فى علمائها فى البحوث الزراعية والنبات وفى التعامل مع إنتاج الطفرات الزراعية للقمح ذلك المحصول الاستراتيجى الذى يعد أولوية قصوى بالنسبة للحكومة الآن وتسعى لتوفيره محلياً أو عن طريق الاستيراد فى ظل تحديات وظروف عالمية دولية تواجه عملية إنتاجه وتصديره للدول.

 

وقد بدأت هيئة الطاقة الذرية العمل فى هذا المشروع الاستراتيجى منذ عام 2002 وارتكزت الخطة العلمية على استباط طفرات زراعية جديدة فى مصر لمجابهة التغيرات المناخية، وتعد التربية بالطفرات الطريقة الأسرع لمواجهة المشكلة التى تعانيها كل دول العالم وهى ضيق القاعدة الوراثية للمحاصيل وهو السبب الذى تسعى من أجله دول كثيرة للحصول على مثل هذه الأصول الوراثية المتميزة، وأهم ما يميز هذه الطفرات من القمح المنتجة بالهيئة أنها ذات قاعدة وراثية مختلفة، ما يعزز قدرتها على مقاومة الأمراض وتحملها للظروف البيئية المعاكسة، وكذلك زيادة الإنتاجية فى وحدة المساحة بنسبة 33% عن الأصناف التجارية الحالية، كما أنها آمنة تماماً من ناحية سلامة الغذاء.

 

وجميع هذه الطفرات جاهز الآن لبدء مراحل التسجيل للحصول على تصريح التداول كأصناف جديدة فى السوق المصرية، لكن تواجهها مشكلة فى ضرورة إجراء تعديل تشريعى بالباب الثانى من القانون رقم 53 لعام 1966 والمعدَّل فى 1976، وإعادة صياغة الباب الخاص بتسجيل الأصناف الزراعية، حيث إن خطوات التسجيل تستغرق حوالى ثلاث سنوات على الأقل، وهذا يتنافى مع الفترة الحالية التى يمر بها العالم من ناحية نقص تصدير القمح وكذلك الضغوط على الدولة لتوفير العملة الصعبة لاستيراد القمح، خاصة أن جميع الاختبارات التى تتم من قبل لجنة تسجيل الأصناف هى نفس الاختبارات التى تقوم بها الجهات التى تنتج الطفرات.

الدكتور شريف الجوهرى، المستشار الإعلامى للهيئة، يطالب بضرورة دراسة تقليل مراحل اعتماد الطفرات الزراعية وتقليل مدتها التى تستمر لحوالى ثلاث سنوات، ما يؤدى لاستنفاد جهود العلماء والباحثين فى هذا المجال، خاصة فى ظل الظروف العالمية الحالية، كما أن إنتاج الطفرات الزراعية بالهيئة وهى جهة بحثية ذات كفاءة عالية قد أثبتت كفاءتها فى إنتاج محصول القمح فى مزارع الهيئة بأنشاص، لذا يجب دراسة تعديل الأطر التقليدية المتبعة فى اعتماد الطفرات الزراعية مع إمكانية اختبار هذه الطفرات ومتابعتها فى أماكن إنتاجها بالجهات بواسطة لجان من وزارة الزراعة مع عمل جميع الاختبارات عليها للتأكد من صفاتها والظروف التى تسمح باستخدامها بدلاً من إعادة اختبارها فى مدة ثلاث سنوات منذ تقديمها بواسطة الجهات.

 

ذهب بمزارع الجامعات

وفى محافظة المنيا، بدأ مركز التجارب والبحوث الزراعية بجامعة المنيا موسم حصاد القمح بقطاع الأراضى المستصلحة بمزرعة شوشة التى أعيدت إليها الحياة مع توفير جميع المقومات من بنية تحتية وما يتعلق بها من مصادر مياه، وطرق وشبكات ومحولات للكهرباء لتحقيق المستهدف من الإنتاج.

 

ويقول الدكتور مصطفى عبد النبى عبدالرحمن، رئيس الجامعة: إن المركز نجح فى استصلاح ما يزيد على 385 فداناً، تم تخصيص 55 فدانًا منها لزراعة القمح، تعزيزاً لهذا المحصول الاستراتيجى، بالإضافة لزراعة 58 فدانًا زيتونًا مختلف الأعمار، و120 فدانًا مزروعة بفسائل نجيل، و152 فدانًا زراعات متنوعة من محاصيل الفول البلدى، والكسبرة والكراوية والشمر والشعير والعلف الصيفى والبرسيم الخضراوى البلدى، والبرسيم الحجازى والتين البرشومى، والتين الشوكى، بالإضافة لسياج أشجار الكيتوبارس والجازولينا والسنط، والسدر وأشجار الزينة كمصدات للرياح.

 

ويستعد المركز للزراعات الصيفية لمحاصيل الذرة الصفراء، وفول الصويا، والحشيشة السودانى، كما يضع المركز خطة مستقبلية لإضافة 200 فدان جديد للمساحات المستصلحة، وحفر بئرين جديدتين بشبكات المياه التابعة لها؛ لتوفير الموارد المائية للمساحات الجديدة المستزرعة.

قمح الوادى

وبدأت كلية الزراعة بجامعة الوادى موسم حصاد القمح بمزارع الجامعة بالكيلو 10، ويعتبر إنتاج المزرعة من القمح هذا العام جيدا إذا ما قورن بالأعوام السابقة. ويقول الدكتور عبدالعزيز طنطاوى، رئيس جامعة جنوب الوادى: إن المزرعة الواقعة بطريق االخارجة - أسيوطب على مساحة 80 فدانًا، تسهم فى خدمة المجتمع المحلى، ومقسمة لعدة زراعات من بينها القمح.

تجربة الإسكندرية

وتعتبر جامعة الإسكندرية من الجامعات الرائدة فى أبحاث محصول القمح، حيث تجرى فى كلية الزراعة العديد من الأبحاث التى تشمل الأصناف والمعاملات الزراعية المُثلى اللازمة لرفع الإنتاجية مثل نوعية ومعدلات التسميد وطرق الرى والزراعة على مصاطب وغيرها، وهناك اهتمام خاص بدراسة استجابة أصناف القمح الحديثة للرى بمياه منخفضة الجودة، مثال التجارب التى أجريت على إنتاج القمح عند الرى باستخدام مياه الصرف الصحى المعالج بمدينة العامرية، وفى مزارع ومعامل كلية الزراعة بالإسماعيلية والتابعة لجامعة قناة السويس، تم استنباط سلالات وأصناف من القمح عالية الجودة والإنتاجية تتحمل التغييرات المناخية الصعبة والجفاف والملوحة.

 

وفى السياق ذاته، نجحت مجموعة بحثية فى زراعة سلالات فى محطات تجريبية وبحثية مختلفة ولعدة سنوات، وأظهرت النتائج الأولية نجاحا إيجابيا فى كونها سلالات تحملت الملوحة وإنتاجها عال وتمتاز بتناسق فى النمو، وهذا يمكن أن يكون أحد الحلول المطروحة لحل مشكلة ندرة المياه فى بعض المناطق الصحراوية وكذلك زراعة تلك الأصناف فى الأراضى الهامشية (عالية الملوحة) والأراضى مرتفعة مستوى الماء الأرضى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة